Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصحة" الإسرائيلية تبحث في علاقة "فايزر" بالتهاب عضلة القلب

بعد نحو شهرين من تجاهل المعطيات وآخرها إصابة شاب

جعل بنيامين نتنياهو حصول بلاده على لقاح "فايزر" واحداً من أبرز مضامين حملته الانتخابية (أ ب)

تجاوبت وزارة الصحة الإسرائيلية، بعد رفضها المتواصل منذ مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، مع مطلب أطباء ومستشفيات بفحص العلاقة بين لقاح "فايزر" المضاد لكورونا، وإصابة عدد من متلقي التطعيم بالتهاب في عضلة القلب.

وبعد وصول تقارير من مستشفيات عن إصابة 62 إسرائيلياً، غالبيتهم من الشباب (18-30 سنة)، نقلت الوزارة المعطيات إلى شركة "فايزر" والمركز الأميركي لمراقبة الأمراض ومركزFDA) )، بهدف دراسة الحالة.

وبحسب المعطيات، أصيب 56 من بين 62 بالتهاب عضلة القلب بعد الجرعة الثانية من اللقاح، وستة بعد الجرعة الأولى، 55 من الحالات بين الرجال، و6 بين النساء.

إنجاز نتنياهو

وكان الموضوع قد أُثير قبل نحو شهرين، عندما أصيب شاب في التاسعة عشرة من العمر بالتهاب في عضلة القلب، بعد خمسة أيام من تلقيه الجرعة الثانية من التطعيم. ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ونُقل إلى قسم العلاج المكثف في مستشفى "أساف هروفيه"، علماً أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية.

وفي حينه، تعامل الأطباء مع إصابة المريض كنتيجة لتلقيه التطعيم، لكن جهات طبية ووزارة الصحة رفضا ذلك وردا بدعوة الجمهور إلى تلقي التطعيم من دون أي خوف. لكن النقاش في هذا الشأن، إلى جانب ظواهر صحية أخرى، استمر من دون حسم من أي جهة طبية أو وزارة الصحة ذاتها.

بعد فترة قصيرة من هذه الحالة، ارتفع عدد حالات الإصابة بالتهاب عضلة القلب، ووصلت ذروتها مطلع مارس (آذار)، وكانت حملة التطعيم في ذروتها، كذلك المعركة الانتخابية التي جعل خلالها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من حصول بلاده على لقاح "فايزر" واحداً من أبرز مضامين حملته كإنجاز لإنقاذ صحة الإسرائيليين والقضاء على فيروس كورونا.

وزارة الصحة، مرة أخرى، لم تتجاوب مع مطلب مستشفيات عدة بضرورة فحص العلاقة، بل اتُهمت بالتماثل مع حملة نتنياهو الانتخابية، لكنها تراجعت بعد ضغوط كبيرة، ودعت جميع المستشفيات إلى رصد هذه الحالات المرضية المتعلقة بالتهاب عضلة القلب.

وبعدما بات هناك 62 حالة من مختلف المستشفيات، قررت تحويل المعطيات لإجراء بحث في شأن العلاقة بين اللقاح والتهاب عضلة القلب.

خوف بين الجمهور

لقد أثارت الحالة الصحية للشاب، ومن بعده عديد من الحالات التي نشر عنها، ذعراً بين الجمهور، خصوصاً فئة الشباب الذين أعلنوا رفضهم تلقي اللقاح، على الرغم من تأكيد متخصصين بأمراض القلب وأمراض التلوث أن الفترة الزمنية بين التطعيم والتهاب عضلة القلب، هي حوالى خمسة أيام، تعد فترة زمنية قصيرة لإحداث حالات التهاب، سواء في عضلة القلب أو غيرها. وفي الوقت نفسه، أكدوا على ضرورة فحص العلاقة.

الغالبية العظمى من الحالات التي وصلت إلى المستشفيات وهي تعاني من مشكلات في عضلة القلب، بعد تلقيها اللقاح، لم تكن تعاني من مشكلات صحية. ما استدعى الأطباء، الذين أشرفوا على علاجهم إلى الحديث عن احتمال للعلاقة بين اللقاح والإصابة، لكنهم شددوا على أن ذلك غير مؤكد بعد لعدم إجراء بحوث في الموضوع.

ونقل عن البروفسور يهودا أدلر، الاختصاصي في أمراض القلب ومستشار في شأن فيروس كورونا، أن الالتهاب قد يحدث نتيجة استجابة مناعية للتطعيم نفسه، لكن شيئاً لم يُحسم بعد في أي ظاهرة مرضية نتيجة تلقي التطعيم".

المطلوب

أما البروفسور نحمان أش، منسق مكافحة فيروس الكورونا، فقال في مقابلة إذاعية، إن هذه الحالات ليست ظواهر طبية جديدة، وتصاب عضلة القلب بالالتهاب نتيجة فيروسات مختلفة. واعتبر أن المطلوب "إجراء بحث حول المعطيات والظواهر الطبية لمعرفة إذا ما يمكن ربط الحالات المرضية بالتطعيم".

وشدد البروفسور أش على أنه حتى إذا ما تبينت علاقة بين التهاب عضلة القلب ولقاح "فايزر"، يجب أن نفحص إذا ما كان ذلك سيمنع تلقي التطعيم.

وبحسب البروفسور أش، فقد "تم بحث المعطيات مع شركة فايزر، بشكل أولي، ولعدم وجود حالات مرضية كهذه في مختلف أنحاء العالم، التي حصلت على هذا اللقاح، فإن الأمر يبقى تحت علامة سؤال ومع هذا تجري الشركة فحوصات استناداً إلى الحالات التي نقلناها إليها".

ورأى البروفسور أش إصابة 62 متلقياً للقاح بالتهاب في عضلة القلب، نسبة قليلة جداً من بين أكثر من خمسة ملايين إسرائيلي تلقوا لقاح "فايزر".

تهديد حياة

من جهته، قال الدكتور طال باروش، مدير وحدة أمراض التلوث في مستشفى "أسوتا"، ومركز طاقم علاج الفيروسات في وزارة الصحة، إن عديداً من الحالات التي وصلت إلى المستشفيات، بعد تلقيها اللقاح تعاني من مشكلات صحية مختلفة، لم تكن تعاني منها قبل التطعيم، لكن تركيز الأطباء على حالات التهاب عضلة القلب أثار الموضوع أكثر من غيره.

وذكر باروش، أن ظاهرة التهاب عضلة القلب لها خطورة كبيرة وقد تهدد حياة المريض. مع هذا، ليس بالضرورة أن تكون نتيجة التطعيم. وقال "في هذه الفترة، لا نلاحظ ارتفاعاً في هذه الظاهرة المرضية، ولكن كون الموضوع معقداً بعض الشيء، طلبنا من وزارة الصحة جمع المعطيات المرضية لعضلة القلب، سواء لمتلقي اللقاح، أو ممن لم يتلقوه لإجراء بحث شامل".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط