سجلت شركة "إكسون موبيل" الأميركية النفطية، خسائر سنوية لأول مرة في 4 عقود، العام الماضي، مع خسارة قوية خلال الربع الرابع، بفعل ضغوط الوباء.
وأظهرت نتائج أعمال الشركة الأميركية العاملة في قطاع النفط، أنها سجلت صافي خسائر بقيمة 20.07 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 4.70 دولار للسهم خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقابل صافي أرباح بقيمة 5.69 مليار دولار، ما يعادل نحو 1.3 دولار للسهم في الربع المقارن من العام السابق له.
وباستبعاد البنود والمواد غير المتكرِرة، بلغ نصيب سهم "إكسون موبيل" من الأرباح 3 سنتات خلال الربع الرابع من 2020، مقارنةً مع تقديرات عند سنت واحد. كما تراجعت إيرادات الشركة الأميركية خلال الربع الماضي لتصل إلى 46.5 مليار دولار على أساس سنوي، مقارنةً مع 67.1 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2019.
22.44 مليار دولار خسائر سنوية
وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن "إكسون موبيل" ستحقق إيرادات بقيمة 46.5 مليار دولار. وارتفع إنتاج النفط المكافئ إلى نحو 3.7 برميل يومياً خلال الربع الرابع من 2020. وفي إجمالي ذلك العام، سجلت "إكسون موبيل" خسائر سنوية بنحو 22.44 مليار دولار، مقارنةً مع أرباح قدرها 14.34 مليار دولار، لتكون الخسائر الأولى للشركة منذ 40 سنة على الأقل. وبالنسبة إلى الإيرادات، فقد تراجعت إلى 185.1 مليار دولار خلال 2020، مقارنةً مع 264.9 مليار دولار في 2019.
وشركة "إكسون موبيل"، هي شركة نفط وغاز أميركية مُتعددة الجنسيات تقع مقراتها في مدينة إرفينغ بولاية تكساس، وهي أكبر الشركات المُنبثقة عن شركة "ستاندرد أويل" التي أسسها جون روكيفلر. وتأسست الشركة بعد اندماج شركة إكسون مع شركة موبيل بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أكبر اندماج في التاريخ
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه كان متوقعاً أن تتسبب سلسلة الأزمات التي تواجه صناعة النفط منذ ظهور فيروس كورونا، بأحد أكبر الاندماجات في التاريخ. حيث بحث رئيسا عملاقي النفط شيفرون وإكسون موبيل العام الماضي إمكانية اندماج الشركتين، بعدما تسببت الجائحة في اضطراب أسواق الطاقة وتراكم الضغوطات المالية على ميزانيتيهما.
وبحسب الصحيفة، كان من المفترض أن تبلغ القيمة السوقية للكيان الناتج عن الاندماج المزمع أكثر من 350 مليار دولار، لتصبح ثاني أكبر شركة في قطاع النفط والغاز في العالم بعد أرامكو السعودية. وقالت المصادر، إن المحادثات كانت مبدئية ولم تكتمل، وربما تعود في المستقبل. وقال مصدر آخر إن الطرفين أضاعا فرصة إتمام الصفقة خلال حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأكثر ترحيباً باستثمارات القطاع.
وكانت الصحيفة أشارت في وقت سابق، إلى انخفاض القيمة السوقية لشركات النفط والغاز في أميركا الشمالية وأوروبا، بنحو 145 مليار دولار مجتمعةً في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، وهي أكبر قيمة خلال فترة تسعة أشهر منذ عام 2010 على الأقل. وتجاوز هذا الإجمالي بشكل كبير عمليات التخفيض، التي حصلت في الفترة نفسها من عامي 2015 و2016، خلال الكساد الأخير للنفط. وهو ما يعادل نحو 10 في المئة من القيمة السوقية الجماعية للشركات.
الخسائر تطارد "شيفرون"
وكانت شركة النفط الأميركية العملاقة "شيفرون"، تكبدت خسائر في الربع الرابع من 2020، بلغت 11 مليون دولار، نتيجة انخفاض هوامش الوقود، وتكاليف عمليات استحواذ وتأثيرات العملة الأجنبية على تحسن نتائج أنشطة التنقيب. ويُتوقع أن تستفيد شركات النفط من عودة أسعار النفط والغاز إلى الارتفاع بعد تراجع الطلب والأسعار، لكن القطاع لا يزال يعاني من تبعات العام الماضي.
وكما أظهرت نتائج الربع الأخير لشركة شيفرون، واصلت قيود السفر بسبب الجائحة الإضرار بالطلب على الوقود. وسجّل ثاني أكبر منتج أميركي للنفط خسائر معدلة بلغت 11 مليون دولار بما يعادل سنتاً للسهم. كانت الشركة حققت قبل عام أرباحاً بلغت 2.8 مليار دولار أو 1.49 دولار للسهم. وسجل قطاع التكرير والكيماويات في شيفرون خسائر بلغت 338 مليون دولار في الربع الرابع مقارنةً مع أرباح بلغت 672 مليون دولار قبل عام.
وانخفضت مبيعات الوقود بنسبة 10.55 في المئة مقارنةً مع ذات الفترة من العام السابق، إذ واصلت قيود السفر المفروضة بسبب الجائحة خفض الطلب. وسجلت الشركة خسائرعن العام بأكمله بلغت 5.54 مليار دولار مقارنةً مع أرباح بلغت 2.92 مليار دولار في 2019.
توقعات جديدة لـ"أوبك+"
وتوقعت "أوبك+" أخيراً أن تُبقي تخفيضات الإنتاج العميقة سوق النفط العالمية في حالة عجز حتى نهاية العام، على الرغم من خفض المجموعة توقعاتها لنمو الطلب في 2021. ووفق وثيقة اطلعت عليها وكالة "رويترز"، فإن اللجنة الفنية المشتركة للتحالف، التي اجتمعت الثلاثاء 2 فبراير (شباط) الحالي، راجعت توقعات الطلب والتزام الدول تخفيضات الإنتاج المتفق عليها.
وبموجب تصور أساسي، تتوقع اللجنة الفنية نقصاً في المعروض في سوق النفط على مدار 2021، تبلغ ذروته عند مليوني برميل يومياً في مايو (أيار) المقبل. وأظهرت الوثيقة أن المجموعة تتوقع العجز على الرغم من تقليصها نمو الطلب النفطي المتوقع هذا العام إلى 5.6 مليون برميل يومياً، بما يقل بـ300 ألف برميل يومياً عن أحدث تقدير صادر عن أوبك.
وفي ظل استمرار تداعيات الجائحة، كانت أوبك خفضت توقعها للطلب مراراً منذ يوليو (تموز) 2020. وذكرت الوكالة، أنه في تصور محتمل بديل يتضمن نمواً أقل للطلب، تتوقع اللجنة الفنية أن تتحول السوق إلى فائض في أبريل (نيسان) وديسمبر المقبلَين.
وفي أعقاب تخفيضات إنتاجية قياسية من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+"، صعدت أسعار النفط من مستويات تاريخية منخفضة سجلتها العام الماضي، في ظل تأثير الجائحة على حركة السفر الذي عصف بالطلب. وفي تعاملات الثلاثاء 2 فبراير، بلغ خام برنت القياسي أعلى مستوياته في نحو عام عند حوالي 58 دولاراً للبرميل.
ويتوقع التصور الأساسي للجنة الفنية المشتركة أن يتعافى الطلب على النفط إلى 97.9 مليون برميل يومياً في ديسمبر 2021، بما يقل بنحو مليوني برميل يومياً عن مستويات ما قبل الجائحة. ونقلت الوكالة عن مصادر في "أوبك"، أنه من المستبعد أن يسفر اجتماع اللجنة الفنية والاجتماع الوزاري يوم الأربعاء 3 فبراير عن توصية بأي تعديلات على سياسة إنتاج النفط.