Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تنتهي من المرحلة الثانية لترميم معبد دندرة وتطويره

بني لحتحور إلهة الحب والجمال ويضم مجموعة من أجمل الجداريات

الواجهة الرئيسية للمعبد تتكون من ستة أعمدة متوجه برؤوس حتحور  (الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية)

في صعيد مصر وتحديداً بالقرب من محافظة قنا، يقع معبد دندرة وهو واحد من أهم الآثار التي تعود إلى الحقبة اليونانية الرومانية في مصر، حيث بني لحتحور إلهة الحب والجمال في مصر القديمة بطراز معماري فريد.

ومؤخراً، افتتحت أجزاء جديدة من المعبد للزيارة بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من مشروع تطويره وترميمه، الذي نفذته وزارة الآثار المصرية.

وكان مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أوضح في بيان صحافي أن أعمال هذه المرحلة شملت ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى وصالة الإشراق (التجلي الثانية) وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن الأعمال لا تزال مستمرة داخل الحجرات الجانبية المحيطة بصالة التجلي الثانية تمهيداً لافتتاحها قريباً.

بينما أشار عبد الحكيم الصغير، مدير معبد دندرة، إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ بمشروع أعمال الترميم والصيانة منذ عام 2005، ثم توقفت عام 2011 لتستأنف عام 2017 بعد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان المعبد يعاني من تدهور في النقوش الجدارية وما تحمله من ألوان، بسبب طبقات السناج الناتجة من تصاعد الأدخنة، إذ كان المعبد يستخدم للسكن في عصور سابقة وما صاحب ذلك من إجراءات طهي الطعام وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة، بالإضافة إلى الأتربة والعوالق السطحية التي تحدثها الرياح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مراحل التطوير

كانت وزارة الآثار قد انتهت من أعمال المرحلة الأولى للتطوير التي شملت ترميم الماميزي (بيت الولادة الروماني)، وبوابة المعبد الرئيسة في الجهة الشمالية وإظهار الألوان الموجودة في عتب وسقف البوابة، وتنظيف سلم النزول المستقيم وصالة الأعمدة الكبرى، وثلاثة سراديب والسطح.

كما تم البدء منذ عام 2019 في مشروع لتطوير فناء المعبد بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية لتحويله إلى متحف مفتوح للقطع والعناصر الأثرية الحجرية، التي كانت ملقاة على أرضه منذ اكتشافها، حيث تم وضعها على عدد من المصاطب الحجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسة، مع قطع كانت موجودة في مخزن الماميزي.

كما افتتح خالد العناني، وزير السياحة والآثار في فبراير (شباط) 2020، ثلاثة سراديب وبانوراما سطح المعبد بعد الانتهاء من مشروع ترميمها، مؤكداً أن افتتاح البانوراما يعد نقطة جذب سياحي جديدة.

والسراديب الثلاثة التي تم افتتاحها مؤخراً تنضم إلى سرداب كان مفتوحاً للزيارة، من أصل 12 في المعبد.

 

من أجمل معابد العصر اليوناني الروماني

وفي التعريف عن أهم ما يميز دندرة، يقول خالد غريب أستاذ الآثار في جامعة القاهرة إن "المعبد يعتبر من أجمل معابد العصر اليوناني الروماني في مصر، وهو يقع غرب النيل على بعد حوالى 5 كيلومترات من قنا، وكانت دندرة هي عاصمة الإقليم السادس من مقاطعات مصر العليا".

ويضيف "معبد دندرة كان مكرساً عند بنائه لحتحور إلهة الحب والجمال والأمومة والموسيقى في مصر القديمة. وفي الأسطورة الشهيرة، عندما أنجبت إيزيس ابنها حورس الذي كان مهدداً بالقتل هربت به إلى أحراش الدلتا لترعاه بقرة وهي من عرفت بالإلهة حتحور التي كانت دائماً في الحضارة المصرية رمزاً للخصوبة والأمومة والحب".

جداريات لا مثيل لها

من أبرز ما يميز دندرة مجموعة من الجداريات التي تمثل مناظر مختلفة تعتبر من أجمل ما تركته الحضارة المصرية القديمة.

ويقول غريب "من أجمل المناظر في المعبد هي كليوباترا تقدم ابنها قيصرون ابن يوليوس قيصر للآلهة، حيث تظهر كل التيجان المصرية. وهناك منظر آخر لبطليموس الثاني عشر والد كليوباترا وهو يتوج من وادجت ونخبت، ربّتا الشمال والجنوب، وكأن كليوباترا ترغب في تأكيد أنها الوريثة الشرعية للعرش. كما يضم المعبد في السراديب مجموعة رائعة من الجداريات، أهمها واحدة تمثل ميلاد حورس، وفوق السطح صالة كانت مخصصة للاحتفال برأس السنة"، مشيراً إلى أنه يضم أيضاً "جزءاً من كنيسة بازيليكية مسيحية ترجع إلى القرن الخامس الميلادي، كما يوجد فيه مكان مخصص للاستشفاء".

ويضيف "تتكون واجهة المعبد من ستة أعمدة متوجة برؤوس حتحور. وفي سقف صالة الأعمدة الكبرى، توجد نسخة لمنظر لا مثيل له للأجرام السماوية"، مشيراً إلى أن "اللوحة الأصلية معروضة في متحف اللوفر حالياً، حيث قام بنزعها شاب فرنسي في أوائل القرن التاسع عشر وأرسلها إلى باريس مدعياً أن فرنسا أحق بها، لأن أول من اكتشفها كان الجنرال ديزيه في الحملة الفرنسية على مصر".

ترويج سياحي

يعتبر معبد دندرة من أهم المعابد ليس في محافظة قنا فحسب، إنما في مصر كلها. لكن غالباً ما يكون الإقبال السياحي من المهتمين بالآثار متجهاً إلى الأماكن والمحافظات الأكثر شهرة مثل الأقصر وأسوان، بينما هناك مواقع أخرى لا تقل أهمية ولا تحظى بالترويج السياحي نفسه.

ويشير غريب إلى أن "هناك كثيراً من الأماكن في مصر تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لوضعها على الخريطة السياحية للبلاد لتكون على أولويات السياح والمصريين على السواء، باعتبارها قيمة تاريخية كبيرة. وهذا دور يجب أن يتكاتف المتخصّصون والمهتمون بالآثار لتحقيقه".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات