Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطيني يحيى يخلف  فاز "سياسيا" بجائزة ملتقى القاهرة للرواية ... بعد تسمية روائيين عرب شباب

يحيى يخلف يتسلم درع الجائزة من وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد السلام (اندبندنت عربية)

بإعلان فوز الفلسطيني يحيى يخلف بجائزة ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي أسدل الستار على برنامج حافل امتد خمسة أيام تحت عنوان "الرواية في عصر المعلومات"، وأوصت لجنة التحكيم االتي ترأسها الكاتب المصري محمد سلماوي بأن تحمل الدورة الثامنة اسم الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، وأن تتضمن الدورة نفسها جائزة لشباب الروائيين على أن تتاح الفرصة للجنة كي تمارس عملها قبل وقت كاف من افتتاح تلك الدورة التي يفترض أن تعقد في غضون عامين، وسيكون موضوعها "الرواية في مواجهة التطرف". وثمنت لجنة التحكيم في كلمة ألقاها سلماوي انشغال يخلف على مدى نصف قرن بالقضية الفلسطينية روائياً، ما أثار الجدل بشأن إعلاء السياسي على الفني في منح جائزة هذه الدورة. وتحدث يخلف عقب تسلمه الجائزة من وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم عن أن هذه الجائزة تعد وساماً على صدر فلسطين، موجهاً الشكر إلى مصر "رئيسا وشعبا".

ولوحظ أن اسم يحيى يخلف تصدّر قائمة تسريبات منذ انطلاق الدورة السابعة وشملت اللبنانية علوية صبح والجزائري واسيني الأعرج والفلسطينية سحر خليفة والفلسطيني ربعي المدهون واللبناني حسن داوود والسعودي عبده خال. بل إن بعض اعضاء لجنة التحكيم هنأوا مثلاً الروائية علوية صبح وبعض آخر هنأ الروائي عبده خال... لكنّ النتيجة جاءت سياسية وأثارت جدلاً وقال بعضهم إن الشباب يستحقون الفوز ويجب الا تكون الجائزة وقفاً على الكبار سناً.   

شهادة

وكان يحيى يخلف قد شارك في الملتقى بشهادة عنوانها "ذاكرة المكان والرواية، جاء فيها: "تفتح وعيي باكراً بعد السنوات الأولى لنكبة فلسطين، حيث هُجرت عائلتي من قريتنا (سمخ) الواقعة على الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبرية بعد أن احتلتها العصابات الصهيونية وعشنا في مواقع الشتات. تعلمت في البيت البسيط الذي يغمره الدفء وحنو الأمومة ما لم أتعلمه في ما بعد في المدرسة. كانت السنوات الأولى للجوء والشتات شديدة القسوة، فقد ضاع الوطن، واحتلت البلاد، وهجرت عائلتنا وأصبحنا لاجئين، أصبحنا أرقاماً في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة. أستطيع أن أؤكد أن مدونات كثيرة لا تزال محفوظة في ذاكرتي الطفولية، ولطالما غرفت منها عندما أدركتني هواية الكتابة. أما خصوبة الذاكرة الفلسطينية عموماً فتمثلت في المجال الثقافي في الإبداع الشعري والسرد القصصي والروائي وإحياء التراث الشعبي وفي مجال الفن التشكيلي والموسيقى والمسرح، بحيث تصدر الإبداع فكرة الحفاظ على المكان الضائع وتحويله إلى وردة في ديوان شعر. ولا شك أن المبدع غمس قلمه وريشته بمداد قضية شعبه، وعبر بشكل مبدع وخلاق عن الغائب حتى يعود، والمريض حتى يشفى. من الذاكرة كتبتُ رباعية "بحيرة وراء الريح، "ماء السماء"، "جنة ونار"، "نهر يستحم في البحيرة". قبل الكتابة غمست ريشتي بمداد الذاكرة، غمستها أولاً بمداد ذاكرتي، لكن الأمر لم يكن كافياً، فاستعنت بذاكرة من تبقى من كبار السن من الأهل والأقارب والمعارف، وبعد عام من البحث والاستماع إلى شهادات حية من أولئك المسنين، بدأت الكتابة. أعدت جمع أولملمة ذاكرة مكان لم يعد موجوداً كمعمار، فقريتنا من القرى المهدمة التي اجتثها الاحتلال اليهودي من جذورها، هدمت جرافاتهم بيوتها وشوارعها ومدارسها وجوامعها وبساتينها وحقولها وسوَّتها بالأرض. وكان عليَّ عندما بدأت كتابة "بحيرة وراء الريح" أن أعيد بناءها، أعيد إليها جماليات المكان، وشعرية أوسحر البحيرة، وما يطير فوقها من طيور، وما يعيش داخلها من أسماك المشط والمرمور والبلبوط وغيرها. وعندما أتيح لي أن أعود إلى الوطن بعد ستة وأربعين عاما من الحياة في الشتات وذلك بعد تأسيس السلطة الفلسطينية. كان أول ما فكرت فيه هو أن أزور قريتي التي تقع داخل الخط الأخضر، فاستصدرت تصريحاً وقمت بزيارتها، وبالطبع صدمت عندما وجدتها وقد تغيرت معالمها وتحولت إلى مستوطنة، ولم تعد كما رسمتها في ذاكرتي والذاكرة الجماعية لأولئك المسنين، أعني صورتها كوردة في ديوان شعر، وكمعمار فني بنيت مداميكه بخيال ينبض كقلوب العشاق. وكانت ثمرة زيارتي وتداعياتها رواية عن تجربتي في العودة المنقوصة والشاحبة صدرت عام 1996 وعنوانها "نهر يستحم في البحيرة"، تنتمي إلى واقعية وفانتازيا وخيال. دينامية الخيال أنعشت الذاكرة، وولدت لغة شعرية في السرد، وفي وصف المكان، وخلق شخصيات وأحداث وقدمت شهادة على لحظة تاريخية."

يحيى يخلف ولد في طبرية (فلسطين) عام 1944. هُجّرت أسرته إلى الأردن بعد النكبة، وعاش في مدينة إربد ودرس في مدارسها. حاصل على دبلوم المعلمين وليسانس آداب من جامعة بيروت العربية. عمل في التدريس والصحافة، ونشر قصصه الأولى في مجلة "الأفق الجديد" التي كانت تصدر في القدس في منتصف ستينات القرن الماضي، ثم بدأ ينشر في مجلة "الآداب" البيروتية. عمل أميناً عاماً لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين عام 1980، ومديراً لدائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية عام1987، عُين وزيراً للثقافة في السلطة الفلسطينية من 2003 إلى 2006، عُين رئيساً للمجلس الأعلى للثقافة ورئيسا للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، عام 2007. ترأس وفود فلسطين إالى العديد من مؤتمرات اليونسكو والأليكسو، تقاعد من عمله الرسمي في مايو (أيار) 2012 وتفرّغ للكتابة. أصدر روايته الأولى "نجران تحت الصفر" عام 1977، وتلتها روايات "تلك المرأة الوردة"، "تفاح المجانين"، "نشيد الحياة"، "تلك الليلة الطويلة"، "بحيرة وراء الريح"، "نهر يستحم في البحيرة"، "ماء السماء"، "جنة ونار"، "راكب الريح"، وأصدر روايته "اليد الدافئة" العام الماضي عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة. وفي مجال القصة أصدر مجموعة "المهرة" عام 1973، ومجموعة "نورما ورجل الثلج"، وله كتاب توثيقي عنوانه "يوميات الإجتياح والصمود: شهادة ميدانية" صدر عام 2002.

ونال جائزة دولة فلسطين للآداب عام 2000، ووسام الميدالية الذهبية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) 2012، وجائزة كتارا للرواية العربية، فئة الروايات المنشورة لعام 2016 عن رواية "راكب الريح"، وترأس وفد بلاده إلى مؤتمر اليونسكو 2011 الذي حصلت فيه دولة فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو. وترشحت روايته "اليد الدافئة" لجائزة الشيخ زايد للكتاب لفرع الآداب في دورتها الأخيرة.

المزيد من ثقافة