Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شينكر يؤكد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء

منطلق لتفعيل أنشطة اقتصادية واستثمارات واشنطن في الأقاليم الجنوبية للبلاد

مساعد وزير الخارجية الاميركي ووزير الخارجية المغربي (موقع وزارة الخارجية المغربية)

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ديفيد شينكر، أن إعلان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، واستئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، من أهم التطورات التي حصلت على مدى قرنين من الصداقة بين واشنطن والمغرب.

انتصار مغربي ضد الجزائر؟

الزيارة التي يقوم بها شينكر إلى المنطقة، استهلها بالجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو التي تتنازع السيادة على الصحراء مع المغرب منذ عام 1975، بالتالي تعتبر الرباط، الجزائر طرفاً في النزاع باستضافة الجبهة على أراضيها ودعمها المادي والسياسي والعسكري، إلى ان تسببت قضية الصحراء باندلاع عداوة بين نظامي الحكم في البلدين، وأثّر ذلك بشكل سلبي في علاقاتهما الرسمية.

بالتالي شكلت تصريحات شينكر خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الجزائري، انتصاراً بالنسبة إلى الرباط وحرجاً للجزائر، حيث أكد المسؤول الأميركي ضرورة جعل المفاوضات حول قضية الصحراء ضمن إطار مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.

واعتبر أنه "بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وحدها المفاوضات السياسية بين المغرب والبوليساريو، في إطار المخطط المغربي للحكم الذاتي، كفيلة بأن تقود إلى تسوية قضية الصحراء"، موضحاً أنه حان الوقت للسير باتجاه حلول شجاعة بعد فشل المساعي السابقة لحل نزاع الصحراء.

زيارة تاريخية

في المقابل، تعتبر المملكة أن زيارة وفد رسمي أميركي إلى الجنوب المغربي (منطقة الصحراء) تأكيد لسيادتها على الصحراء، بخاصة كونها المرة الأولى التي يزور فيها مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون أميركيون الجنوب المغربي.

وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن "اليوم مهم جداً، نظراً إلى الزيارة الرسمية الأولى من نوعها لوفد حكومي للأقاليم الصحراوية المغربية، إضافة إلى كونه منطلقاً لتفعيل أنشطة اقتصادية واستثمارات أميركية في الأقاليم الجنوبية المغربية".

تطور كبير في العلاقات

من جهة ثانية، شكّل إعلان ترمب عن سيادة المغرب على منطقة الصحراء تطوراً إيجابياً في تعميق العلاقات القوية بين البلدين، حيث سارعت واشنطن إلى الشروع في تطبيق التزاماتها تجاه المملكة، خلال الأيام الأخيرة لترمب في البيت الأبيض، وأهم ما حصل، فتح قنصلية أميركية عن بعد في مدينة الداخلة، في انتظار إيجاد مبنى مناسباً لإقامة قنصلية فعلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر شينكر خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدينة الداخلة (بمنطقة الصحراء) مع وزير الخارجية المغربي، وحضور السفير الأميركي في البلاد ديفيد فيشر، أن المملكة شريك محوري للاستقرار الإقليمي في المنطقة، مضيفاً أنه البلد الوحيد في أفريقيا الذي تجمعه اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة.

وأشار بوريطة إلى التطور الكبير للعلاقات المغربية الأميركية، بعد شهر من الاتصال الهاتفي التاريخي بين العاهل المغربي والرئيس ترمب، الذي يعتبر، جزءًا من مسلسل التطورات في علاقات البلدين، للوصول إلى الإعلان المهم للإدارة الأميركية عن سيادة المغرب على منطقة الصحراء، موضحاً أن فتح قنصلية أميركية في الصحراء تأتي في سياق ذلك الإعلان وتؤكد مغربيتها.

وأكد بوريطة أن الاتفاق بدأ تنفيذه على أرض الواقع عبر اعتماد واشنطن لخريطة جديدة للمغرب تضم منطقة الصحراء، إضافة إلى اجتماع تلك الإدارة مع ممثلي دول عدة لشرح الموقف المغربي من قضية الصحراء، وتكثيف مجال اتفاق التبادل الحر بين البلدين ليضمن للمنتجات الصحراوية الوصول إلى السوق الأميركية.

توالي إنشاء القنصليات

في المقابل، شهدت الأقاليم الجنوبية للمغرب استضافة قنصليات لدول عربية وأجنبية عدة، مبرزةً بذلك دعمها لسيادة المغرب على الإقليم، وحُدّد مبنى لاحتضان القنصلية الأميركية في انتظار تأكيد خبراء مطابقته للمواصفات المطلوبة.  

في سياق متصل، أوضح وزير الخارجية المغربي أن "القنصلية الأميركية هي رقم 20 التي تفتتح في مدينتي العيون والداخلة، ولولا فيروس كورونا والعراقيل المرتبطة بالوباء، لكان من الممكن أن تكون القنصلية رقم 30".

مدلول عملي

من جانبه، أكد المحلل السياسي رشيد لزرق أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وافتتاح قنصلية، يثبت هذا الاعتراف ويعطيه مدلولاً عملياً، لكون إنشاء قنصلية ما، بموجب القانون الدولي، تؤطره اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963 التي تكون بين الدول المستقلة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي