سميرة توفيق فنانة من جيل الكبار الذين قدموا للفن أعمالاً خالدة لا تزال تتردد حتى اليوم بأصوات معظم الفنانين الموجودين على الساحة الفنية. إنها صاحبة مدرسة فنية كبيرة، وتميّزت بغنائها اللون البدوي الذي ارتبط باسمها، وعلى الرغم من كثرة المقلدين فإن أحداً لم يتمكن من أن يخلفها أو ينافسها.
لاحقتها شائعة الموت أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة، وهناك من أشار إلى أنها كتبت وصيتها، مع أنها كانت بكامل صحتها وحيوتها وطاقتها.
كتبت وصيتي؟
سميرة توفيق التي أكدت أنها لا تعرف من يقف وراء شائعة موتها، قالت "عادةً، يتمنى الإنسان طول العمر لغيره، ولا أعرف لماذا يصرون على تلفيق الشائعات والقول إنني كتبت وصيتي. ما يحصل معيب، ولكن من يفبركون الشائعات يخدمونني أكثر مما يضرون بي، لأن تلك الشائعات أكدت محبة الناس وتعاطفهم معي وخوفهم عليّ، حتى إن البعض بكى عندما اتصل بي للاطمئنان والتأكد أنني بخير. لا أحد يمكن أن يلحق بي ما دمت مؤمنة، والله معي وعائلتي وجمهوري في العالم كله إلى جانبي. وعندما يريد الله أن يأخذ أمانته سوف يأخذها".
ورأت أن الهدف من إطلاق تلك الشائعات هو محاربتها، وأضافت "لكنني لا أفهم لماذا يريدون محاربتي، خصوصاً أنني لم أؤذِ أحداً".
وأشارت سميرة توفيق إلى أن شكل المحاربة الفنية تغيّر كثيراً، وقالت "في الماضي كانت الشائعات غير مؤذية وتقتصر على الزواج والطلاق ثم لا تلبث أن تختفي بسرعة لأنها لم تكن حقيقية، ولكنها لم تكن تؤثر غينا وحتى اليوم هي لا تؤثر فيّ، لأن شائعة موتي جعلتني أشعر بمحبة الناس وألمس قلقهم ورغبتهم في الاطمئنان عليّ".
صاحبة مدرسة
ولأن المنافسة هي التي تتسبب بالمحاربات بين الفنانين، أشارت سميرة توفيق إلى أنها لا تنافس أحداً ولا أحد ينافسها، وتابعت "انا سيدة لوني وصاحبة مدرسة فنية كبيرة في العالم العربي، وحتى يومنا هذا لا توجد خليفة لي، ولم يتمكن أحد من التأثير فيّ وفي صوتي وتاريخي المشرف. فليسبحوا في بحرهم وليس في بحرنا النظيف. من جيلي الفني هناك فيروز وهي إنسانة عظيمة وتحب من قلبها، ومن يعرفها شخصياً يصلي من أجلها، ولا يمكن أن يأتي على سيرتها بأي كلام مسيء، وهي صديقة وحبيبة وأكثر من أخت، حتى أننا وقفنا على المسرح معاً للمرة الأولى. حتى هذه الإنسانة الكبيرة التي يحبها كل الناس، أطلقوا عليها شائعة الموت والمرض، ولكنها ارتدت عليهم".
سميرة توفيق التي كانت قد عبّرت أكثر من مرة عن انزعاجها من غناء بعض الفنانين لأعمالها، ألا ترى أن هذه الخطوة تعكس محبة هؤلاء الفنانين وتقديرهم لها؟ أجابت "طبعاً، ولكن بعض الفنانين أزعجوني لأنهم لم يستشيروني قبل غنائها. من يريد أن يغني أعمالي، فليفعل ذلك، شرط ألا يغيّر في كلامها ولحنها وتاريخي الفني. لا مشكلة عندي في غناء آخرين لأعمالي، بل على العكس، هذا الامر يفرحني كثيراً، إذا كان على الأصول".
لم أفكر في مقاضاة ديانا كرازون
في المقابل، رفضت أن تذكر بعض الأصوات التي أحبت طريقتها في غناء أعمالها، وقالت "معظم من يملكون أصواتاً جميلة هم نجوم ومعروفون، وأتمنى لهم التوفيق وكل ما أتمناه أن يحافظوا على الأداء واللحن والكلام وعلى تاريخي".
وأشارت إلى أنها لم تفكر في مقاضاة الفنانة الأردنية ديانا كرازون بسبب غنائها لأعمالها، وأضافت "الكل غنى أعمالي، ديانا كرازون وسواها، وأنا أكبر من الدخول في مثل هذه القضايا وأتمنى التوفيق للجميع، كما أنني لم أفضل فنانة على أخرى، بل دعمت من قدرني واحترمني واستشارني. لا أنكر أنني كنت أنزعج عندما كانوا يغيّرون في كلام أغنياتي وألحانها، ولكنه كان انزعاجاً موقّتاً وما لبث أن انتهى".
الأصوات الجميلة موجودة
كذلك رفضت سميرة توفيق أن يُعاد تجديد أغانيها وطرحها بأصوات جديدة، وتابعت "من يفكر بتجديد أغاني، الأفضل له أن يطرح أغاني خاصة به"، وتساءلت "بماذا يريدون أن يجددوا؟ أنا سيدة هذا اللون في العالم العربي والعالم كله. إذا أرادوا أن يغنوا أعمالي بطريقتي، فأهلاً وسهلاً ولكنني أرفض أن يجددوا أو يغيروا فيها".
وعن الأصوات العربية التي تلفتها على الساحة الفنية، أجابت "الأصوات الجميلة موجودة، وكل صوت له لونه وجمهوره، ميادة الحناوي لا تغني لوني ولكنني أحب صوتها ولونها وشخصيتها وكذلك ماجدة الرومي، وديانا حداد التي أحترمها وأحبها وأحب صوتها، وهي كانت تتصل بي قبل غناء أي أغنية من أغنياتي، وكل الكبار لم يصلوا إلا عن جدارة وبعد تعب وجهد، وأنا احترمهم وأحبهم جميعاً".
وهل كانت ترى أن موجة الشكل تسيطر على الساحة الفنية على حساب الصوت؟ أوضحت "لا أحب أن أقيّم أحداً لأنه ليس من حقي. من يملك صوتاً جميلاً لا بد أن يصل"، لكنها رأت أن الساحة الفنية عانت في الفترة الماضية الفوضى بسبب بعض الدخلاء، وقالت" هناك من دخل المجال لأنه لا يجيد مهنة أخرى، وهم أحرار ولكن الفنان الحقيقي هو الذي يصل فقط".
زيارتي للسعودية جاءت بعد طول غياب
وتحدثت عن الحلقة الخاصة التي سجلتها لمصلحة إحدى محطات التلفزة السعودية "العرض كان من إحدى شركات الإعلان السعودية، وأنا لبيت الدعوة وسافرت مع فرقتي الموسيقية، وسجلنا حلقة تلفزيونية بمرافقة فرقة موسيقية سعودية، وصورنا حوالي 11 أغنية، بالإضافة إلى مجموعة من المواويل، والحلقة سوف تعرض في شهر مضان المبارك، وسوف يلمس الناس جمالها على الأصعدة كلها".
تابعت "زيارتي للسعودية جاءت بعد غياب عنها سنوات طويلة، وبدعوة من خالد الراجحي، وهناك جرى استقبالي بكل حفاوة وتقدير، وبعد 48 ساعة عدت إلى بيروت. يسعدني أني كنت أول فنانة عربية قدمت الأغنية السعودية بعد نجاح سلام، بالتعاون مع كبار الملحنين والشعراء السعوديين، وقد حظيت بمجد كبير".
الكل يحبني
في المقابل، نفت سميرة توفيق نيتها إحياء حفلات في السعودية خلال الفترة المقبلة، موضحة أنها لم تتفق مع أي جهة معينة على أمر مماثل.
هل كانت تشعر بالاشتياق للوقوف على المسرح؟ أجابت "في المرحلة الحالية، لا أستطيع الوقوف والغناء على المسارح بسبب مشكلة صحية، لذلك أضطر إلى الجلوس على المقعد عند الغناء، كما يفعل غيري من كبار الفنانين، والحمد لله انني تمكنت من إثبات وجودي، وكل الناس يحبونني مهما حاول البعض إلحاق الأذى بي".
وأكدت سميرة توفيق أنها لا تعتمد على وصفة معينة للحفاظ على صوتها، وقالت "لا توجد أي مشكلة في صوتي، ولكن مع تقدم العمر وبسبب ابتعادي فترة طويلة عن الوسط الفني كنت بحاجة إلى القليل من التمارين، وكل شيء على ما يرام ".
سميرة توفيق والاسطول السادس
وعن سبب اختيارها ابنة شقيقتها لينا رضوان لإدارة أعمالها، أوضحت "هي ليست مديرة أعمالي، بل مسؤولة عني في كل شيء، إعلامياً وفي الحياة العادية، وهي أكبر وأهم من أن تكون مديرة أعمالي. نحن لم نفترق يوماً ولن تفترق إلا عند الموت. أنا ولينا عشنا العمر معاً، توليت تربيتها والاهتمام بها منذ أن أبصرت النور، حتى أنني كنت إلى جانب والدتها في غرفة الولادة عندما أنجبتها. لذلك أنا متعلقة بها وأحبها كثيراً كما كل أولاد إخوتي، من هنا يُقال عنا "سميرة توفيق والأسطول السادس"، هم كلهم أولادي الذين لم أنجبهم".
وهل كانت تتمنى تكريم الدولة اللبنانية لها؟ قالت إنها لا ترفضه ولكنها لا تتمناه، أضافت "إذا قامت دولتي بتكريمي فأهلاً وسهلاً وإذا لم تفعل ذلك، فلن أنزعج، لأنه لا يجوز تحميل الدولة كل شيء. أنا رفضت الكثير من التكريمات من الدولة وغيرها، وفضلت تكريم الناس الذين أحبوني من دون غاية".