Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات يلين القوية تنعش "وول ستريت"

الرئيسة السابقة للمركزي الأميركي تدعو إلى حزمة دعم ضخمة وزيادة الضرائب على الأثرياء ومواجهة الصين والاستثمار بالطاقة النظيفة

قالت جانيت يلين إن الأسواق يجب أن تحدد قيمة الدولار (رويترز)

عادت البورصات الأميركية إلى الارتفاع،، على وقع تصريحات قوية لجانيت يلين، المرشحة لمنصب وزيرة الخزانة الأميركية، وذلك قبل ساعات من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وانتهاء مرحلة الرئيس دونالد ترمب التي عرفت فيها الأسواق ارتفاعات تاريخية لكن كانت الأكثر جدلية على المستوى السياسي.

وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 116.26 نقطة أو 0.38 في المئة إلى 30930.52 نقطة، وزاد "ستاندرد آند بورز 500" بواقع 30.66 نقطة أو 0.81 في المئة إلى 3798.91 نقطة، وزاد مؤشر "ناسداك" المجمع 198.68 نقطة أو 1.53 في المئة إلى 13197.18.

تصريحات يلين

ولعبت التصريحات التي أدلت بها المرشحة لوزيرة الخزانة يلين دوراً رئيساً في ارتفاعات "وول ستريت"، إذ دعت إلى حزمة إغاثة مالية ضخمة لمساعدة الاقتصاد الأميركي لتجاوز الركود الناجم عن وباء فيروس كورونا.

وقالت في جلسة الاستماع الخاصة بها قبيل تولّيها مهماتها، إن فوائد الحزمة الكبيرة تفوق تكاليف عبء الديون الضخمة التي ستصاحبها.

ويعلق المستثمرون الآمال على يلين في الحكومة الجديدة، خصوصاً أنها كانت الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وهي ضليعة في السياستين المالية والاقتصادية، وتفضّل العمل باستقلالية التي حاول ترمب أن يعرقلها، بينما ستبدو أكثر تحرراً من قيود السياسة في ظل قيادة بايدن الذي أتى بمجموعة من الوزراء التكنوقراط لقيادة المرحلة المقبلة، بعيداً من الاستقطاب السياسي الحاصل في الولايات المتحدة الأميركية.

ضرائب على الأثرياء

وفي جلسة الاستماع التي استغرقت 3 ساعات مع أعضاء لجنة المالية في مجلس الشيوخ، وضعت يلين رؤية لحقيبة الخزانة بدت حازمة في ملفات مثل عدم المساواة الاقتصادية ومكافحة تغير المناخ ومواجهة التجارة غير العادلة والممارسات التجارية الصينية.

وقالت إن الضرائب المفروضة على الشركات والأثرياء ستحتاج في النهاية إلى الارتفاع للمساعدة في تمويل خطط بايدن الطموحة للاستثمار في البنية التحتية والبحث والتطوير وتدريب العمال لتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الأميركي.

وأضافت أن تخفيف الوباء سيأخذ الأولوية على الزيادات الضريبية، لكن الشركات والأثرياء، اللذين استفادا من التخفيضات الضريبية للحزب الجمهوري عام 2017 "بحاجة إلى دفع حصتهما العادلة".

لكن يلين أوضحت أن هذا لن يأتي إلا بعد كبح جائحة الفيروس، التي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص في الولايات المتحدة، والدمار الاقتصادي الذي أحدثته.

أولويات وزارة الخزانة

وقالت يلين، التي تحدثت عبر الفيديو، إن مهمتها كرئيسة للخزانة ستكون مساعدة الأميركيين في تحمّل تبعات الأشهر الماضية من الوباء مع تطعيم السكان، وإعادة بناء الاقتصاد لجعله أكثر تنافسية وخلق مزيد من الرخاء والوظائف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت "من دون اتخاذ مزيد من الإجراءات، فإننا نخاطر بركود أطول وأكثر إيلاماً الآن ومشكلات طويلة الأجل للاقتصاد في وقت لاحق".

وردّاً على سؤال عن المصروفات التي ستوفّر "أكبر فائدة"، أوضحت يلين أن الإنفاق على الصحة العامة والتطعيم على نطاق واسع هو الخطوة الأولى، ثم أن تكون المساعدة الأكبر للبطالة والتغذية هي الخطوة التالية.

واستدركت أنه "لا الرئيس المنتخب، ولا أنا، أقترح حزمة الإعفاء هذه من دون تقدير لعبء ديون البلاد. لكن في الوقت الحالي، مع وصول أسعار الفائدة إلى مستويات تاريخية منخفضة، فإن أذكى أمر يمكننا القيام به هو التصرف بشكل كبير". وقالت إنه على الرغم من ارتفاع حجم الدين بالنسبة إلى الاقتصاد، فإن عبء الفائدة- المبلغ الذي تدفعه الخزانة لخدمة ديونها- لم يرتفع بسبب انخفاض أسعار الفائدة، مضيفةً أنها ستراقب هذا المقياس عن كثب مع تعافي الاقتصاد.

الدولار والصين

وفي خصوص الدولار، قالت يلين إن الأسواق يجب أن تحدد قيمة الدولار، وهو أمر مغاير لما كان ترمب يتطلع إليه كدولار أضعف يمكنه أن ينافس في الصادرات.

وصرّحت أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى عملة أضعف للحصول على ميزة تنافسية، وعلينا أن نعارض محاولات دول أخرى للقيام بذلك".

ولفتت إلى أن "الصين كانت أهم منافس استراتيجي للولايات المتحدة"، مؤكدة تصميم إدارة بايدن على اتخاذ إجراءات صارمة ضد ما وصفته بالممارسات الصينية "التعسفية وغير العادلة وغير القانونية".

الاستثمار بالطاقة النظيفة

ووصفت يلين تغيّر المناخ بأنه "تهديد وجودي" للاقتصاد الأميركي، قائلةً إنها ستعيّن مسؤولاً كبيراً في وزارة الخزانة للإشراف على هذه القضية وتقييم المخاطر النظامية التي يشكّلها على النظام المالي.

وأضافت أن هناك حاجة إلى الاستثمار في التقنيات والطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية لخفض انبعاثات الكربون، والحفاظ على تنافسية الاقتصاد وتوفير وظائف جيدة للعمال الأميركيين.

وينتظر المستثمرون المرحلة الجديدة مع تولّي بايدن الحكم، مدعوماً بأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ تمكّنه من تمرير خطته الاقتصادية، إذ وعد أيضاً بحزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار الأسبوع الماضي لدفع الاقتصاد  قدماً وتسريع توزيع اللقاحات.

وكانت المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" قفزت إلى مستويات قياسية أخيراً على أمل الانتعاش الاقتصادي السريع الذي تغذّيه حزمة التحفيز المالي الضخمة وتوزيع اللقاحات.

وانطلقت الثلاثاء أرباح البنوك للربع الرابع من عام 2020، وأعلن "بنك أوف أميركا" أرباحاً تجاوزت الأرباح التوقعات، بحسب بيانات "رويترز". وانضمت إليه بنوك "جي بي مورغان" و"سيتي غروب" و"وويلس فارغو" و"غولدمان ساكس".

المزيد من اقتصاد