Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات طيران ناشئة تستعد للانطلاق قبل نهاية 2021

أوقفت أكثر من 40 ناقلة كبرى حول العالم عملياتها منذ بداية العام الماضي مع تضاؤل ​​الطلب على السفر بسبب كورونا

يأمل معظم تلك الشركات الناشئة أن تتمكن من اغتنام الفرصة للحصول على طائرات مخفضة السعر (أ ف ب)

بالنسبة إلى معظم شركات الطيران في العام الماضي، كان وقف التشغيل يعني وقوف الطائرات وتسريح العمال والمساومة مع الحكومات للحصول على أموال الإنقاذ في محاولة يائسة للابتعاد عن الإفلاس، حيث تضاءلت الشهية للسفر ووصلت تقريباً إلى الصفر مع موجة إغلاق الحدود التي قطعت أوصال العالم في ذروة الجائحة في عام 2020. دائماً ما يقال إن الفرص تولد من رحم الأزمات وهذا بالضبط مع حصل مع شركات الطيران المبتدئة التي اغتنمت تعثر كبرى شركات الطيران في العالم وتسريح طواقمها مع استمرار الوباء في تثبيط حركة السفر العالمي، لتعلن أكثر من 90 شركة طيران جديدة ناشئة عن خطط للإقلاع قبل نهاية العام وفق شركة "أفولون هولدينغز" لتأجير الطائرات، والتي قالت إن "بعض الشركات الناشئة خرجت من رماد شركات الطيران التي فشلت أثناء الوباء". وكانت شركات طيران ناشئة تنتظر ظهور علامات التعافي على السفر الجوي كي تتمكن من تنشيط الخطط التي كانت موجودة بالفعل. ويأمل معظم تلك الشركات الناشئة أن تتمكن من اغتنام الفرصة للحصول على طائرات مخفضة السعر، واقتناص مساحة مرغوبة في المطارات المزدحمة في آن، وفي بعض الحالات، استئجار طيارين ومضيفات الطيران الذين سرحتهم شركات الطيران الكبرى.

كورونا وشركات الطيران الناشئة

إحدى هذه الشركات هي شركة طيران "أفيلو"، التي انطلقت في أول رحلة لها، صباح الأربعاء الماضي، من مطار هوليوود بوربانك إلى سانتا روزا، في مقاطعة سونوما بكاليفورنيا. شركة الطيران، التي يقع مقرها الرئيس في هيوستن، أسسها أندرو ليفي، المدير المالي السابق لشركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغ إنك"، الذي خطط لتأسيس شركة طيران منخفضة التكلفة تطير من المطارات الثانوية الأقل ازدحاماً في عام 2018. وقرر ليفي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، المضي قدماً في خططه. وعلى الرغم من بعض السقطات التي سبقت الإطلاق - إذ تعطل نظام حجز شركة الطيران المقدَم من شركة أخرى لأكثر من أربعة أيام، ضمن حالة انقطاع عالمي - أقلعت الرحلة الأربعاء 28 أبريل (نيسان) الماضي، في الوقت المحدد ودون وقوع حوادث. وتأمل "أفيلو" في أن تحفز الأسعار المنخفضة الطلب على المسارات التي لا تخدمها شركات الطيران الأخرى. وستطير شركة الطيران إلى 11 مطاراً من بوربانك، بما في ذلك مدن صغيرة عدة مثل ميدفورد وأوريغون وأوغدن ويوتا ويوريكا.
وقال ليفي، إن الوباء وفر بعض الفرص لشركة الطيران الناشئة التي أسسها، حيث تمكنت "أفيلو" من الحصول على مقاعد لطائرتين من طائراتها بسعر مخفض بعد ما ألغت شركة طيران أخرى طلبها في الصيف الماضي. ويشتبه ليفي بأن جائحة كورونا كانت وراء هذا الإلغاء.
وتوقع ليفي أن يجبر الوباء شركات الطيران الأكبر حجماً على التراجع، ما يخلق فرصاً إضافية لشركات الطيران الناشئة. ولكن بمساعدة الحكومات، أبقت شركات طيران ناشئة عدة شبكاتها سليمة إلى حد كبير، بل وأصبحت تنافس شركات الطيران الكبرى.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، كان من المفترض أن تبدأ شركة "بريز إيروايز"، وهي مشروع جديد من مؤسس شركة "جت بلو كورب" التي أسسها ديفيد نيليمان، العام الماضي. ولكن بسبب الوباء أوقف نيلمان- الذي أعرب عن إحباطه من إجراءات الإغلاق في العام الماضي- خططه مؤقتاً. أما الآن وبعد ما بدأ الطلب على الترفيه في الولايات المتحدة يتعافى، يرى نيلمان أن التوقيت جيد جداً للانطلاق. وتتوقع شركة "بريز إيروايز"، التي تخطط لتقديم رحلات جوية منخفضة التكلفة بين المدن الأميركية، أن تبدأ بتسيير الرحلات قبل عطلة يوم الذكرى (يُكرم العسكريون الذين لقوا حتفهم أثناء أداء واجباتهم العسكرية خلال خدمتهم في القوات المسلحة للولايات المتحدة)، بمجرد اكتمال شهادة إدارة الطيران الفيدرالية.

40 شركة طيران أوقفت عملياتها منذ عام 2020

عالمياً، فإن صورة السفر تبدو أكثر تعقيداً، حيث أوقفت أكثر من 40 شركة طيران حول العالم عملياتها منذ بداية العام الماضي مع تضاؤل ​​الطلب على السفر، وفق شركة "كريكيوم"، وهي مزود بيانات الطيران. في حين بدأ الطلب بالتعافي في بعض أجزاء العالم، حيث تسير جهود السيطرة على الفيروس على قدم وساق ويتم توزيع اللقاحات على نطاق واسع، ولكن على الرغم من هذه الجهود لا يزال السفر يمثل جزءاً بسيطاً من مستويات ما قبل الجائحة ولا يزال معظم الناقلين يخسر مبالغ طائلة من الأموال.
أما في أستراليا، فتتوسع شركة الطيران "ريكس" من المسارات الإقليمية إلى المدن الكبرى بطرق لم تكن ممكنة قبل الوباء. وقال وزير النقل الأسترالي السابق جون شارب، نائب رئيس "ريكس"، "لقد وفرت جائحة كوفيد-19  الفرصة لنا للتغلب على جميع الحواجز التي تمنعنا عادة من القيام بمثل هذا الشيء".
قبل الوباء، كانت "ريكس" تشغل أسطولاً من 60 محركاً توربينياً يتنقل بين المدن الكبرى والوجهات الإقليمية الصغيرة. واستأجرت الآن ست طائرات "بوينغ 737"، وتتطلع للحصول على أربع طائرات أخرى قبل نهاية العام لأنها توسع الطرق الرئيسة بين المدن الكبرى.
وقال شارب، إن "مثل هذا التوسع كان سيكون شبه مستحيل لولا الوباء، الذي أجبر شركتَي الطيران الرئيستين في أستراليا- كانتاس وفيرجين أستراليا- على تسريح الموظفين وإعطاء إجازات لطواقمهم من دون راتب وقطع الرحلات الجوية. واختارت شركة "فيرجن" أستراليا في النهاية عملية شبيهة بالإفلاس لتقليص حجمها، وأغلقت شركة النقل "تايغر إير". وأضاف شارب "هذا يعني أن ريكس كانت قادرة على استئجار طائرات بوينغ 737، كما أصبحت ريكس قادرة أيضاً على اقتناص منافذ في المطارات التي لم تكن متاحة في العادة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الوباء أعاق خطط إطلاق بعض شركات الطيران

في السياق، أعاق الوباء خطط إطلاق بعض شركات الطيران، إذ كانت تأمل شركة "نولينور أفييشن"، وهي شركة طيران كندية، في إطلاق شركة جديدة لتقديم خدمة لأماكن العطلات، في مواجهة تغيير قيود السفر بسبب الجائحة. ولكن على الرغم من تأجيل إطلاقها، تمكنت من القيام بعدد قليل من الرحلات الجوية من مونتريال وتورنتو إلى كوبا في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، قبل أن تتوقف بعد ما بدأت الحكومة الكندية باتخاذ خطوات لتثبيط السفر وطلبت من الشركات تعليق الطيران إلى منطقة البحر الكاريبي والمكسيك. وقال برود هومي رئيس شركة "نولينور أفييشن"، إن "شركة الطيران تنتظر وقتها، وتخطط للانتظار حتى تتأكد من أن التعافي المستمر جارٍ قبل بدء التشغيل مرة أخرى". وقال "لا نريد أن يكون ركابنا حقل تجارب في إعادة الإطلاق هذه".

شركات الطيران والتحديات المالية

ووجدت شركات الطيران الناشئة فرصة في التحديات المالية التي تواجهها بعض شركات الطيران الأخرى. في منتصف شهر يناير الماضي، أعلنت شركة الخطوط الجوية النرويجية، وهي شركة طيران مخفضة السعر في ذروة إفلاسها، أنها ستبتعد عن الطموحات طويلة الأمد لتصبح رائدة في مجال السفر لمسافات طويلة منخفضة التكلفة.
وبدأ بيورن توري لارسن، الرئيس التنفيذي لشركة "نورسي أتلانتيك إيرويز"، وهي شركة نقل جديدة مقرها أوسلو، بوضع الإستراتيجيات. سافر لارسن إلى ماربيا في إسبانيا، للقاء بيورن كيوس، الطيار المقاتل السابق البالغ من العمر 74 سنة، والذي قاد التوسّع في الخطوط الجوية النرويجية، قبل تسليمه زمام التخطيط في الشركة قبل وقت قصير من بدء الوباء.
على مدار يومين، سار كيوس مع لارسن خلال المحن التي أدت في النهاية إلى سقوط الطموح النرويجي الممتد على الكرة الأرضية. وبعد مساعدة لارسن في تحسين استراتيجية أعماله، سأل المدير التنفيذي السابق لشركة الطيران عما إذا كان بإمكانه الاستثمار في عملية الإسكندنافية الناشئة. وجمع لارسن ما يكفي من النقود في غضون شهرين من إفلاس "النرويجية"، لتأمين بعض الطائرات السابقة لشركة الطيران، التي تتخذ من أوسلو مقراً لها، بأسعار "منخفضة تاريخياً".
في يومها الأول، تلقت "نورسي" 20 طلب عمل في الدقيقة. وفي أسبوعها الأول، قالت شركة الطيران الطموحة منخفضة التكلفة عبر المحيط الأطلسي إنها تلقت 8000 طلب. وهي تخطط لبدء تقديم رحلات جوية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على الرغم من أن لارسن قال، إن الخطط قد تتغير عاجلاً أو آجلاً اعتماداً على حجم التعافي في السوق. وأضاف "سنركز فقط على الأعمال منخفضة التكلفة وطويلة المدى.  وقال لارسن "على حد علمي، سنكون الشركة الوحيدة من حيث  الحجم التي ستفعل ذلك. ليس لدي طموح لغزو العالم".