ارتفع عدد قتلى الهجمات التي تعرضت لها كنائس وفنادق فخمة في سريلانكا يوم الأحد 21 أبريل (نيسان) الحالي، خلال احتفال المسيحيين الكاثوليك بعيد القيامة، بشكل كبير إلى 290 شخصاً، إضافة إلى حوالي 500 مصاب، وذلك وفق ما أعلنت الشرطة الإثنين، غداة أول هجوم كبير تشهده الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي منذ نهاية الحرب الأهلية فيها قبل 10 سنوات.
وأُفيد بوقوع انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولة تفكيكها قرب إحدى الكنائس التي استُهدفت الأحد في العاصمة السريلانكية كولومبو. كما أعلنت الشرطة في بيان صدر الإثنين، العثور على 87 صاعق قنابل في محطة "باستيان ماهاواتا برايفت" للحافلات في العاصمة، على الطريق الذي يربط بين الفنادق الفاخرة المواجِهة للشاطئ وكنيسة القديس انطونيوس، ومواقع الهجمات. وأوضح البيان أن "12 صاعقاً كانوا على الأرض و75 آخرين في سلة للمهملات قريبة من المكان"، مضيفاً أنه "لم يتم القبض على أي مشتبه بهم والشرطة تواصل التحقيق".
وأفاد مكتب رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا بأنه سيعلن حالة الطوارئ في أنحاء البلاد اعتباراً من منتصف ليل الاثنين 22 أبريل، وأضافت وحدة إعلامية تابعة للرئاسة في بيان "قررت الحكومة تفعيل الفقرات المتعلقة بدرء الإرهاب في قانون الطوارئ وإعلانها بحلول منتصف الليل"، وذكرت أن الإجراء سيقتصر على مكافحة الإرهاب ولن يعرقل حرية التعبير.
تخوف من ردود فعل
وبعد ساعات من الهجمات التي قال مسؤولون إن بعضها نفذه انتحاريون داهمت قوات الأمن أحد المنازل في العاصمة السريلانكية واعتقلت سبعة أشخاص في حين سقط ثلاثة من أفرادها قتلى، وأعلنت الحكومة الإثنين رفع حظر التجول الذي فرضته الأحد في كولومبو جزئياً، على أن يستمر من الثامنة مساء حتى الرابعة فجراً، كما حجبت شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل بما في ذلك فيسبوك وواتس أب.
وفي مؤشر على أن الهجمات قد تثير أعمال عنف، قالت الشرطة مساء الأحد إن مسجداً في منطقة بوتالوم في شمال غرب البلاد شهد هجوماً بقنبلة حارقة كما تعرض متجران يملكهما مسلمون في منطقة كولاتارا في الغرب لهجمات تخريبية.
"جماعة التوحيد الوطنية"
وتعتقد الحكومة السريلانكية أن جماعة إسلامية محلية هي "جماعة التوحيد الوطنية" تقف وراء اعتداءات أحد الفصح الدامية وفق المتحدث الحكومي راجيثا سياراتني الذي أضاف أن الحكومة تحقق في ما إذا كان للمجموعة "دعم دولي"، وكانت الحكومة أقرت بأنها تلقت "معلومات مسبقة" عن احتمال قيام جماعة إسلامية محلية غير معروفة بهجمات على كنائس لكنها لم تتخذ الإجراءات الكافية حيال ذلك.
واستهدفت التفجيرات ثلاث كنائس في مناطق متفرقة بالبلاد وأربعة فنادق في كولومبو، وقال مسؤولون وتقارير إعلامية إن 27 قتيلاً على الأقل من الأجانب بينهم أشخاص من تركيا والصين والهند وهولندا.
وكانت الشرطة ومصادر أخرى أعلنت أنّ اثنين على الأقلّ من التفجيرات الثمانية نفذّها انتحاريون.
اعتقال 13 شخصاً لتورطهم بالتفجيرات
وأعلنت السلطات السريلانكية أنّ الشرطة اعتقلت ما مجموعه 13 رجلاً لتورّطهم بالتفجيرات، ولم تدلِ السلطات بأي تفاصيل تتعلّق بالموقوفين، لكنّ مصدراً في الشرطة قال إنّ الرجال الـ 13 محتجزون في موقعين مختلفين في العاصمة كولومبو وقربها، وأضاف أنّ الموقوفين ينتمون جميعاً إلى جماعة متطرّفة واحدة، لم يسمّها.
وكان رئيس الوزراء قال إنّه أُلقي القبض على ثمانية أشخاص للاشتباه بعلاقتهم بالاعتداءات.
تفكيك عبوة ناسفة قرب مطار كولومبو
وأعلنت الشرطة السريلانكية فجر الإثنين أنّ الجيش فكّك عبوة ناسفة يدوية الصنع عُثر عليها في وقت متأخر من ليل الأحد قرب مطار كولومبو الدولي، وأوضح مصدر في الشرطة ان العبوة الناسفة هي قنبلة "منزلية الصنع" عبارة عن "أنبوب وضعت بداخله متفجرات"، وعثر عليها على طريق مؤدية إلى محطة الركاب الرئيسية في المطار الذي واصل عمله، ولكن في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، وبحسب المتحدث باسم سلاح الجوّ الكابتن جيهان سينيفيرانتي، فإنّ السلطات تعتقد أنّ العبوة الناسفة صنعت محليّاً.
الخارجية الأمريكية... تحذّر
وسط هذه الأجواء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تحذير معدل بشأن السفر إن "جماعات إرهابية" تواصل التخطيط لهجمات محتملة في سريلانكا، وأضافت أن "إرهابيين قد يشنون هجمات من دون سابق إنذار يذكر أو من دون إنذار على الإطلاق"، وتابعت أن من بين الأهداف المحتملة أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخرى.
وأثارت الاعتداءات التي استهدفت كنائس وفنادق فخمة في سريلانكا موجة استنكار كبيرة في العالم، وسط دعوات لكشف الفاعلين وإحالتهم سريعاً على القضاء، وتقديم كل مساعدة للمصابين ولحكومة سريلانكا لتخطي هذه الأزمة.
