نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، الثامن من فبراير (شباط)، تهم الفساد الموجهة إليه مع استئناف محاكمته قبل نحو ستة أسابيع من الانتخابات العامة، وقال أمام هيئة تضم ثلاثة قضاة في محكمة القدس المركزية، "أؤكد الإجابة المكتوبة التي قُدمت باسمي".
وكان يشير إلى وثيقة قدمها محاموه للمحكمة الشهر الماضي، دفعوا فيها ببراءته من تهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
متظاهر يرتدي قناع وجه يصور بنيامين نتنياهو (رويترز)
"سخيفة"
وظهر نتنياهو الذي يصف الاتهامات ضده بأنها "سخيفة" على شاشات التلفزيون أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة، قبل وقت قصير من موعد بدء الجلسة في التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، واضعاً كمامة واقية باللون الأسود.
ويتوقع أن يقدم رئيس الوزراء وطاقم الدفاع عنه، صباح اليوم، الخطوط العريضة لمرافعاتهم بشأن الاتهامات المرتبطة بثلاثة ملفات تتعلق بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة.
وستركز الجلسات المقبلة على الإدلاء بالشهادات وتقديم الأدلة، وقد يجبر نتنياهو على المثول أمام المحكمة مرات عدة أسبوعياً، في وقت بدأ حملته لخوض رابع انتخابات تشهدها إسرائيل في أقل من عامين ستجري في 23 مارس (آذار) المقبل.
عشرات المتظاهرين
تأتي محاكمة نتنياهو اليوم، غداة تخفيف القيود الصحية المفروضة في إطار مكافحة تفشي وباء "كوفيد-19" وبعد إرجاء الجلسة التي كانت مقررة أولاً في يناير (كانون الثاني).
وشهد محيط المحكمة في القدس الشرقية تواجداً مكثفاً للشرطة لتأمين موكب رئيس الوزراء، في حين تواجد عشرات المتظاهرين في الخارج، حاملين لافتات والعلم الإسرائيلي، بينما وضع أحدهم على وجهه قناعاً يجسد شخصية رئيس الوزراء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انتصار سياسي
سبق أن مثل نتانياهو أمام المحكمة قبل تسعة أشهر، وكان حينها محققاً انتصاراً سياسياً إذ شكل حكومة ائتلافية مع منافسه في الانتخابات بيني غانتس، بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة، لكن هذا الائتلاف المشحون لم يدم طويلاً إذ انهار في ديسمبر (كانون الأول)، وجدد غانتس وصفه نتنياهو بأنه غير أمين.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المحاكمة ستضرّ بفرص إعادة انتخابه الشهر المقبل.
ولطالما أصرّ رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، وأحد الموالين لنتنياهو ياريف ليفين على ضرورة "تأجيل" المحاكمة.
ثلاث قضايا منفصلة
يواجه نتنياهو ثلاث قضايا منفصلة، أخطرها القضية المعروفة برقم 4000 أو "بيزيك" وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، اتهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وتتركز حول ما إذا سعى نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية إيجابية في موقع (والا) الإخباري الذي يملكه شاؤول إيلوفيتش رئيس مجموعة "بيزيك" مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات.
أما ملف 2000، فيتعلق بمحاولة نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناشر أرنون موزيس، تقوم بموجبه الصحيفة الإسرائيلية، وهي من الأكثر انتشاراً في إسرائيل، بتغطية إيجابية عنه.
في حين تتعلق القضية رقم 1000، بتهمة حصول نتنياهو على منافع شخصية في تلقي هدايا بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار)، من المنتج الإسرائيلي الهوليوودي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الإسترالي جيمس باكر.
علماً أنه ينفي جميع هذه الاتهامات.
وتنظّم احتجاجات أسبوعية ضد رئيس الوزراء أمام منزله في القدس وفي أماكن أخرى، وحضّ رئيس نتنياهو الأحد أتباعه على عدم التظاهر خارج المحكمة مشيراً إلى الخطر الناجم عن نسخ فيروس كورونا المتحوّرة.
