Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العالم يحبس أنفاسه خوفا على الديمقراطية الأميركية

اقتحام الكونغرس في واشنطن... بايدن مصدوم وترمب يرفض الهزيمة

في مشهد مضطرب هز عرش الديمقراطية الأميركية، اقتحم حشد من الموالين للرئيس دونالد ترمب مبنى الكابيتول هيل في العاصمة واشنطن، الأربعاء، ما أدى إلى رفع جلسة المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، وإيقاف فرز الأصوات الانتخابية، بعد إخلاء الشرطة مبنى الكونغرس وإجلاء أعضائه.

تظاهرة تحولت إلى أعمال شغب

وانطلقت شرارة الاحتجاجات المناهضة لنتيجة الانتخابات عقب دعوة الرئيس المنتهية ولايته ترمب، أنصاره إلى التوجه إلى العاصمة واشنطن، والمشاركة في مسيرة احتجاجية، بالتزامن مع الجلسة المشتركة التي يعقدها الكونغرس لاحتساب أصوات الولايات رسمياً.

ودعا ترمب مناصريه خلال التظاهرة، إلى التوجه نحو الكونغرس، قبل أن تتصاعد الأحداث هناك إثر اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول هيل. ما دفع الرئيس الأميركي إلى حض مواليه على التراجع والالتزام بالسلمية، ودعم الشرطة وقوات إنفاذ القانون، والعودة إلى منازلهم. لكنه، في الوقت نفسه، جدد ادعاءات التزوير الانتخابي، رافضاً فوز بايدن.

وقال الرئيس الجمهوري في مقطع مصور، قرر "تويتر" منع التفاعل معه بالإعجاب أو إعادة التغريد، إن "الانتخابات سُرقت منا، لكن عليكم الذهاب إلى منازلكم"، قبل أن يشدد على ضرورة الالتزام بالقانون والنظام، وإرساء السلام، مقدراً الألم الذي يشعر به أنصاره.

بايدن مصدوم

من جانبه، دعا بايدن، ترمب إلى الظهور على الهواء والمطالبة بإنهاء أنصاره حصار الكونغرس، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وندد بايدن، في خطاب ألقاه في ولاية ديلاوير استغرق نحو 10 دقائق، بـ"اعتداء غير مسبوق" على الديمقراطية الأميركية، مذكراً بأن المشاهد في مبنى الكونغرس تصل إلى حد التحريض وينبغي أن تتوقف فوراً.

وكان الرئيس المنتخب يخطط لإلقاء خطاب يركز على كيفية إنعاش الاقتصاد وتقديم الإغاثة المالية لأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يعانون من جائحة كورونا. لكن، قبل وقت قصير من بدء خطابه، اقتحم المتظاهرون مبنى الكابيتول.

وفي محاولة لإظهار الهدوء، والتأكيد أن بلداً منقسماً لا يزال بإمكانه أن يرى نور الوحدة، عاد بايدن إلى الموضوعات التي كانت محور حملته الرئاسية، وعلى رأسها إيجاد أرضية سياسية مشتركة، متعهداً بأن يكون رئيساً لجميع الأميركيين، حتى أولئك الذين لم يصوتوا له.

وأكد أن الأحداث في الكابيتول "لا تعكس أميركا الحقيقية"، مشدداً على ضرورة العودة إلى سياسة تدور حول حل المشاكل بشكل جماعي، وليس تأجيج نيران الكراهية والفوضى. وأضاف "عمل اللحظة، والسنوات الأربع المقبلة، يجب أن يكون استعادة الديمقراطية والشرف والاحترام وسيادة القانون".

بوش يستنكر

من جانبه، استنكر الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأميركي، ووصفها بـ"المقززة"، مستنكراً عدم الاحترام الذي يظهر اليوم للمؤسسات والتقاليد الأميركية.

وذكر بوش، في بيان، أنه والسيدة الأولى السابقة لورا بوش يتابعان "مشاهد الفوضى في مقر حكومة أمتنا في حالة من عدم التصديق والفزع". ومن دون أن يذكر أي شخص بالاسم، قال إنه "مرعوب" من سلوك "بعض القادة السياسيين".

واعتبر بوش أن ما حصل في الكابيتول هو الطريقة التي يتم من خلالها حل الخلافات في إحدى "جمهوريات الموز، وليس في الجمهورية الديمقراطية الأميركية". وخاطب "من خاب أملهم في نتائج الانتخابات"، بالقول "بلدنا أهم من سياسة اللحظة. فليؤد المسؤولون المنتخبون من قبل الشعب واجباتهم ويمثلوا أصواتنا بسلام وأمان".

بنس يتخلى عن الرئيس

وعول ترمب على نائبه مايك بنس، لقلب نتيجة الانتخابات لمصلحته، من خلال رفض المصادقة على فوز غريمه الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، باعتباره رئيس الجلسة المشتركة. وخاطب أنصاره المتحمسين المتجمعين أمام البيت الأبيض قائلاً "في حال قام مايك بنس بالأمر الصحيح سنفوز بالانتخابات. وهو يملك الحق المطلق في ذلك. وإن لم يفعل فسيكون ذلك يوماً مؤسفاً لبلادنا".

إلا أن نائب الرئيس، استبق الجلسة التاريخية برسالة قال فيها إنه لن يعارض المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات بسبب القيود التي يفرضها الدستور. وأشار إلى أن دوره يقتصر على فتح شهادات التصويت الانتخابية، ولا يحق الاعتراض على النتائج إلا لأعضاء الكونغرس، منعاً لتضارب المصالح.

وبعد إعلان بنس أنه لن يوقف مصادقة الكونغرس على فوز بايدن، كتب ترمب في تغريدة، "لم يتمتع مايك بنس بالشجاعة للقيام بما يجب فعله لحماية بلدنا ودستورنا". وأضاف أن "الولايات المتحدة الأميركية تطالب بالحقيقة".

أعضاء بالكونغرس ينددون

كذلك، ندد عدد من أعضاء الكونغرس بما وصفوه بـ"محاولة انقلاب" يقودها أنصار ترمب تمكنوا من اقتحام مبنى الكابيتول، محذرين من أن هذا التحرك مكتوب له الفشل.

وكتب النائب الديمقراطي وليام باسكريل في تغريدة، "نشهد محاولة انقلاب بتشجيع من مجرم البيت الأبيض. لكن المحاولة محكوم عليها بالفشل". فيما قالت النائبة ديانا ديغيتي "هذه ليست تظاهرة، إنها محاولة انقلاب"، منددة "بالفوضى التي خطط لها رئيسنا".

حظر تجوال في واشنطن

وشهد مبنى الكابيتول في واشنطن مواجهات بين الشرطة وأنصار ترمب، توفيت على إثرها امرأة متأثرة بجروحها، وفقاً لوسائل إعلام أميركية. وقالت المتحدثة باسم الشرطة ألينا غيرتس إن الجريحة توفيت، في حين اكتفى قائد شرطة العاصمة الفيدرالية روبرت كونتي بالقول خلال مؤتمر صحافي إن "تحقيقاً فُتح لتحديد ملابسات إصابة المرأة بالرصاص".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووسط حالة انقسام عميقة، فرضت رئيسة بلدية واشنطن موريال بوزر حظراً للتجوال، الأربعاء، يشمل كامل المدينة، إثر تجاوز متظاهرين داعمين للرئيس ترمب حواجز الأمن في مبنى الكابيتول.

وبدأ سريان الحظر عند الساعة السادسة مساءً، وجاء القرار بعد ما تقدم آلاف المتظاهرين نحو مقر الكونغرس. ما أجبر المشرعين على تعليق جلسة المصادقة. ويتواصل حظر التجوال حتى الساعة السادسة من صباح الخميس.

وفي هذا الإطار، دعا بنس "إلى وقف العنف فوراً" في مقر الكونغرس. وأضاف "يجب على كل شخص معني احترام عناصر إنفاذ القانون ومغادرة المبنى على الفور"، مؤكداً أن "الاحتجاج السلمي هو حق لكل أميركي، لكن هذا الهجوم على مبنى الكابيتول لن يتم التسامح معه وستتم ملاحقة المتورطين فيه قضائياً إلى الحد الأقصى الذي يسمح به القانون".

العالم يتابع بقلق

وندد العديد من حلفاء الولايات المتحدة الغربيين باقتحام متظاهرين من أنصار الرئيس ترمب مقر الكونغرس في واشنطن، داعين إلى احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن.

وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن "صدمته"، لاقتحام متظاهرين من أنصار ترمب مقر الكونغرس، داعياً في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر"، إلى احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما حصل في الكابيتول بـ"المشاهد المخزية"، مطالباً بنقل السلطة سلمياً إلى بايدن. وكتب على "تويتر" "الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ومن المهم الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة".

وشدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على احترام نتائج انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) بالكامل، واعتبر في تغريدة، ما حصل في الكابيتول، "اعتداءً على الديمقراطية الأميركية، وهجوماً غير مسبوق عليها وعلى مؤسساتها وعلى سيادة القانون".

بدوره وصف رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي ما شهده الكابيتول بأنه "مقلق للغاية"، داعياً إلى "احترام الأصوات الانتخابية الديمقراطية".

وغرد رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن بأن "الشعب الإيرلندي تربطه علاقة عميقة بالولايات المتحدة توطدت على مدى أجيال عدة. وأنا أعلم أن كثيرين مثلي، يتابعون المشاهد التي تتوالى في واشنطن بقلق وفزع كبيرين".

أما في برلين، فدعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترمب إلى "التوقف عن الدوس على الديمقراطية". وكتب ماس على "تويتر" "على ترمب وأنصاره أن يقبلوا في نهاية المطاف بقرار الناخبين الأميركيين، وأن يتوقفوا عن الدوس على الديمقراطية". أضاف "أعداء الديمقراطية سيسعدون برؤية هذه الصور المروعة من واشنطن"، محذراً من أن "الخطاب التحريضي يتحول إلى أعمال عنف".

وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دخول أنصار ترمب مبنى الكابيتول "مساً خطيراً بالديمقراطية"، مشدداً على "وجوب احترام رغبة الشعب الأميركي".

المزيد من دوليات