تساوى العامان 2020 و2016 في اعتبارهما الأشدّ منذ بدء عمليات تسجيل حرارة المناخ، بحسب بيانات صادرة أخيراً عن المؤسسة المعنية بمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
إذ بلغ متوسط درجات الحرارة في 2020 حوالى 1.25 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، وفق بيانات مؤسسة "كوبرنيكوس للتغير في المناخ".
بناء عليه، تكون السنوات الست الأشدّ حرارة في السجلات قد طرأت جميعها في الأعوام الستة الماضية، بحسب "كوبرنيكوس". ويعني ذلك أيضاً أنّ الفترة الممتدَّة بين 2011 و2020 شكلت العقد الأكثر ارتفاعاً فيها على الإطلاق.
كشفت بيانات المؤسسة نفسها أنّ 2020 شكلت السنة الأكثر حرارة على الإطلاق في أوروبا. وبلغت درجاتها على امتداد القارة في العام الماضي مستويات تفوق بحوالى 0.4 درجة مئوية ما سُجّل في 2019 الذي اعتبر وقته، العام الأشد حرارة.
في أوروبا أيضاً، تفوّق شتاء 2020، أي الفترة الممتدّة بين ديسمبر (كانون الأول) 2019 وفبراير (شباط) 2020، على مثيله السابق الأكثر حرارة الذي شهده 2016، بواقع 1.4 درجة مئوية، وفق تلك البيانات نفسها.
ووفق ماتياس بيتشكي، مدير برامج الاتحاد الأوروبي للأقمار الصناعية في المفوضية الأوروبية، "تُظهر لنا حوادث 2020 المناخية الاستثنائية والبيانات المستقاة من "وكالة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ"، أنّنا لا نملك من الوقت ما نضيّعه".
وأضاف، "حريّ بنا أن نتكاتف كمجتمع عالميّ، حرصاً على تحوّل عادل نحو مستقبل ينخفض فيه صافي الانبعاثات الكربونية المضرة إلى صفر. سيكون الأمر صعباً، بيد أنّ تكلفة التقاعس عن اتخاذ خطوات في هذا الشأن باهظة جداً".
واستنادا إلى البيانات، فإن بعض درجات الحرارة القصوى التي سجّلها 2020 كانت من نصيب المنطقة القطبية الشمالية. ووجد تحليل سريع نُشر العام الماضي أنّ موجات الحرّ الطويلة التي ضربت سيبيريا بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) تضاعفت 600 مرة في أقل تقدير، نتيجة تغيّر المناخ الناجم عن نشاطات الإنسان.
وتعد مؤسسة "كوبرنيكوس" إحدى المنظمات البحثية التي تتعقَّب التغيرات السنوية في درجات الحرارة العالمية. وكذلك يفعل "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة أيضاً. وتشير نتائجه الأولية إلى أنّ مجموعة البيانات الخاصة به ستضع 2020 في المرتبة الثالثة بين الأعوام الأكثر حرارة في تاريخ سجلات المناخ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن التباين البسيط في النتائج المتصلة بدرجات الحرارة الصادرة عن المنظمات البحثية المختلفة، مرده إلى الكيفية التي تتقصى بها تلك الجهات درجات الحرارة في المنطقة القطبية الشمالية، وفق تصريح سابق أدلى به زيك هاوسفاذر، عالم مناخ ومدير قسم "المناخ والطاقة" في "معهد بريكثرو" في كاليفورنيا الأميركية، إلى "اندبندنت".
وذكر هاوسفاذر أن "الاختلاف بين (نتائج) المنظمات يتعلّق غالباً بطريقة سد "الثغرات" في المنطقة القطبية الشمالية".
وثمة ثغرات تشوب معلوماتنا عن درجات الحرارة اليومية في بعض الأجزاء الأكثر بعداً في المحيط المتجمد الشمالي، من جراء عدم وجود محطات للأرصاد الجوية في تلك المواقع.
ووفق الدكتور هاوسفاذر، تحتسب المنظمات البحثية كـ"كوبرنيكوس" و"مكتب الأرصاد الجوية" تلك الدرجات عبر طرق متباينة بعض الشيء، ما يؤدي إلى فوارق ضئيلة في بياناتها الخاصة بدرجات الحرارة العالمية.
ويصح القول إنّ من المهم مراقبة التغيّرات من عام إلى آخر، بيد أن فهم التغيّرات الطويلة الأجل يبقى الشاغل الأكثر أهمية بالنسبة إلى علماء المناخ، وفق ما أوضح الدكتور هاوسفاذر.
وأضاف هاوسفاذر، "لقد بلغت درجات الحرارة المُسجّلة في السنوات الأخيرة المستويات نفسها تقريباً التي تنبأت بها نماذجنا المناخية قبل 30 عاماً. ويبدو واضحاً أنّ احترار المناخ يحصل فعلاً".
© The Independent