سجلت أسعار النفط العالمية، مكاسب أسبوعية لتلامس أعلى مستوى لها في شهر، حيث عوض تحسن آفاق الطلب على الخام وعلامات الانتعاش الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة زيادة إصابات فيروس كورونا في بعض الاقتصادات الرئيسية الأخرى. وتلقت الأسعار دعماً كبيراً من التوقعات المتفائلة لوكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بشأن تعافي الطلب على الخام في العام الحالي. وقفز سعر عقود خام برنت القياسي تسليم شهر يونيو (حزيران) 6.07 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 16 أبريل (نيسان) ليغلق عند 66.77 دولاراً للبرميل، رغم تراجعه الجمعة 17 سنتاً بما يعادل 0.2 في المئة بعد مكاسب دامت لخمس جلسات متتالية. كما زاد سعر عقد خام نايمكس الأميركي تسليم مايو (أيار) بنسبة 6.4 في المئة تعادل 3.81 دولاراً خلال الأسبوع ليسجل 63.13 دولاراً للبرميل، وكان هبط بنسبة 0.5 في المئة أو 33 سنتاً في تداولات الجمعة. وتشهد الأسواق حالة من التذبذب بين الصعود والهبوط بعد بيانات أظهرت نمو اقتصاد الصين بأسرع وتيرة على الإطلاق في الربع الأول من العام الحالي. ونما ثاني أكبر اقتصاد في العالم بأكثر من 18 في المئة خلال الربع الأول من 2021، وهو معدل نمو قياسي يعكس التعافي من تداعيات جائحة "كورونا" واستمرار الزخم الاقتصادي. وأظهرت البيانات الصادرة الجمعة، ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي 18.3 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام على أساس سنوي، وهو الأعلى منذ بدء الصين تسجيل بيانات الناتج المحلي الإجمالي الفصلية في عام 1992، ومتجاوزًا المعدل البالغ 15.3 في المئة المسجل في الربع الأول من 1993.
ضغوط سلبية
في المقابل، تعرضت الأسواق الجمعة، لضغوط سلبية جراء العقوبات الأميركية على روسيا، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، بسبب التدخل المزعوم في الانتخابات والقرصنة الإلكترونية، بالإضافة إلى الرد الروسي بإعلان طرد 10 دبلوماسيين أميركيين ودراسة فرض قيود على الشركات الأميركية في موسكو. ولكن يمكن أن تدعم العقوبات الجديدة الأسعار أيضا، وقال يوجين واينبرج من كومرتس بنك: "على الرغم من أنها لا تؤثر على قطاع النفط بشكل مباشر، إلا أنها قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف التمويل وعدم اليقين العام في التجارة مع روسيا". وتعافى النفط من أدنى مستوياته الناجمة عن الوباء العام الماضي، بدعم من التخفيضات القياسية في إنتاج النفط من قبل "أوبك+" التحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، وسيتم تخفيف بعض تخفيضات الإنتاج اعتباراً من مايو (أيار). وتجتمع المجموعة في 28 أبريل (نيسان) الحالي للنظر في مزيد من التعديلات على اتفاق الإمدادات. واتفقت أوبك وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، على إعادة حوالي مليوني برميل يوميا من الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
7 منصات أميركية للتنقيب
في سياق أخر، شهدت عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة ارتفاعاً خلال الأسبوع، كما زادت منصات الغاز الطبيعي، حسب بيانات صادرة يوم الجمعة عن شركة "بيكرهيوز" الأميركية. وارتفعت أعداد منصات التنقيب عن النفط الأميركية مضيفة 7 منصات جديدة عند 344 منصة في الأسبوع المنتهي في السادس عشر من أبريل (نيسان)، بينما زادت منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة لتصل إلى 94 منصة.
مراجعات إيجابية
وخلال الأسبوع، قامت كلا من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بإجراء مراجعات إيجابية لتوقعات نمو الطلب على النفط تصاعدياً لعام 2021. وحسنت "أوبك" الثلاثاء تقديراتها لزيادة الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي وسط توقعات بانتعاش النمو، في وقت تعتزم المنظمة زيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة. وأظهر التقرير الشهري للمنظمة توقعات بزيادة سنوية مقدارها ستة ملايين برميل يوميًا، أعلى قليلاً من توقعات المنظمة في مارس (آذار) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسترفع مثل هذه الزيادة الطلب العالمي إلى 96.5 مليون برميل يومياً عام 2021، بعد تدهور الطلب العام الماضي بسبب القيود التي فُرضت للحد من انتشار فيروس كورونا. وأعلنت أوبك "من المتوقع أن يتأثر الطلب على النفط في النصف الثاني من العام 2021 بشكل إيجابي بانتعاش اقتصادي أقوى مما كان متوقعًا الشهر الماضي، بدعم برامج التحفيز ومزيد من تخفيف إجراءات الإغلاق لاحتواء الفيروس. وقررت الدول المنتجة للنفط المنضوية ضمن تحالف "أوبك+" الذي يضمّ أيضاً روسيا ودولا أخرى، في أبريل (نيسان) التراجع تدريجياً عن تدابير خفض الإنتاج. وأفادت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء بأن سوق الطاقة العالمية والطلب على النفط في طريقها إلى التعافي بعد عام من تفشي الجائحة. ورفعت الوكالة في تقريرها الشهري توقعاتها السنوية للطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي بمقدار 230 ألف برميل يومياً. كما تدعمت هذه التوقعات ببيانات حكومية نشرت الأربعاء أفادت بأن إجمالي مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفض 5.9 مليون برميل مع ارتفاع نشاط التكرير.
النفط الإيراني وتأثيره على السوق
وحسب تقرير لشركة "وود ماكينزي"، الجمعة، فإن عودة النفط الإيراني للأسواق سيضيف ضغوطا هبوطية على الأسعار، مرجحة أن يزيد الإنتاج الإيراني بمقدار مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام الحالي، مما يترك تأثيرا هبوطيا بمقدار 5 دولارات للبرميل في المتوسط خلال النصف الثاني من عام 2021. وأفاد التقرير بان عودة إيران إلى سوق النفط العالمية مخاطرة يمكن تحديدها. وكانت المحادثات في فيينا في أوائل أبريل (نيسان) بمثابة بداية لعملية يمكن أن تنعش الاتفاق النووي الإيراني - خطة العمل الشاملة المشتركة - وتمهد الطريق لاستئناف كامل لصادرات الخام الإيراني. وتابع التقرير: "هناك منافسة قليلة بين الموردين لتلبية نمو الطلب هذا العام. وهذا يمنح أوبك + درجة من السيطرة في إدارة أي عائد للصادرات الإيرانية".