Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلمو سريلانكا يخشون من عمليات انتقامية بعد الفصح الدامي

تعرّض عدد من مساجد البلاد لرشق بالحجارة على خلفية الهجمات

لم تصطحب تفجيرات عيد الفصح الدامية في سريلانكا القلق إلى مسيحيي البلاد فقط، بل كذلك زرعت الخوف لدى هؤلاء الذين نُفّذت الجريمة باسمهم عنوةً، إذ تغلغلت مشاعر الخوف إلى نفوس مسلمي كولومبو، الذين يلازمون بيوتهم منذ الأحد 21 أبريل (نيسان) خشية تعرّضهم لهجمات انتقامية.

رشق المساجد بالحجارة

فبعد يومين على وقوع الاعتداءات التي أسفرت عن 350 قتيلاً، قال وزير الدولة السريلانكي لشؤون الدفاع روان ويجيواردين، أمام البرلمان، إنّ تحقيقاً أولياً كشف عن أنّ التفجيرات كانت "رداً انتقامياً على هجوم المسجدَين في نيوزيلندا يوم 15 مارس (آذار)" الماضي. وأثارت نظرية الانتقام هذه قلق مسلمي البلاد من أن تشملهم ردّات فعل عنيفة.

فعقب التفجيرات، رُشق عدد من المساجد بالحجارة في مختلف أنحاء البلاد، وفق ما قال نائب رئيس مجلس مسلمي سريلانكا، حلمي أحامد، لوكالة "فرانس برس"، موضحاً أنّه حتّى الآن "ما من شيء خطير. ولكن بعد انتهاء مراسم الجنازات، نخشى أن تؤدّي الأمور إلى ممارسة العنف ضدّنا".

كراهية عمياء

يقول محمد حسن، أحد الوافدين إلى مسجد جمعة في ديماتاغودا للصلاة، إنّه قلما خرج من منزله منذ الأحد، إذ تخشى أسرته "ألا يعود على قيد الحياة"، إذا ما تعرّض لاعتداء كونه مسلماً.

وعلى الرغم من إدانة المجموعات الإسلامية في البلاد للتفجيرات، ما زال عدد من المسلمين يشعرون بالخوف، وتقول سيدة تدعى زارينا بيغوم (60 عاماً)، إنّها  لم تنم جيداً منذ الأحد، وبعينين تملأهما الدموع تضيف زارينا "لم أتخيّل يوماً أن توجد مثل هذه الكراهية في قلوب هؤلاء الأشخاص (منفّذي الاعتداءات). الكراهية يجب ألّا تولّد مزيداً من الكراهية".

ويشكّل مسلمو سريلانكا 10 في المئة من مجموع سكّانها، وثانية الأقليات الكبرى في البلاد بعد الهندوس، في حين يشكّل المسيحيون حوالي سبعة في المئة، وسط أغلبية ساحقة من السنهالية البوذية. وسبق أن تعرّض المسلمون لاعتداءات عنيفة، منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 2009.

حفظ الأمن

"حالياً، لا نستطيع العيش هكذا. ينظرون إلينا (نحن المسلمين) بطريقة سيئة. لا يفكّرون إذا ما كنّا أناساً صالحين أو سيئين. يظنّون أنّنا سيئون أيضاً"، يروي حسان محمد، بعد خروجه من صلاة العصر في مسجد الجمعة.   

في هذا السياق، يقول أحامد أنّ مجلس مسلمي سريلانكا طلب من السلطات ضمان حفظ الأمن، تفادياً لاعتداءات جديدة. وأكّد أيضاً أنّه سبق لعدد من القادة المسلمين أنّ حذّروا السلطات السريلانكية من تطرّف قائد "جماعة التوحيد"، التي يشتبه في أنّها خلف تفجيرات عيد الفصح.

"لسنا أعداؤكم"

متسلّحاً بأمل كبير، يقول ساها روشدية وهو خارج من المسجد "سيسود السلام"، وأكّد أنّه لا يمكن لوم جميع المسلمين على الإرهاب، إذ "معظم الشعب المسلم يدعو إلى السلام. لا دخل له بالاعتداءات، ويشعر جميع المسلمين بالحزن الشديد إزاءها".

كذلك يقول أحد المصلّين "نعيش في خوف دائم، لأنّه إذا ما رآنا شخص معتمرين قبعة الرأس، فسيعتبرنا أعداءه". ويضيف "لكننا نريد أن نقول للجميع إنّنا لسنا أعداءهم. هذا بلدنا، المعروف بأنّه لؤلؤة آسيا، ونريد الحفاظ عليه هكذا".

المزيد من دوليات