حضت إحدى النقابات البريطانية المستثمرين المحتملين في "ديليفيرو" على الضغط من أجل معالجة المخاوف في شأن حقوق العاملين ورأس المال البشري قبل الطرح العام الأولي للشركة في سوق لندن للأوراق المالية.
فقد أصدر اتحاد العمال المستقلين في بريطانيا العظمى The Independent Workers’ Union of Great Britain IWGB، إلى جانب "شير أكشن" ShareAction و"مشروع الأطراف المعنية بالأسهم الخاصة" The Private Equity Stakeholder Project، موجزاً للمستثمرين يحدد "المخاطر المالية المهمة والمخاطر المتعلقة بالسمعة المرتبطة بالاستثمار"، بما في ذلك "الأجور المساوية لخط الفقر"، والمخاوف المتعلقة بالصحة والسلامة، والدعاوى القضائية، والإجراءات القطاعية.
ويحض الموجز المستثمرين على "إشراك "ديليفيرو" ومالكيها في الحاجة إلى التصنيف الصحيح لوضع التوظيف الخاص بالسائقين والتزام ضمان الحد الأدنى من المعايير (أجر فعلي يؤمن عيشاً كريماً مضافة إليه التكاليف والأجر أثناء العطلات والإجازات المرضية)، و"طلب تأسيس آلية شكاوى عادلة وشفافة للإشراف على مخاوف السائقين وعمليات إنهاء الخدمة".
ويأتي الموجز بعد تحقيق أجراه مكتب الصحافة الاستقصائية الذي حلل آلاف الفواتير تعود إلى نحو 300 من سائقي "ديليفيرو".
وتبين من التحقيق أن ثلث الذين شملهم الاستطلاع، وهم من المصنفين عاملين رئيسيين أثناء جائحة فيروس كورونا، كانوا يكسبون أقل من الحد الأدنى الوطني للأجور الذي يبلغ 8.72 جنيه استرليني (حوالي 12 دولاراً أميركيا)، وأن السائقين الأقل أجراً لم يحصلوا إلا على 2 جنيه استرليني في الساعة لكل منهم.
وبعد التحقيق، أعلن عدد من الجهات المستثمرة الكبرى في المملكة المتحدة، بما في ذلك "أفيفا" و"بي أم أو غلوبال" و"سي سي أل أي" و"أبردين ستاندرد"، أنها لن تشارك في الطرح العام الأولى للشركة، الذي تبلغ قيمته 8.8 مليار جنيه استرليني (والذي تراجع إلى 7.6 مليار جنيه إسترليني بسبب الضجة حول حقوق العاملين).
ومن المتوقع أن يبدأ المئات من العاملين في "ديليفيرو" إضراباً في 7 أبريل (نيسان)، وفق النقابة، وهو يوم الطرح العام الأولى لـ"ديليفيرو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول المدير التنفيذي لـ"مشروع الأطراف المعنية بالأسهم الخاصة"، جيم بيكر: "يؤدي سائقو "ديليفيرو" دوراً حاسماً أثناء جائحة كوفيد-19، لكن الشركة تتعامل معهم باعتبارهم ثانويين وممكن الاستغناء عنهم [واستبدالهم بآخرين]. ونظراً إلى بدء منافسيها بالنأي عن مسار قوة العمل المؤقتة، سمعة "ديليفيرو" مهددة جراء فشلها في معالجة مخاوف السائقين على نحو مناسب".
وكان ناطق باسم "ديليفيرو" قد قال لـ"اندبندنت"، إن الشركة حصلت على "طلب كبير للغاية من المؤسسات في مختلف أنحاء العالم" في شأن طرحها العام الأولى المقبل.
وقال: "بدأ العرض الترويجي، مؤخرا، واستقطبت الصفقة حركة طلب بالسعر الأعلى بحلول نهاية الصباح الأول. ومنذ ذلك الوقت استمر الطلب في التراكم، بما في ذلك عن طريق طرحنا المجتمعي، ونتطلع إلى الترحيب بالمساهمين الجدد في الأسبوع المقبل إلى جانب المستثمرين الحاليين الذين يحظون باحترام كبير".
ورفضت "ديليفيرو" مزاعم مكتب الصحافة الاستقصائية، وأفادت بأنها "تفتقر إلى الصدقية" لأن المكتب لم يشارك بحوثه مع "ديليفيرو".
وأضاف الناطق باسم الشركة بأن التحقيق، نظراً إلى أنه لم يحلل سوى مستندات من نحو 300 عامل، لا يمثل قوة العمل القوية في الشركة التي تتعامل مع 50 ألف عامل.
وقال إنه لا دليل على الإطلاق على حدوث إضراب، وأشار إلى أن اتحاد العمال المستقلين في بريطانيا العظمى لا يمثل سائقي "ديليفيرو".
وقال الناطق: "أبلغت النقابة عن وجود أربعة آلاف و623 عضواً (2019) في الفروع كلها، وليس فقط عاملي التسليم. وهذا يشمل عاملي النظافة، والعاملين الأمنيين، والسائقين الخاصين، والعاملين في مجال رعاية الأطفال. يمثل عدد أعضاء النقابة الذين هم سائقون في قسم التسليم أقلية صغيرة".
وأفاد اتحاد العمال المستقلين في بريطانيا العظمى بأن هذه الأرقام لم تعد حديثة، ولا تمثل عدد السائقين الممثلين في النقابة.
وقدمت الشركة بياناً من السائق لويز غروسي، الذي قال إنه وغيره من السائقين "سعداء للغاية بما يكسبونه"، لكن سائقاً آخر، هو جوزيف دوربريدج، قال إنه بذل جهداً كبيراً من أجل "تأمين احتياجاته" في حين عمل لصالح "ديليفيرو" طوال مدة الجائحة.
© The Independent