Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل 5 مدنيين في انفجار لغم "إرهابي" يثير مخاوف الجزائر

جماعات تحركها أجندات أجنبية لزعزعة استقرار البلاد

يواجه الجيش الجزائري تحديات خطيرة في ظل وضع اقليمي متوتر (التلفزيون الجزائري)

أثار مقتل 5 أشخاص مدنيين في انفجار لغم تقليدي بالجزائر سخطاً وتخوفاً، ومنح تحذيرات السلطة من تحديات خطيرة تواجه البلاد، حقيقة لا بد من التجند لها، كما أعاد الحدث إلى الأذهان مشاهد "الدم والدمار" التي صنعتها الجماعات الإرهابية في تسعينيات القرن العشرين.

"هوية" اللغم وتأكيد الرئيس

وبينما اختلفت القراءات والمعلومات حول "هوية" اللغم الذي انفجر خلال مرور مركبة مدنية تحمل مواطنين كانوا في رحلة صيد بغابات المنطقة، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وإصابة 3 آخرين بجروح، غير أن وصف الرئيس تبون للحادث بـ"عمل جبان وهمجي"، يجعله أعنف "اعتداء" دموي إرهابي خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع في بيان، أنه توفي خمسة مواطنين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر انفجار قنبلة تقليدية الصنع بمحافظة تبسة، على الحدود مع تونس، وأوضحت أن الحادثة وقعت عند مرور مركبة كان على متنها الضحايا، من دون تقديم تفاصيل حول الجهة التي زرعت اللغم، داعية "المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وتفادي التنقل في المسالك المشبوهة، والتي يعرفها سكان المنطقة".

الحادثة عشوائية؟

يرى أستاذ العلوم السياسية مبروك كاهي، أنه يجب الإشادة بعمل الأجهزة الأمنية في تقويض آفة الإرهاب، من تحييده عن المدن الكبرى ثم القرى، ومحاصرته في الغابات الجبلية والوديان المعزولة.

وقال إن زرع الألغام التقليدية، دليل على يأس الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أنه في ظل استمرار الآفة على رغم الحد من خطورتها، يبقى حصد الأرواح للأسف يتواصل، مستبعداً أن تكون الحادثة مدروسة، بل عشوائية، كما أن اللغم ليس من بقايا التسعينيات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل كاهي، أن الحديث عن وجود إرهابيين على الحدود مع تونس بالشكل الأيديولوجي السابق، غير صحيح، مشدداً على أنهم من بقايا الجماعات الإرهابية الحالية، تحركهم أجندات أجنبية لزعزعة استقرار الدولة أو الضغط عليها، وهي جماعات وظيفية لا تملك أي قاعدة أيديولوجية.

تحديات "عظيمة وخطيرة"

قبل الحادثة بساعات، حذّر قائد أركان الجيش سعيد شنقريحة، من تحديات "عظيمة وخطيرة" تعترض الجزائر حالياً.

وقال إن "قدر الجزائر كان على مر التاريخ ولا يزال، مواجهة التحديات والانتصار عليها"، مضيفاً أنه "على يقين تام بأن الجيش يملك من التجارب والخبرات التي اكتسبها في صراعه المرير مع الإرهاب الهمجي، ومختلف الدروس القاسية التي مر بها وتكيفه الإيجابي مع مستجدات العصر العلمية والتكنولوجية، ما يجعله قادراً على مواجهة التحديات الإرهابية.

وعلى الرغم من النجاحات المسجلة في مجال محاربة بقايا الإرهاب، بدليل حصيلة عام 2020 التي كشفت عن تحييد 37 إرهابياً، قتل من بينهم 21، واعتقال 9، وسلم 7 آخرون أنفسهم، فضلاً عن القبض على 108 من عناصر الدعم والإسناد لهذه الجماعات المسلحة، غير أن النشاط الإرهابي يتصاعد، حيث تم القضاء على 6 إرهابيين في اشتباك مسلح مع جماعة إرهابية على بعد 70 كلم عن الجزائر العاصمة، في اليوم الثاني من السنة الجديدة، الأمر الذي جعل تحذيرات السلطات من انعكاسات الأوضاع المتوترة بدول الجوار على البلاد، ومن أطراف أجنبية تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، تؤخذ على محمل الجد.

الدبلوماسية المبادرة

ويتابع كاهي، حول تحذيرات قائد أركان الجيش، سعيد شنقريحة، من تحديات وتهديدات عظيمة وخطيرة، أنه "يجب علينا ألا ننسى أننا نجاور منطقة الصحراء الغربية والحرب الدائرة بين المغرب وجبهة البوليساريو"، إضافة إلى احتمال انسحاب فرنسا من منطقة الساحل، وما يتركه من فراغات ستستغله الجماعات الإرهابية، والأوضاع في ليبيا التي قد تتحرك مجدداً، وأخيراً اتضاح رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن، التي ستكون بترميم صورة أميركا من الداخل وترك العالم ينظم نفسه بنفسه.

وشدد على أن التحديات التي تنتظر الجزائر، تستدعي تحصين الجبهة الداخلية واستكمال البناء المؤسساتي حيث أن هناك هيئات من دون رئيس مثل مجلس الأمة "الغرفة العليا"، والمجلس الدستوري، ومن ثم تقوية الاقتصاد، ما يسمح لمؤسسة الجيش بالتفرغ لمهامها الحقيقية.

ويضيف أستاذ العلوم السياسية "لا يجب أن يقتصر حل ملف الصحراء الغربية على الدعم السياسي فحسب، بل يجب أن ينتقل إلى دعم عسكري حقيقي، مع إعادة طرح حل المشكلة بإقحام إسبانيا باعتبارها المتسبب الأول للنزاع بين المغرب والبوليساريو، واستعادة مبادرة "دول الميدان" في الساحل مع طرح مستشارين عسكريين جزائريين على الأرض لمساعدة دول الجوار في مكافحة الإرهاب، ونقل الأزمة الليبية إلى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي لإيجاد حل حقيقي وملزم".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي