Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشرطة البريطانية تعتذر من امرأتين عاقبتهما لخروجهما للمشي

يتذرّع منتهكو قواعد الإغلاق بحجج غريبة كالقيام "برحلة لزيارة ملاعب كرة القدم الـ 92 في البلاد"

شخصان يمشيان في لندن في ظلّ إجراءات العزل المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا (ا ف ب)

اعتذرت شرطة مقاطعة ديربيشاير، الواقعة في شرق ميدلاندز في إنجلترا، من امرأتين فرضت على كل منهما غرامة بقيمة 200 جنيه إسترليني (نحو 270 دولاراً)، لقيادتهما سيارتيهما لنحو ثمانية كيلومترات بهدف المشي في محمية طبيعية، وألغت العقوبتين بحقهما.

واعتبرت الشرطة، أن قيادة السيارة بهدف ممارسة الرياضة "يخالف روحية" الإغلاق المفروض حالياً في إنجلترا لمكافحة تفشي فيروس كورونا. وطوّقت سيارتي جيسيكا ألين وإليزا مور اللتين توجّهتا، بعد ظهر الأربعاء، إلى محمية "فورمارك ريزيرفوار" للمشي فيها، واستجوبتهما وفرضت عليهما الغرامة المنصوص عليها لمخالفي إجراءات العزل، كما أبلغتهما أن المشروبات الساخنة التي كانت بحوزتهما غير مسموح بها لأنها تندرج ضمن أغراض "النزهة" (picnic).

توضيح فاعتذار

وفي ضوء الجدل الذي أثارته هذه الحادثة، أوضح مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في بريطانيا كيفية "استجابة الشرطة في ما يتعلّق بالسفر والتمارين الرياضية"، قائلاً إن "إجراءات مكافحة كوفيد-19 التي يطبّقها عناصر الشرطة وتسمح لهم بإصدار إشعارات غرامة ثابتة (FPNs) عند رصد الانتهاكات، لا تقيّد المسافة المقطوعة لممارسة الرياضة".

وبناءً عليه، أعلنت رئيسة شرطة ديربيشاير، راشيل سوان، أن "الغرامات سُحبت وأبلغنا الامرأتين بذلك مباشرة، معتذرين عن أي قلق سبّبناه". وأكّدت ألين ومور، في بيان، تلقيهما اتصال الشرطة واعتذارها وإلغاء الغرامات.

وتشهد بريطانيا حالياً أعداداً قياسية للإصابات والوفيات، سببها بحسب الخبراء والمسؤولين، السلالة الجديدة المتحوّرة من كورونا الأكثر قدرة على التفشي. وتخطى إجمالي الإصابات، الثلاثة ملايين و118 ألفاً، والوفيات الـ 81900. ومع ازدياد الضغوط على قطاع الصحة العامة، وسط تحذيرات من نقص في الأسرّة الشاغرة في أقسام العناية المشدّدة، فرضت السلطات إغلاقاً عاماً ثالثاً حتى منتصف فبراير (شباط) على أقل تقدير، وسط توقّعات بتمديد آجال القيود المفروضة.

حجج المخالفين

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبذل القوى الأمنية جهداً كبيراً لرصد انتهاكات قواعد الإغلاق. وفي هذا السياق، جمع موقع قناة "سكاي نيوز" البريطانية أبرز الحجج التي استخدمها مخالفو إجراءات العزل، استناداً إلى تغريدات لأقسام الشرطة في مناطق بريطانية مختلفة.  

فبحسب الإرشادات المنشورة على الموقع الإلكتروني للحكومة، "البقاء محلياً يعني البقاء في القرية أو البلدة أو في جزء من المدينة التي تعيش فيها"، وهي عبارة تحمل التأويل وفسّرها المخالفون وفق ما يناسبهم.

فأحد منتهكي قواعد العزل، قاد سيارته من ستافوردشاير في غرب ميدلاندز إلى بلدة بريستاتين في ويلز، بحجة "الذهاب إلى البحر". وخمسة أشخاص آخرين، بينهم أربعة مراهقين، أوقفتهم الشرطة وهم في طريقهم من تشيشير بإنجلترا إلى منطقة سنودونيا في شمال ويلز، لـ"يتسلقوا جبل تريفان بالظلمة". كما أوقفت الشرطة رجلاً قال إنه يقوم برحلة لزيارة ملاعب كرة القدم الـ 92 في البلاد، فيما ادعى مخالفون آخرون إنهم يتجهون إلى موقع مطلّ "لتناول القهوة ورقائق البطاطس".

حملة التلقيح

وسعياً إلى احتواء الوباء والسلالة المتحوّرة للفيروس، تقود الحكومة حملة تلقيح واسعة النطاق، بعدما أعطت السلطات البريطانية موافقتها على استخدام لقاحات "فايزر- بيونتيك" و"أكسفورد- أسترازينيكا" و"موديرنا"، واستقدمت خبراء لوجستيين عسكريين للمساعدة في تحقيق الهدف المحدّد للحملة بإعطاء مليوني جرعة لقاح أسبوعياً.

على هذا الصعيد، فُتحت في إنجلترا، الإثنين 11 يناير (كانون الثاني)، سبعة مراكز كبرى جديدة للتلقيح، تضمّ ملاعب كرة قدم وميداناً لسباق الخيل، تتوزّع على مدن عدة، بينها بيرستول ولندن ونيوكاسل ومانشستر.

وأعلنت إدارة قطاع الصحة العامة في إنجلترا أن الآلاف سيتمّ تلقيحهم أسبوعياً في هذه المراكز، مشيرةً إلى قرب افتتاح، أخرى.

ومن المقرّر أن تبدأ المستشفيات والصيدليات في تقديم اللقاح في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، وتأمل الحكومة في أن تتوافر الجرعات لـ 12 مليوناً من سكان البلاد البالغ عددهم 56 مليوناً، بحلول منتصف فبراير. وتمّ رصد ثلاثة ملايين جرعة لقاح إضافية للفترة نفسها في ويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية.

تحذير من "ثقة زائفة"

تبقى الأولوية في حملات التلقيح للمسنين، ونزلاء دور الرعاية والعاملين فيها، والذين يعانون مشاكل صحية حادة، كما وأفراد طواقم الرعاية الصحية والاجتماعية.

وحتى الآن، تم تلقيح نحو 2.4 مليون شخص في المملكة المتحدة منذ إطلاق الحملة ضد كورونا بلقاح "فايزر- بيونتيك" في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، وفق ما أعلن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، خلال زيارة أجراها إلى بريستول.

وقال جونسون إن 40 في المئة من هؤلاء، تتخطى أعمارهم الـ 80، ونحو ربعهم من نزلاء دور الرعاية، واصفاً الحملة بأنها "سباق مع الوقت" مع تسارع وتيرة الإصابات بالسلالة المتحوّرة.

لكنه، حذّر ممّا سماه "ثقة وتراخ زائفين" بسبب حملة التلقيح، قائلاً إن بريطانيا تمرّ في فترة "بالغة الخطورة"، داعياً إلى "أقصى الحيطة" و"التقيّد بالتدابير".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات