Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه قصة هروب باحث بريطاني إيراني من طهران

اعتقل بتهمة العمل على مشاريع مع "مؤسسات تخريبية" وسلك ممرات عبر ثلوج كثيفة متفادياً الدوريات الحدودية

أمضى كميل أحمدي ثلاثة أشهر في سجن "إيوين" سيئ السمعة في طهران. (أ ف ب)

روى عالم أنثروبولوجيا بريطاني - إيراني الأربعاء، 3 فبراير (شباط)، لوسائل إعلام بريطانية قصة هربه من إيران عبر الجبال ليصل إلى بريطانيا، بعد أن حكم عليه بالسجن تسع سنوات بتهمة التعامل مع حكومة معادية.

وعالم الأنثروبولوجيا كميل أحمدي كان يجري أبحاثاً حول ختان الإناث وزواج الأطفال في إيران، وقال لشبكة "بي.بي.سي" وصحيفة الـ "غارديان" إنه هرب وهو قيد الإفراج المشروط بعد صدور الحكم عليه، لأنه خشي عدم تمكنه من رؤية ابنه الصغير مجدداً. وأضاف، "ببساطة غادرت، وضعت في حقيبتي عدة الحلاقة وبعض الكتب ولابتوب، وأعتقد لباس النوم، وملابس دافئة".

التعذيب الأبيض

وبعد توقيفه للاشتباه بعلاقاته مع أجهزة استخبارات أجنبية، أمضى ثلاثة أشهر في سجن "إيوين" السيئ السمعة في طهران، وقال إنه تعرض لما يسمى "تقنية التعذيب الأبيض"، وهي ضغوط نفسية تمارس على المعتقل. وقد أفرج عنه بكفالة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحكم على أحمدي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالسجن تسع سنوات وغرامة 600 ألف يورو (722 ألف دولار)، بشبهة تلقي "أموال غير شرعية" والعمل على مشاريع مع "مؤسسات تخريبية"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (تسنيم).

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه هرب بينما كان قيد الإفراج المشروط، ريثما يتم النظر في الاستئناف المقدم منه.

مخيفة جداً

وأكد في مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان" أنه قرر الهرب من البلاد ليكون بالقرب من ابنه وهو يكبر. وقال، "بعد صدور الحكم كان لدي خيار البقاء وعدم رؤية عائلتي وابني الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام حتى يبلغ سنّ الـ 14 أو المجازفة بالهرب". ووصف في حديثه إلى "بي.بي.سي" الرحلة بأنها "باردة وطويلة ومعتمة ومخيفة جداً".

وقال أحمدي لقناة "تشانيل 4" إن عودته إلى بريطانيا مثل "العودة إلى بيتي الآخر" بعد أن "أجبرت على مغادرة مكان اعتقدت أنه يمكنني إحداث فرق فيه"، ويقيم أحمدي حالياً مع زوجته وابنه في لندن، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام بريطانية، وتم إسقاط الاستئناف في غيابه الإثنين.

وقال للـ "غارديان" إنه لا يعرف ما إذا كانت السلطات الإيرانية على علم بهربه، وأضاف أنه سلك ممرات يعبرها مهربو سلع من العراق وتركيا، وشق طريقه في ثلوج كثيفة متفادياً الدوريات الحدودية الإيرانية.

وتأتي تصريحاته في وقت تخضع البريطانية - الإيرانية نازنين زاغري راتكليف للإقامة الجبرية في إيران، بعدما حكم عليها بالسجن بتهمة "محاولة قلب النظام"، وتنتهي فترة عقوبتها الرسمية الشهر المقبل، وقالت عائلتها إن الحكومة البريطانية طلبت منهم عدم نشر هذه المعلومة لتجنب التهديد بعدم الإفراج عنها.

اعتقال أجانب

وخلال السنوات القليلة الماضية، قامت إيران وبشكل متكرر باعتقال أجانب وحاملي جنسيات مزدوجة بتهم يقول نشطاء وحكومات إنها باطلة، ولا يفرج عن المعتقلين إلا بعد أشهر بل أحياناً سنوات من المفاوضات الشاقة.

وجاء اعتقال أحمدي في 2019 بعد احتجاز قوات البحرية البريطانية ناقلة إيرانية يشتبه في قيامها بنقل النفط إلى سوريا، وقال إنه يشتبه في أن توقيفه مرتبط بذلك، بحسب الـ "بي.بي.سي".

والباحث مؤلف كتاب بالإنجليزية بعنوان "باسم التقاليد: ختان الإناث في إيران"، داعياً إلى رفع سن الزواج في إيران إلى 13 سنة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات