Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بركان "إرتا أليه" الإثيوبي ناره لا تنطفئ

ظاهرة حيرت العلماء في إقليم عفار ومشهد للرعب الشديد والموت

يعد بركان "إرتا أليه" الإثيوبي الذي لا تنطفئ ناره مقصداً سياحياً شهيراً (أ ف ب)

بركان "إرتا أليه" المشتعل في إقليم عفار الإثيوبي، شمال شرقي البلاد، ظاهرة طبيعية حيرت العلماء والباحثين، ويشكل هذا البركان، في صحراء عفار، والذي يسمى أيضاً "جبل التدخين"، ظاهرة طبيعية يراقب العلماء والجيولوجيون نارها المشتعلة ليلاً ونهاراً.

ويعتبر "مثلث عفار" جزءاً من الوادي المتصدع العظيم في شرق أفريقيا، والمنطقة على وسعها، تتداخل فيها حدود إريتريا مع جيبوتي ومنطقة عفار من إثيوبيا، وتسكنها قومية عفار المنتشرة في تلك الدول في ما بعرف بـ"مثلث عفار"، وتضم هذه القومية نحو ستة ملايين نسمة، 50 في المئة منهم يوجدون في جيبوتي، و10 في المئة في إريتريا، ونحو أربعة في المئة في إثيوبيا.

بحيرات مالحة

ويوجد في هذه المنطقة أدنى منخفض في أفريقيا، (155 متراً) تحت مستوى سطح البحر، كما توجد فيها مسطحات مائية كنهر أواش، وهو نهر موسمي ينتهي بسلسلة من البحيرات والمياه المالحة، ويعرف الجزء الشمالي من منخفض عفار باسم منخفض "داناكيل".

ويحد مثلث عفار من الغرب، الهضبة الإثيوبية، ويمتد منخفض عفار من الشمال الشرقي (بينه وبين البحر الأحمر) بجوار كتلة "داناكيل" إلى جنوب الهضبة الصومالية.

"أشباه البشر"

وتتميز المنطقة بوجود العديد من مواقع الحفريات المهمة، واكتشف حديثاً في بعض مواقعها، هيكل وأعضاء لأقدم "أشباه البشر"، وهي عبارة عن قطع من العظام المتحجرة التي تمثل 40 في المئة من هيكل عظمي لأنثى من فصيلة "أشباه البشر" عرفت بـ"لوسي"، ويعود تاريخها إلى 3.2 مليون سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتبر منطقة عفار واحدة من أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، فلا يهطل فيها المطر طيلة أيام السنة، أما نهر أواش، فهو يجري من الشمال الشرقي على بعد 128 كيلومتراً من البحر الأحمر، ويؤمن الحياة للسكان الرحل الذين يعيشون في صحراء "داناكيل".

وينتهي نهر أواش إلى سلسلة من البحيرات المالحة، وتتبخر مياهه سريعاً بفعل حرارة المنطقة، وتغطي رواسب الملح منخفض عفار على مساحة تقدر بنحو 1200 كيلومتر مربع، ويعتبر الملح المترسب مصدراً رئيساً لدخل العديد من سكان هذه المناطق.

تتميز المنطقة بالشجيرات الصحراوية، ويقتصر الغطاء النباتي في الغالب على النباتات المقاومة للجفاف، كما يعيش فيها عدد من الحيوانات مثل الحمار الوحشي، وبعض فصائل الغزلان، إلى جانب أنواع عدة من الطيور كالنعام، وطائر الكاتب، وتقع في الجزء الجنوبي من السهل محمية "ميل ساردو" للحياة البرية في إثيوبيا.

"إرتا أليه"

بركان "إرتا أليه" الذي يقع جنوب شرقي الإقليم، في صحراء "داناكيل"، هو جزء لا يتجزأ من "مثلث عفار"، ولا يقترب منه إنسان بسبب ما يطلقه من حمم بركانية، ويراقبه العلماء والباحثون من مسافات بعيدة، وهو بركان نشط بشكل مستمر، ووصفه المستكشف البريطاني لودوفيكو بأنه "مشهد للرعب الشديد والموت ".

ويقول العلماء، إن القشرة الأرضية تتشقق فيه بمعدل (1 إلى 2 سنتيمتر)، سنوياً على طول مناطق الصدع الثلاث داخل مثلث الحمم البركانية، وتتكون أرضية المنخفض من حمم بركانية، وتوصف بأنها واحدة من بحيرات الحمم الخمس على الكرة الأرضية، بحسب تصنيف العلماء.

"جبل التدخين"

ومعلوم أن انفجارات عدة شهدها هذا البركان في السنوات الأخيرة، أجبرت آلاف السكان على الفرار إلى مناطق أكثر بعداً.

 وعلى الرغم مما اكتشفه العلماء من معلومات عن بركان "جبل التدخين"، وما رصدته أجهزتهم وكاميراتهم، فلا يزال الغموض يلف هذه المنطقة من العالم، حيث تحول الحرارة العالية دون وصول العلماء والدارسين إلى أي نقاط في محيط النشاط البركاني.

المزيد من بيئة