Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البخاري يدعو من بعبدا اللبنانيين إلى تشكيل الحكومة

عون استقبل السفيرة الفرنسية وأكد تمسكه بمبادرة بلادها لحل الأزمة في لبنان

عون ملتقياً البخاري في قصر بعبدا الثلاثاء 23 مارس الحالي (رويترز)

غداة الفشل المدوي للاجتماع الـ 18 بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في تشكيل حكومة للبنان الرازح تحت وطأة أشد أزماته الاقتصادية، زار السفير السعودي في بيروت وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو اليوم الثلاثاء، قصر بعبدا الرئاسي تلبية لدعوة عون.
وصرح البخاري بعد لقائه عون في أول زيارة له إلى قصر بعبدا منذ العام 2019، أن السعودية تدعو الأطراف السياسية اللبنانية إلى الإسراع بتأليف حكومة جديدة تنتشل البلاد من الأزمة المالية.
وقال السفير السعودي، "شددت على ضرورة إعطاء المصلحة الوطنية العليا أولاً لإطلاق إصلاحات جذرية يمكن أن تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان". وأضاف، "أكدت لفخامته بأن الموقف السعودي يشدد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء".
وأردف، "ندعو جميع الفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة بتنفيذ إصلاحات جدية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان".
وتابع السفير البخاري، "أكدت لفخامته أن السعودية لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه كل الازمات، وبأن الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، التي تؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأن سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن نحترم هذه السيادة".
وتطرق البخاري إلى قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان، فأكد على أهمية "مضامين القرارات (1701) و(1680) و(1559)، والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونشدد على أن اتفاق الطائف هو المؤتمَن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان".
وختم، "كما أطلعت فخامته هذا المساء على المبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحب فخامته بكل تأكيد بهذه المبادرة متمنياً للمملكة العربية السعودية النجاح والتوفيق، وأن يعم السلام العالمين العربي والدولي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


المبادرة الفرنسية

وكان الرئيس اللبناني استقبل في وقت سابق السفيرة الفرنسية في لبنان آن غرييو، والمستشار الأول في السفارة السيد جان فرنسوا غييوم، بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي. وجرى خلال اللقاء عرض العلاقات اللبنانية - الفرنسية، والتطورات الأخيرة لا سيما في ما يتصل منها بالأزمة الحكومية.

وشرح عون للسفيرة الفرنسية الإشكالات التي رافقت مراحل تشكيل الحكومة، مؤكداً تمسكه بـ "المبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان"، ومشدداً على "العمل من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الراهنة على مختلف الصعد".

رؤساء الحكومة السابقون

في سياق متصل، عقد الرؤساء السابقون للحكومة في لبنان نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، اجتماعاً في منزل الرئيس المكلّف سعد الحريري في "بيت الوسط" ببيروت دعماً له، والبحث في أوضاع البلاد بعد التطورات الاخيرة.

وأصدر رؤساء الحكومات في ختام الاجتماع بياناً جاء فيه أنهم والحريري أبدوا "أسفهم واستغرابهم من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور، وتخرج عن الإطار المألوف واللياقات والأعراف والأصول المتبعة في التخاطب بين الرؤساء وتشكيل الحكومات في لبنان، ومن ذلك تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأن المقصود إحراج الرئيس المكلف لإخراجه". وأضاف البيان أن المجتمعين "يؤكدون تمسكهم بالدستور نصاً وروحاً، وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وبالتالي فإن كل محاولة للذهاب بالمسألة إلى صعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفاً ولن ينجروا إليها، ولن يجدوا من يستجيب لها، بدليل التفاف طوائف متعددة حول مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي".
ونوّه المجتمعون "بالموقف الوطني المسؤول والرصين" للحريري "الذي كظم غيظه، وتحلى بالصبر، وتصرف بترفع ومسؤولية عالية، وعلى هذا الأساس فإن تمسك رئيس الحكومة المكلف بمشروع الصيغة الحكومية التي تقدم بها ليس من باب التعنت أو المغالبة، وإنما من باب الاستجابة لما يريده اللبنانيون وأشقاء وأصدقاء لبنان في العالم".
وسُئل السنيورة الذي تلا البيان، ما إذا كانوا ينتظرون مبادرة ما من أجل الحض على تشكيل الحكومة، فأجاب أن "المسألة بداية بيد فخامة الرئيس الآن، والكرة عنده وأعتقد أن هذا الأمر متروك له".


الراعي وغوتيريش

من جهة ثانية، جرى مساء الإثنين 22 مارس (آذار) الحالي، اتصال هاتفي بين البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب فيه الأخير عن اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني، وضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً من الصراعات.
وشرح له البطريرك الراعي "حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معاً والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر، وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام". وأبلغ الراعي الأمين العام أن "اللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها". وكان الاتصال مناسبة ليطلع الراعي غوتيريش على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان، وبعقد مؤتمر دولي خاص بالبلد. وانتهت المكالمة بالاتفاق على متابعة التواصل في شأن المستجدات.

المزيد من العالم العربي