Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متحور كورونا البريطاني يدوم في الجسم أكثر

النتائج قد تفسر سبب انتشاره المتزايد منذ اكتشافه في منطقة "كنت" الساحلية

النسخة البريطانية من كورونا تبقى في الجسم طويلاً (أ ف ب)

من المرجح أن تجرى عملية تدقيق جديدة لبروتوكول العزل الذاتي الراهن الذي تطبقه حكومة المملكة المتحدة، بعد ما أظهر بحث علمي أن المتحور البريطاني لفيروس كورونا، قد يبقى فترة أطول بكثير في الجسم، بالمقارنة مع النسخ الأخرى من الفيروس.

فقد تبين من خلال بحث لم يخضع بعد لمراجعة من الأقران، وأجراه علماء في عدد من الجامعات الأميركية بما فيها "هارفرد" و"ييل" Yale، أن جهاز المناعة يحتاج إلى نحو 30 في المئة من الوقت الإضافي، لإزالة العدوى التي يسببها المتغير البريطاني الذي اكتشف للمرة الأولى في مقاطعة "كنت" Kent الإنجليزية الساحلية، ويهيمن في الوقت الراهن على السكان البريطانيين.

في المقابل، أظهر بحث منفصل أجرته هيئة الصحة العامة في إنجلترا Public Health England وجامعة بيرمنغهام أن السلالة المتحورة من الفيروس في المملكة المتحدة تنتج أحمالاً فيروسية أعلى لدى البشر.

وقد يفسر هذان العاملان (الوقت الإضافي لجهاز المناعة والأحمال الفيروسية الزائدة)، المعدل الأعلى للإصابات بالعدوى التي يسببها المتحور البريطاني، وقدرته في الانتشار على نطاق واسع داخل المملكة المتحدة.

واستطراداً، تأتي هذه النتائج العلمية في وقت تستعد فيه الحكومة البريطانية للإعلان عن خريطة طريق للخروج من الإغلاق الراهن في مختلف القطاعات في البلاد. وكذلك كشف رئيس الوزراء بوريس جونسون، الأربعاء الفائت، عن أنه سيتبنى نهجاً يستند إلى البيانات كي يرفع القيود الراهنة، مشدداً على أن إنجلترا ستعمل بحذر على تخفيف إجراءات مواجهة الوباء.

في غضون ذلك، دلت مؤشرات مبكرة على أن إطلاق اللقاح المضاد للفيروس في المملكة المتحدة ظهرت نتائجه في تراجع عدد الحالات الاستشفائية وكذلك حالات الوفاة، لدى الفئة السكانية التي تزيد أعمار أفرادها على الثمانين عاماً. في المقابل، لم يحدد بشكل كامل بعد مدى تأثير اللقاح على انتقال العدوى، وما زالت دوائر الحكومة في "داونينغ ستريت" تنتظر توافر بيانات أكثر دقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الصدد، أوضح وزير اللقاحات البريطاني ناظم الزهاوي أن الحكومة تريد أن تتأكد من أن جرعات اللقاح تمكنت من خفض معدلات الإصابة بالفيروس، قبل أن تلتزم استراتيجية خروج واضحة من إجراءات الإغلاق التي فرضها انتشار فيروس كورونا.

وفي عطلة نهاية الأسبوع الفائت، أعرب وزراء عن أملهم في إعادة فتح المدارس في البلاد اعتباراً من الثامن من مارس (آذار) 2021، على أن يعاد فتح المتاجر غير الأساسية في فترة لاحقة، ومن ثم الحانات والمطاعم.

وبناء على هذه الخلفية، عملت مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة على تسليط ضوء جديد على المتحور البريطاني من الفيروس المعروف باسم "بي 117" B117. وأظهر الباحثون في مطبوعة غير نهائية لم تجر مراجعتها بعد من قبل الأقران لكنها نشرت بواسطة "جامعة هارفرد"، أن متوسط المدة التي أمضاها متحور "بي 117" في التكاثر والتراكم داخل جسم الإنسان، لامس الـ5.3 يوم، مقارنة بمتوسط يومين للسلالات الأخرى المتغيرة من الفيروس.

وكذلك توصلت الدراسة إلى أن جهاز المناعة يتطلب عادة 8 أيام للتخلص من متحور "بي 117" بالمقارنة مع 6.2 يوم لمختلف المتغيرات الأخرى. واستطراداً، أوضح الباحثون في تلك الدراسة، أن المتغير البريطاني يدوم فترة إجمالية تقدر بـ13.3 يوم في حين أن النماذج المتحورة الأخرى للفيروس غير "بي 117"، تبقى قرابة 8.2 يوم.

في ذلك الصدد، تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج ما زالت أولية، واستندت إلى خلاصة بيانات جمعت من خلال متابعة 65 شخصاً أصيبوا بعدوى "سارس- كوف-2"، منهم سبعة أصيبوا بالمتحور البريطاني. وقد جرى اختبار المشاركين في الدراسة عن طريق فحص "بي سي آر" PCR ["تفاعل البوليميراز المتسلسل"] وأخضعوا لمراقبة يومية.

واستناداً إلى ذلك، يرى العلماء أن البيانات قدمت دليلاً على أن السلالة البريطانية المتحورة من الفيروس قد تسبب إصابة أطول بالمرض، ما يعني أن تلك الفترة الزمنية الممتدة يمكن أن تسهم في زيادة قابلية العدوى على الانتشار.

وكذلك اعتبر الباحثون أنه "إذا ثبتت صحة ذلك من خلال بيانات إضافية، فقد تكون هناك حاجة إلى اعتماد فترة عزل أطول من الأيام العشرة الموصى بها في الوقت الراهن بعد ظهور الأعراض، من أجل قطع الطريق بشكل فاعل على احتمال وقوع إصابات ثانوية بسبب هذا المتحور".

وفي تعليق متصل، رأى الدكتور سايمون كلارك وهو أستاذ مساعد في علم الأحياء الدقيقة في "جامعة ريدينغ" Reading، أن النتائج قد لا تكتفي بتبرير الزيادة في قابلية عدوى "بي 117" على الانتقال فحسب، بل يمكن أيضاً أن تمتد نسبياً فتصل إلى تفسير سبب الزيادة في فتك ذلك الفيروس المتحور بأرواح الأفراد.

وفي هذا الإطار، نقل الدكتور كلارك إلى صحيفة "اندبندنت" أن "الوقت الإضافي الذي قد يستغرقه الجسم لمقاومة العدوى والقضاء عليها، من شأنه أن يجعل جهاز المناعة يلجأ للإفراط في رد فعله، وقتل المريض".

واستند أستاذ علم الأحياء الدقيقة على البيانات الواردة في البحث المشار إليه آنفاً ليوضح أن قرار خفض فترة العزل الذاتي بالنسبة إلى من يخالطون أشخاصاً تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا من 14 يوماً إلى 10 أيام، لم يكن حكيماً.

وتذكيراً، في ديسمبر (كانون الأول) الفائت، جرى تقصير فترة العزل الذاتي لمن يخالطون أشخاصاً تأكدت إصابتهم بعدوى كوفيد في بريطانيا، من 14 يوماً إلى 10 أيام. وآنذاك، بررت الدكتورة جيني هاريز نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا ذلك التغيير في السياسة، بأنه استند إلى التراكم المستمر للأدلة المستمدة من الدراسات حول تفشي الوباء.

وفي خلاصة، اعتبر البروفيسور لورانس يونغ عالم الفيروسات في "جامعة ووريك" Warwick، أن ورقة "هارفرد" مثيرة للاهتمام بشكل كبير، لأنها "تشير إلى أن الأفراد المصابين بمتحور "بي 117" يمكنهم التسبب في نقل العدوى لفترة أطول من غيرهم، وتالياً، فالقيود الراهنة المتعلقة بالعزل الذاتي يتوجب تمديدها".

في المقابل، رأى يونغ أن ثمة حاجة إلى مزيد من البيانات التي تتأتى من خلال إجراء دراسات طولية (يقوم الباحثون بشكل متكرر بفحص الأفراد أنفسهم على مدار فترة زمنية، بهدف اكتشاف التغييرات التي قد تحدث مع مرور الوقت).

وعلى نحو مواز، وصف الدكتور ألكسندر إدواردز الأستاذ المشارك في التكنولوجيا الطبية الحيوية في "جامعة ريدينغ" Reading، البيانات [بشأن المتحور البريطاني] بأنها "مهمة وحاسمة"، لكنه لفت أيضاً إلى "وجوب الأخذ في الاعتبار أيضاً أنها ترتبط بعدد محدود من الأفراد، لذا من الصعب بعد استخلاص النتائج".

من جهة أخرى، بدا الدكتور جوليان تانغ عالم الفيروسات في "جامعة ليستر" Leicester أكثر تحديداً إذ أورد أنه يتعين معرفة تفاصيل أوفى عن أعمار المشاركين، والأمراض المصابين بها، وتسلسل الأعراض وأحوال الأجسام المضادة لديهم ومدة بقائها، بداية من تاريخ ظهور المرض بعد أخذ عينات المسحة.

واستناداً إلى أحدث الأبحاث، يعتقد علماء أنه قد يكون هناك عاملان عامان يجعلان عدوى المتحور البريطاني لفيروس كورونا أكثر قابلية للانتقال.

إذ قدم البروفيسور دينان بيلاي، عالم الفيروسات في كلية لندن الجامعية إلى صحيفة "اندبندنت"، رأياً مفاده أن "أحد هذين العاملين يتمثل في الحمولة الفيروسية العالية لدى من يصاب بذلك المتحور، ما يعني أن زفير الهواء الذي يطلقه يحتوي تركيزاً أعلى من الفيروس. وبالتالي، سيكون هناك احتمال أكبر لانتقال العدوى لدى أي اتصال مع الشخص المصاب بها".

وتابع بيلاي، "يكمن العامل الثاني في المدة التي يستغرقها الفيروس في عملية الإفراز التي تتطلب فترة أطول. وتالياً، قد يؤدي الاتصال بشخص آخر أثناءها إلى انتقال العدوى". وخلص بيلاي إلى أن "كلا العاملين يلعبان دوراً في تفاعل عدوى الفيروس المتحور "بي 117"، ومن الواضح أنه أكثر قابلية للانتقال".

واستطراداً، رأى بيلاي أن البيانات التي نشرتها "جامعة هارفرد" سابقة لأوانها، داعياً إلى إجراء دراسات أكثر تعمقاً قبل النظر في إدخال أي تغييرات على فترة العزلة الذاتية المطبقة حالياً.

وفي تلك الوجهة، يشار إلى أن دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا وجامعة بيرمنغهام، على نحو منفصل، أظهرت أن المرضى المصابين بالمتحور البريطاني يكونون أكثر عرضة لوجود أحمال فيروسية عالية لديهم. وقد استخلصت تلك النتائج من تحليل مخبري أجري على 641 عينة إيجابية لفيروس كورونا بين 25 أكتوبر (تشرين الأول) و25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وأخيراً، أضاف البروفيسور بيلاي، "نستنتج أيضاً أنه إذا كان هناك مزيد من الطفرات الناجمة عن هذا الفيروس المتحور الجديد، فمن الطبيعي أن يستغرق الجسم وقتاً أطول كي يتخلص من تأثيراته".

© The Independent

المزيد من تقارير