Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سعودية تستخدم "التاتو" لعلاج تشوهات الجلد

قالت المتخصصة أشواق البيشي إن عدم الترخيص للقطاع تسبب في خلق سوق سوداء غير مراقبة

السعي نحو الكمال ما هو إلا معيار للجمال وضعه البشر، يطلقون بناء عليه الأحكام على أنفسهم ومن حولهم، حتى أفنوا حياتهم في السعي نحو المثالية وفقاً لتقييم الآخرين لهم.

غير أن البعض ممن خُلقوا باختلالات جسدية منذ ولادتهم أو تغيرات تحدث بعد ذلك، خلقت لهم تشوهات وعيوباً خلقية، تتمثل في أصابع زائدة أو وحمة أو حروق أو بتر جزء من أعضائه تجعله يتجنب مجتمعه، وفي بعض الأحيان يكون عيباً بسيطاً، لكنه كبير بالنسبة إلى صاحبه.

يمثل الخيار الطبي في معالجة هذه المشكلات أحد الحلول الرئيسة في مثل هذه الحالات، إلا أن البعض ابتكر شكلاً آخر من الحلول لترميم ما رسمته الحياة على جسده.

الرسم على الأعضاء

بعد عجز الأطباء عن إخفاء آثار الحوادث والتشوهات، وجد البعض سبيلاً آخر، وهو يشكل لدى أربابه نوعاً من العلاج النفسي بألوانه ورسوماته، لتختاره هذه الفئة علاجاً.

عملية وشم الجلد تجري بغرز الجلد بالإبرة وفق خط رسم معين، ثم وضع الصبغ من طريق هذه الفتحات ليحال الجلد إلى لوحة رُسمت بعناية.

هذه العملية تعد ترفاً بالنسبة إلى كثيرين، لكن بالنسبة إلى من يرتادون مركز أشواق البيشي هي أكثر من ذلك.

فبحسب المتخصصة في رسم التاتو أشواق البيشي، فإن عدداً من مرتادي مركزها هم من أولئك الذين ولدوا بتشوهات، أو تعرضوا لحوادث تسببت في مشكلات مستديمة لهم.

 

الأمر الذي دفعها إلى تقديم مبادرة مجانية لأصحاب الأطراف المبتورة أو المتلاصقة، لدعمهم في تجاوز مشكلاتهم النفسية بالرسم على تلك الأطراف، التي عادة ما تبدو واضحة للعيان، من طريق تحويلها إلى رسمة أو عبارة.

وتذكر المتخصصة أشواق أن خلف كل حالة حرق أو ندبة أو تشوه تحاول إخفاءه قصة، فهناك من يحاول إخفاء الآثار بشيء يذكره بقوته، وهناك من يحاول طمسها بأي شكل، الأهم أن يختفي الجرح من أمام عينيه، ويكفيه نظرات الناس، فهو يحاول أن يخفي ندبة لم يخترها بوشم من اختياره.

وأضافت البيشي أن هذا النوع من التاتو "يحتاج إلى أن يكون على يد متخصص لديه الخبرة والمهارة الكافية، فنوع الجلد المحترق أو المصاب بمشكلات يكون خفيفاً ومختلفاً عن الجلد العادي".

فرق آخر يتطلب دراية كاملة بحالة الجلد، وهو أنها من المستحيل أن "تقوم بالعمل على الجلد بعد التئام جرح مباشرة، يجب أن يأخذ وقتاً ليس أقل من سبعة أشهر من الالتئام"، كما أنه "يجب اختيار التصاميم بعناية، فهناك تصاميم يكون فيها العمل كثيراً، ويحتاج إلى تكرار عملية الوشم على الجرح"، لذلك يجب معرفة ما إذا كان الجلد المحترق سيحتمل العملية الطويلة أم لا.

فوضى المجال تسبب في تشوهات

أشواق البيشي، التي تعد من راسمي التاتو المحترفين المحدودين في السعودية، هي في الوقت نفسه عضو في الاتحاد الأكاديمي الإيطالي للتزيين بفرعه العربي في دبي، تدرك قيمة تنظيم القطاعات الفنية، وما يعكسه عدم وجود مظلة رسمية على المجال، خاصة وأنها لم تحظى بفرصة الترخيص في بلدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذ تحدثت عن الفوضى في سوق التاتو في السعودية، وكثرة الأخطاء بسبب كثرة الهواة والمتدربين من دون جهة رقابية تضبطهم، وسبب ذلك "الجهات المسؤولة في السعودية لا تعطي تصاريح للتاتو، فبالتالي غياب التصاريح والأنظمة للعاملين به لا يلغي وجوده، بل يخلق سوقاً سوداء غير مرخصة"، ما أدى إلى كثرة الطلب على الإزالة والتعديل والترميم، نتيجة ظهور حالات مشوهة، بسبب عدم وجود رقابة على القطاع الذي يعمل في الظل.

والمشكلة في ذلك هو أن كثيراً من هذه التشوهات لا يمكن تعديلها بحسب البيشي، وتضيف "من السهل أن تجد من يضع لك التاتو ويأتي إلى منزلك أيضاً، لكن ليس من السهل ترميمه، فعندما تقرر أن تزيله من الصعب أن تجد المتخصص المتمكن للإزالة".

طرق الإزالة

وعن طرق إزالة التاتو الأكثر شيوعاً، قالت "الليزر أحد الوسائل الرئيسة، لكنه يحتاج إلى صبر، فالجلسات متعددة حتى يزال بشكل كامل"، وتضيف "هناك حالات لا يمكن أن يزيلها الليزر بشكل كامل"، والأمر يعتمد على الألوان المستخدمة.

 

وعن آلية الإزالة بالليزر ذكرت أنه "يجري توجيه أشعة الليزر إلى ‫الوشم من مسافة قصيرة تعطي وميضاً شديداً تصعب رؤيته، ‫ويخترق هذا الوميض الجلد، ويحطم الأصباغ ويفتتها داخل الجلد، وإذا كانت مناعة جلدك قوية تبدأ بمحاربة الألوان وطردها"، لكن إذا كانت الألوان المستخدمة مصنعة وليست طبيعية سيكون من الصعب إزالتها بالكامل.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات