Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشكيلي سعودي يثير التساؤلات عبر تيمة الحزن في لوحاته

الفنان عبد الله العلي: الغموض يترك انطباعاً خاصاً لدى الجمهور

لوحة "الوجه الباكي" للفنان التشكيلي السعودي عبد الله العلي ( اندبندنت عربية)

تثير بعض الأعمال الفنية التشكيلية كثيراً من الأسئلة، فهل الحزن في اللوحة قضية معاصرة، أم أنها حكاية ومشاعر الرسام نفسه، إحدى لوحاته تصور سيدة شابة بوجه باك، وعلى الرغم من اقتحام ضوء الشمس العمل، ليعكس مشاعر الأمل في القصة، فإن المتلقي قد يتساءل عن الغم الذي بعث في نفس الشخصية المرسومة الحزن لتظهر بكل هذا الألم، لكن الرسام يبقي تفسير اللوحة مشرّعاً أمام المتلقي بلا قيود، محتفظاً كباقي الانطباعيين بكواليس واقع الحدث، مكتفياً برؤية المشاهد.

يرجع الفنان التشكيلي السعودي عبد الله العلي سبب غلبة الحزن على لوحاته كتيمة فنية، إلى أنه يترجم مشاعره كرسام تأثيري انطباعي. ويوضح أن "الحزن يعطي العمل انطباعاً خاصاً، وينتقل بدوره إلى المتلقي الذي كثيراً ما يتعلق بهذا النوع من الأعمال، إذ يبقى لديه كثير من الأسئلة، كذلك فالأعمال الحزينة تحظى بقبول ورغبة في الاقتناء، وغالباً ما تمثل هذه النوعية من الأفكار مشاعري العاطفية في الرسم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حياته كرسام

منذ خمسة أعوام قاده رسم كرتوني إلى احتراف التشكيل، لكن ذلك جزء من قصاصة القصة، إذ مهد له المحيط بمناظره الخلابة، في المدينة الساحرة أبها بعبق جوها البارد، والتفاف الرسامين حوله من كل صوب، بدءاً من وقوفه بجانب والده أحد رسامي قرية المفتاحة.

 

يقول العلي، "أميل في أعمالي نحو التأثيرية الانطباعية، وأفضلها على نظائرها من المدارس الفنية، لميلي نحو رسم الطبيعة بمشاعري وانطباعي الخاص، وشعوري بعكس ذلك تجاه الواقع بتفاصيله الدقيقة المملة، فالعمل على الطبيعة يبدو لي ملهماً، وتبرز مشاعر الحزن في لوحات البعض تعبيراً عن آلامهم، إلا أن الأمر معي يختلف، أرسم في أفضل حالاتي قضاياً حزينة، أجسد من خلالها المشاعر التي تمس الجمهور".

قصص لوحاته

يضيف، "إحدى أهم ثلاث لوحات رسمتها ووجدت لها صدى عبرت عن الحزن في موضوعاتها، الأولى، جسدت شخصية رجل مسن يقرأ كتاباً، تبدو لوحة تستدعي كثيراً من التمعن، لكن مجال تفسير ذلك النوع من التفكير مفتوح وليس مقيداً للمتلقي، أما المرأة فقد بدا الحزن على ملامحها، وعنوانها الوجه الباكي، إلا أن ثمة سطوع شمس تعمدت إدخاله عليها ليعبر عن الأمل، أما الرجل ذو اللحية الكثيفة، فكان حزنه مدفوناً في قطرات الدموع المحبوسة في عينيه المتلألئتين".

المحيط وقرية المفتاحة

يوضح، "من التجربة والممارسة تعلمت الرسم، البداية لم تكن سهلة بالمرة، أخذت مساحتي من الوقت، حتى استطعت تجاوز مرحلة الخوف من الألوان، وكان لوالدي أثر كبير في هوايتي، هو أحد فناني قرية المفتاحة، وكثيراً ما وجدت نفسي محظوظاً بمحيط فني من كل النواحي، وخلال السنوات التي دخلت من خلالها المجال، أنتجت لوحات بورترية. جذبني الفن من النظر. في الابتدائية كان في جيبي قصاصة كرتونية لنقار الخشب جربت رسمها، وحينها اكتشفت موهبتي وبدأت الرحلة، وقد تحتاج اللوحة يوماً، وقد تستغرق شهراً".

 

يتابع، "غيّر الرسم حياتي في أمور عدة، بينها أن ذهني أصبح أكثر تقبلاً للحياة، لدي ما أفرغ مشاعري فيه، أرسم في كل الأحوال في الحزن والفرح معاً، وقد لفتت إحدى لوحاتي النظر لكون الشخص فيها مغطى العينين، وعبّر غطاء العين عن خيبة الأمل، وهي إحدى لوحاتي وقضاياي، التي تندرج تحت المدرسة التأثيرية، إضافة إلى ما تعالجه هذه المدرسة من قضايا أخرى، كالفقر، والقيود، والمعاناة".

حلم باريس

لم يجد عبد الله في مشاركات فنية سابقة ما يرضيه بحسب قوله، وأردف، "أتوق لمعرض خاص يجمع أعمالي المقبلة، وسيكون في نهاية العام داخل السعودية، والمستقبل أمامي لأتعلم أكثر، وأتمنى أن أقدم يوماً ما، معرضاً في باريس أم الفن التأثيري ومكان مخترعها مونيه".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة