Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب إسلامي يغدو "صانع الملوك" في إسرائيل

ربما تكون الورقة الأخيرة لنتنياهو طلب الدعم منه لتشكيل ائتلاف حكومي

حيا عباس خلال الأشهر الماضية اتفاقات السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية (أ ب)

عزز حصول القائمة العربية الموحدة على خمسة مقاعد في الانتخابات الإسرائيلية، وفق النتائج الأولية، فرصه للعب دور "صانع الملوك".

ويعد ذلك تحولاً دراماتيكياً تسجله القائمة المنشقة عن القائمة المشتركة للأحزاب والأطر العربية في إسرائيل بقيادة منصور عباس.

وكانت القائمة المشتركة التي أظهرت استطلاعات الرأي حصولها على ما بين ثمانية وتسعة مقاعد، أعلنت الشهر الماضي خوضها انتخابات الكنيست الإسرائيلي من دون الحركة الإسلامية الجنوبية بعد انشقاق الأخيرة.

وترفض القائمة المشتركة التعامل مع بنيامين نتنياهو، في حين بات عباس يتبنى نهجاً جديداً قريباً من رئيس الوزراء.

وامتنع عن التصويت لحلّ البرلمان في ديسمبر (كانون الأول) 2020، في خطوة فُسرت على أنها إشارة دعم لنتنياهو.

وقال عباس لوسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، إن حزبه ليس ملتزماً "بأية كتلة وأي مرشح".

من هي الحركة الإسلامية الجنوبية؟

و"الحركة الإسلامية الجنوبية" سياسية دينية تحمل فكر الإخوان المسلمين، وكانت جزءاً من الحركة الإسلامية العامة في إسرائيل التي تأسست عام 1971، لكنها انشقت عن الحركة التي يتزعمها رائد صلاح بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. وتمحور الخلاف حول المشاركة في انتخابات الكنيست التي تقاطعها الحركة الإسلامية الشمالية بقيادة صلاح. وعلى الرغم من احتفاظها بعقيدة محافظة واعتبارها أن الإسلام هو الحل، تدعو الحركة الجنوبية إلى الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.

وقال منصور عباس في وقت سابق إن حركته تريد من الأحزاب العربية أن تحدّد "مع أي من رؤساء الأحزاب اليهودية الأخرى هي مستعدة أن تتعامل كبديل لنتنياهو من أجل تحصيل مطالب المجتمع العربي وحل مشكلاته".

وخلال الانتخابات السابقة، حصلت القائمة المشتركة للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية منذ 1949 على 15 مقعداً، بينما لن يتعدّى عدد مقاعدها في الكنيست المقبل ثمانية أو تسعة، بحسب النتائج الأولية.

وحيا عباس خلال الأشهر الماضية اتفاقات السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، مبدياً استعداده للعب دور الوسيط في هذا المجال.

ضمانات

ومن أسباب التوتر بين عباس والقائمة العربية المشتركة، إشادة عباس خلال ترؤسه اللجنة الخاصة للقضاء على الجريمة في المجتمع العربي، بمجهود رجال الشرطة الإسرائيليين، مما أغضب أعضاء الكنيست في القائمة المشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان زعيم القائمة الموحدة ربط تراجعه عن موقفه بالانشقاق عن القائمة المشتركة، بتقديمها ضمانات بعدم التصويت على قوانين تخالف عقيدة المجتمع العربي المحافظ، وعلى رأسها "قانون دعم الشذوذ"، على حد قوله، في إشارة إلى مشروع قانون تم التصويت عليه في الكنيست عام 2019، يحظر إجراء "عمليات تحويل" للقاصرين الذين تظهر لديهم ميول جنسية مثلية. يومها، صوّت ثلاثة أعضاء من القائمة المشتركة لمصلحة مشروع القانون، فيما عارضه نواب الحركة الإسلامية.

ويقدر عدد عرب إسرائيل بـ 1.4 مليون نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني ظلوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، ويشكلون 17.5 في المئة من السكان، ويشكون من التمييز ضدهم خصوصاً في مجالي الوظائف والإسكان.

وأظهرت النتائج الرسمية الأولية التي نشرت صباح الأربعاء تصدر نتنياهو وحزبه اليميني "الليكود"، وحصوله على أكبر عدد من الأصوات، مما يزيد فرصه في تشكيل ائتلاف يتمتع بالغالبية في الكنيست.

وحل حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي بزعامة لابيد في المركز الثاني.

خطوط حمراء

وتشير تحليلات أجرتها هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، بعد فرز حوالى 90 في المئة من الأصوات، إلى أن الأحزاب الموالية لرئيس الوزراء ستحجز 52 مقعداً في البرلمان، في مقابل 56 للمعارضة التي يسعى رؤساؤها إلى الإطاحة بحكم نتنياهو الطويل.

وفي مثل هذا الإطار المتقارب، يمكن للحركة الإسلامية أن تلعب دوراً مهماً في ترجيح الكفة لهذا الجانب أو ذاك.

ويرى أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة تل أبيب أمل جمال، أن "لا خطوط حمراء عند منصور عباس في الساحة الإسرائيلية".

وبحسب جمال، فإن عباس سيحاول "مغازلة جميع الأطراف"، مضيفاً أن "اللعبة تتطلب البراغماتية وإتقان لعبة الأرقام".

وعما إذا كان نتنياهو سيطلب دعم عباس لتشكيل ائتلاف حكومي، يقول جمال لوكالة الصحافة الفرنسية إن رئيس الوزراء سيقدم على ذلك "كورقة أخيرة".

ويضيف، "لكن المسؤولية الوطنية القومية في إسرائيل تتطلب من بعض الأحزاب الصهيونية التنازل عن مواقفها والانضمام إلى حكومة نتنياهو كي لا تعتمد على العرب أو من تطلق عليهم اسم داعمي الإرهاب".

ومن الأحزاب الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً في ترجيح الكفة في الكنيست لمصلحة نتنياهو أو ضده، حزب "يمينا" المتشدد برئاسة نفتالي بينيت الذي سيحصل على ما يبدو على ما بين سبعة وثمانية مقاعد، وهو يشارك نتنياهو في العقيدة، لكنه ينتقد إدارته للبلاد.

المزيد من الشرق الأوسط