Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبهات "دعم الإرهاب" تطارد وزير النقل الكندي الجديد

نواب في البرلمان يطرحون تساؤلات في شأن علاقة عمر الغبرا بالاتحاد العربي الكندي

وزير النقل الكندي الجديد عمر الغبرا (غيتي)

أثار تعيين عمر الغبرا وزيراً للنقل في حكومة رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، اهتماماً عربياً واسعاً، بصفته سوري الأصل، ولد في السعودية، ثم هاجر إلى كندا مع والديه، ما يمثل إحدى قصص نجاح المهاجرين من المنطقة العربية. وبالمثل، فإنه أثار داخلياً جدلاً بسبب خلفيته السياسية السابقة. 

الغبرا، الذي ينتمي للحزب الليبرالي، وصل إلى كندا عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، ثم خاض غمار السياسة ليصبح نائباً عن دائرة وسط مسيساغا بين عامي 2006 و2008، ثم أعيد انتخابه عامي 2015 و2019، وأصبح السكرتير البرلماني لترودو، لكن قبل ذلك، تولى الغبرا رئاسة الاتحاد العربي الكندي، وهو ما يقف وراء أسئلة تثير الريبة بشأن التوجهات الأيديولوجية للوزير الكندي، ومدى صلته بدعم الإرهاب. 

تساؤلات مشروعة

عقب إعلان تعيين الغبرا، وخلال جلسة للبرلمان الكندي، الأسبوع الماضي، أثار إيف فرانسوا بلانشيه، زعيم حزب "بلوك كيبيكوا"، يسار وسط، ويحظى بـ32 مقعداً في البرلمان، تساؤلات في شأن علاقة الوزير الجديد بالاتحاد العربي الكندي، الذي أعرب علانية عن دعمه جماعات إرهابية في الشرق الأوسط. 

وقال السياسي الكندي إنه يرفض توجيه اتهامات محددة للغبرا، لكنه يعتقد أن "هناك تساؤلات مشروعة في شأن علاقته بالاتحاد السياسي الذي كان يقوده لعدة سنوات". 

وفي بيان لزعيم حزب "بلوك كيبيكوا"، نشرته صحيفة "ستار" الكندية، دافع بلانشيه عما وصفه بـ"أسئلته المشروعة" حول دور الغبرا كرئيس للاتحاد قبل انتخابه نائباً عن الحزب الليبرالي قبل 15 عاماً. وباعتبارها "مصادر" لأسئلته، قدم بلانشيه روابط لثلاث مقالات رأي على الإنترنت تشير إلى أن الغبرا يحمل وجهات نظر مثيرة للجدل ترتبط بوجهات نظر دينية متشددة وخلفيته مع الاتحاد. 

وكتب "لقد طرحت تساؤلات مشروعة في دولة ديمقراطية فيما يتعلق بالمناصب السابقة لوزير النقل الجديد عمر الغبرا، تتعلق بتطبيق الشريعة الإسلامية في مسائل قانون الأسرة، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى حقوق المرأة، وكذلك معارضته لإدراج حركة حماس ضمن قائمة الجماعات الإرهابية أثناء قيادته الاتحاد العربي الكندي". واتهم بلانشيه الحكومة الليبرالية، برئاسة ترودو، بمحاولة "فرض رقابة" عليه بسبب إثارته تلك الأسئلة "المشروعة". 

دعم الإرهاب

كان الغبرا يترأس الاتحاد قبل عام 2006، عندما أصبح نائباً برلمانياً. وفي عام 2009، تم تجريده من التمويل الحكومي، بموجب قرار من وزارة المواطنة والهجرة، بسبب دعمه "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" في قطاع غزة، المصنفين ضمن قائمة الكيانات الإرهابية لدى الحكومة الكندية، فضلاً عن تعليقات اعتبرت "متطرفة" لرئيس الاتحاد آنذاك.

وبحسب صحيفة "تورنتو صن" الكندية، فإن وقف الدعم الحكومي للاتحاد يعود إلى حوادث محددة ذكرتها الوزارة، بما في ذلك مشاركة مجلسه التنفيذي في مؤتمر جمع قيادات من "حماس" و"حزب الله" في القاهرة، كما أن واحداً من التجمعات التي نظمها الاتحاد في كندا رُفع فيه علم "حزب الله". وبموجب القانون الكندي، لا يحق لأي منظمة كندية تظهر دعمها للجماعات الإرهابية المدرجة ضمن القائمة الحكومية، أن تتلقى أموال دافعي الضرائب.

لكن صحيفة "ستار" تقول إن من بين الأمثلة التي تم الاستشهاد بها في دعوى قضائية لاحقة في شأن التجريد من التمويل، والتي أيدتها محكمة فيدرالية باعتبارها قراراً "مناسباً" عام 2014، حدثت عندما لم يعد الغبرا رئيساً للمنظمة، وكذلك عند دعوة الاتحاد إلى إزالة التنظيمين من قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في ورقة سياسية صدرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006.

هجوم عنصري

من جانبه، رفض الغبرا ما وصفه بـ"هجوم" كتلة "كيبيكوا" باعتباره عنصرية وإسلاموفوبيا، مشيراً إلى أن أسئلة رئيس الحزب حول آرائه الدينية وخلفيته السياسية تمثل "خطاباً خطيراً" على أساس "تلميحات لا أساس لها". وقال إن سجله في السياسة يظهر دعمه للمساواة والحرية والاندماج.

وأضاف الغبرا في تعليقات لصحيفة "ستار": "لديّ فضول لأعرف لماذا يعتمد السيد بلانشيه على تلميحات لا أساس لها بدلاً من سجل إنجازاتي الفعلي. أعتقد أن سكان كيبيك  (الإقليم الذي يمثله حزب بلوك كيبيكوا) وجميع الكنديين سيصدرون الحكم المناسب على خياراته السياسية المؤسفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف فريد خان، المؤسس والمتحدث باسم جماعة "الكنديون المتحدون ضد الكراهية" أسئلة بلانشيه بأنها محاولة "تشويه"، وتمثل "عنصرية". وعلى حسابه على "تويتر"، قال عضو البرلمان عن الحزب الوطني الديمقراطي، ماثيو غرين، إن أسئلة بلانشيه "تلميح عنصري لا يؤدي إلا إلى تأجيج الإسلاموفوبيا". ووصفت وزيرة التنمية الاقتصادية، ميلاني جولي، الأمر، بأنه "هجوم غير مبرر ومنافق"، مضيفة "نحن في انتظار اعتذارك".

وفي تعليق لوكالة الصحافة الكندية، أوضح جوليان كولومبي - بونافوس، المتحدث باسم حزب "بلوك كيبيكوا"، الأسباب المنطقية لأسئلة زعيم الحزب. وقال "إنها حقاً أسئلة حول ماضيه (الغبرا)، وأيضاً حول الفصل بين الكنيسة (الدين) والدولة، وهو ما يمثل قيمة عميقة للحزب". وأضاف "لا نريد أن نثير أي اتهام". 

مجتمع الميم

لم تكن أسئلة السياسي الكندي وحدها التي سببت صداعاً للوزير الجديد، فقد سعى الغبرا أيضاً إلى النأي بنفسه عن صانع محتوى على "يوتيوب" من أصل عربي يعيش في كندا، يدعى فادي يونس، أعرب عن آراء معادية لمجتمع المثليين. 

وقال الغبرا في بيان، الثلاثاء الماضي، إنه من المدافعين عن حقوق مجتمع الميم منذ فترة طويلة، وقد "صُدم وخاب أمله" عندما علم بمقطع فيديو يحتوي على إهانات موجهة للمثليين نشره على الإنترنت يونس، الذي تعاملت معه وكالة التسويق الرقمي للغبرا بموجب عقد أنهي منذ ذلك الحين.

وقال الوزير "لم أكن على علم بهذه التعليقات قبل اليوم، وأرفضها تماماً". وأضاف "يجب أن نحارب الجهل والكراهية وعدم التسامح في مجتمعنا. سأستمر في دعم حقوق المثليين، بينما نواصل بناء مجتمع أكثر شمولية وتسامحاً للجميع".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير