حذر علماء حكوميون من أن تأخير التطعيم ضد فيروس كورونا سيزيد من احتمالات ظهور سلالات من كوفيد-19 مقاومة للقاح.
وفي تقارير جديدة أطلقتها المجموعة العلمية الاستشارية للطوارئ (سايج)، حذر الخبراء كذلك من أن الطفرات الجديدة المقاومة، تشكل "احتمالاً واقعياً" بسبب رد فعل الفيروس لارتفاع مستويات المناعة الطبيعية لدى السكان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثار قرار الحكومة بتأخير الجرعة الثانية من إعطاء اللقاحات إلى 12 أسبوعاً بدل ثلاثة، في محاولة توفير حماية ضد الفيروس لعدد أكبر من الناس، غضب الطاقم الصحي العامل في الخطوط الأمامية الذي يخشى تعرضه لخطر متزايد من الإصابة بالعدوى.
كما ظهرت بعض الإشارات من إسرائيل، لم تتأكد كلياً بعد، أن الحماية التي توفرها الجرعة الأولى ربما تكون أقل بكثير مما اعتقد سابقاً.
وفي تقارير نشرت، الجمعة، تطرق علماء سايج إلى "زيادة خطر نسخ الفيروس نفسه في ظل المناعة الجزئية بعد جرعة واحدة، مقارنة بجرعتين، ولذلك فعلى المدى القصير، يتوقع أن يزيد تأخير إعطاء الجرعة الثانية، احتمال ظهور مقاومة للقاح- ولكن على مستوى أقل، على الأرجح".
"هل هذه الزيادة ملموسة؟ من غير الممكن حالياً قياس احتمال ظهور مقاومة ضد اللقاح، نتيجة لتأخير الجرعة الثانية، ولكن يرجح أن يكون ذلك ضئيلاً. وللإشارة، فإن عدد الوفيات يومياً من جراء كوفيد-19 يفوق الألف في المملكة المتحدة، بينما مخزون اللقاحات محدود".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"وفي ظل الظروف الراهنة في المملكة المتحدة، يجب مقارنة الاحتمال- غير القابل للقياس، رغم ضآلته إمكانية ظهور طفرة مقاومة للقاح (بسبب تأخير الجرعة الثانية)، بالفوائد القابلة للقياس، لتسريع إعطاء الحماية التي يوفرها اللقاح لأكثر الأشخاص عرضة للخطر".
لكن الدراسة أضافت "نظراً لما لاحظناه، أخيراً، مع الطفرتين B.1.1.7 وB1.351، فاحتمال ظهور طفرات مقاومة للمناعة مع الوقت، هو احتمال واقعي، يرجح أن ينتج زيادة في مستوى المناعة لدى السكان بعد الإصابة الطبيعية بالعدوى".
وأضاف علماء سايج "يجب مراقبة فعالية اللقاح بعد جرعة واحدة بدقة، من أجل توجيه سياسة اللقاحات المستقبلية".
وصرح السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين، خلال مؤتمر صحافي في "داونينغ ستريت"، الجمعة، أن الفيروس سيظل موجوداً "للأبد" على الأرجح، وتابع بقوله "إن الخطر الأكبر من ناحية التحور الجديد هو كثافة انتشاره. كلما انتقل الفيروس ونسخ نفسه بين الناس، يكبر احتمال تحوره، وهذا ما يحدث حول العالم، ويشكل أكبر المخاطر".
"هناك دائماً بعض الخطر، إن بدأت المناعة الجزئية، ولكن هناك فائدة كذلك، وهي أن المناعة الجزئية قادرة فعلياً على وضع حد للعدوى بشكل أسرع".
ومن جهته، قال كبير المستشارين الطبيين في الحكومة كريس ويتي "يقوم الطب على موازنة المخاطر. ورأينا إجمالاً أن ميزان المخاطر يميل بشدة في هذه المرحلة الوبائية لصالح زيادة عدد الأشخاص المحصنين في المملكة المتحدة، ولكن ذلك يحتم تأخيراً. وكانت هذه المخاطرة بالتحديد أقل بكثير من الحل البديل عنها، وهو عدم تطعيم الناس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كل الفيروسات تتحور، وقد جرى تحديد تحورات طبيعية لفيروس سارس-كوفي-2 حول العالم، وقال تقرير سايج، إن هذا الأمر قد يحدث "بوتيرة أسرع" على الأرجح فيما يزيد عدد الأشخاص الذين تتطور لديهم مناعة ضده بعد إصابتهم بالعدوى.
وأضاف "لن تترك معظم الطفرات أثراً يذكر لكن قد يكون لبعضها، صدفة، أفضلية عملية على الطفرات الأخرى، وتصبح من خلال الانتقاء الطبيعي طفرات شائعة تنتج في المختبر".
وأوضح التقرير وجود "بيانات نظرية وتجريبية تدعم احتمال" إنتاج الفيروس لطفرات جديدة قد "تفلت" من العلاجات بالأجسام المضادة، وبلازما المتعافين من العدوى، واللقاحات، وكذلك المناعة الطبيعية.
وقال التقرير، إنه تجب دراسة التسلسل الوراثي للفيروس الذي أصاب أشخاصاً تلقوا اللقاح ثم أصيبوا بكوفيد-19 "بأسرع وقت ممكن كي نفهم إن كان تحوير الفيروس قد يفسر هذا الاختراق".
وسوف تساعد زيادة دراسة السلالات الجينية على تحديد مجموعات جديدة وملاحظة التغيرات التي ستظهر بعد نشر اللقاح.
© The Independent