Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ألتراس" الجزائر بين هتافات الرياضة وأناشيد الشارع

أصبح في نظر السلطة التيار الأكثر هيكلة على الرغم من أنه الحركة الاحتجاجية التي ترفض أن تتخذ شكلاً تنظيمياً تقليدياً

أنشئ "الألتراس" في الجزائر سنة 2007 بهدف الحد من ظاهرة العنف في الملاعب (صفحة الألتراس)

بعدما كان "ألتراس" الجزائر مهتماً بالتعبير عن انشغالاته بدل فريقه المفضل، عبر الأغاني التي مست كل مناحي الحياة، باتوا اليوم يتسببون في إقالة مسؤولين أمنيين من الصف الأول، وهو ما حدث في الفترة الأخيرة مع نادي "مولودية الجزائر"، حين انتقل "الألتراس" إلى مقر شركة "سوناطراك" ممول وداعم الفريق، وطالبوا برفع يدها عن ناديهم.

تعود نشأة "الألتراس" في الجزائر إلى عام 2007، بفضل مجموعة "فيردي ليون" أو "الأسد الأخضر" التابعة لنادي "مولودية الجزائر"، لتنتشر الظاهرة بسرعة البرق وتشمل كل النوادي الجزائرية. وفي وقت كان الهدف منه تأطير الجماهير ومحبي النادي، بغية وضع حدّ لظاهرة العنف في الملاعب، بدا للبعض أنه انتهج أسلوب التجييش لتتحول مقابلات في كرة القدم إلى معارك دموية تنتهي غالبيتها بقتلى وجرحى، مستغلاً في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات خاصة به على "فيسبوك".

تغير اتجاه "الألتراس"

ولقد تغير اتجاه "الألتراس" من تشجيع النادي إلى انتقاد النظام والتعبير عن المعاناة، وبلغ فكره حد التهديد، وهو ما حدث مع الحراك الشعبي الذي اندلع في 22 فبراير (شباط) 2019 على وقع أنغام أغاني "الألتراس"، وأشهرها أغنية "لا ليبارتي" أو "الحرية" التي تحولت في ما بعد إلى النشيد الرسمي للحراك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت هدأت الأوضاع بسبب جائحة كورونا التي أفرغت الملاعب من المتفرجين ومنعت التجمعات في الشارع، انفجر "ألتراس" أعرق نادٍ في الجزائر وهو "مولودية العاصمة"، حين قامت مجموعة من الأنصار "المتطرفين"، بتخريب واجهة مقر المديرية العامة للشركة البترولية الحكومية "سوناطراك"، مالكة غالبية أسهم النادي، احتجاجاً على الفترة السيئة التي يمر بها فريقهم حالياً، ورموا المقذوفات على زجاج واجهة المقر الرسمي الكائن في العاصمة، مطالبين إدارة المؤسسة بالرحيل الفوري عن مقاليد حكم "العميد" وهو اسم الشهرة للنادي، وهي التصرفات التي دفعت السلطات العليا في البلاد إلى إقالة أربعة مسؤولين سامين من إطارات الأمن.

ورقة ضغط

وتتخوف السلطات بعد تجربة الحراك من تطور "الألتراس" إلى ورقة ضغط تصنع التغيير أو تحدث التوتر في ظل استمرار الأوضاع الاجتماعية المتدهورة على ما كانت عليه خلال فترة نظام بوتفليقة، والتي تسببت في الاحتقان الشعبي المؤدي إلى انتفاضة 22 فبراير 2019 التي أطاحت بالسلطة.

"الألتراس" أصبح في نظر السلطة في الجزائر، التيار الأكثر تنظيماً وهيكلة، على الرغم من أنه الحركة الاحتجاجية التي ترفض أن تعتمد أي شكل من الأشكال التنظيمية التقليدية، غير أنه يتخذ من فكرها فضاء للتعبير عن المطالب الاجتماعية والسياسية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير