أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الاثنين في الرابع من يناير (كانون الثاني)، بدء إجراءات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأة فوردو، في خطوة وصفتها واشنطن بـ"الابتزاز النووي" واعتبرها الاتحاد الأوروبي "مخالفة كبيرة" للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وسيكون لها "تبعات خطيرة على حظر انتشار" الأسلحة النووية.
وقال متحدث باسم وزارة باسم الخارجية الأميركية، شريطة عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "رويترز"، إن "تخصيب إيران لليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة في فوردو محاولة واضحة لتعزيز حملتها للابتزاز النووي، وهي محاولة مآلها الفشل المستمر".
وأكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الجبلي إلى درجة نقاء تبلغ 20 في المئة.
وقالت الوكالة في بيان بشأن تقرير أُرسل إلى الدول الأعضاء فيها بعد ظهر اليوم الاثنين، "إيران بدأت اليوم ضخّ اليورانيوم-235 المخصّب بالفعل حتى 4.1 في المئة في ست مجموعات من أجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم من أجل رفع مستوى التخصيب إلى 20 في المئة".
ويعدّ هذا الإجراء الأحدث والأكثر أهمية في سلسلة خطوات اتخذتها طهران، وتراجعت من خلالها عن معظم التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، وذلك في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده بشكل أحادي منه في عام 2018.
وقال ربيعي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، "إجراءات إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 20 في المئة بدأت في منشأة فوردو" المقامة تحت الأرض، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك المحدّدة بموجب الاتفاق النووي، والتي لا تتعدّى نسبة 4.5 في المئة.
وأضاف، "أعطى الرئيس (حسن روحاني) في الأيام الماضية أمر بدء التخصيب بنسبة 20 في المئة، وقبل ساعات، وبعد اتخاذ الإجراءات التمهيدية مثل إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية (...)، بدأ ضخّ الغاز (في أجهزة الطرد المركزي)". وأشار إلى أنه "خلال ساعات قليلة"، سيتمّ إنتاج أولى الكميات من اليورانيوم المخصّب بهذه النسبة.
"مخالفة خطيرة"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعليقاً على الإجراء الإيراني، رأى الاتحاد الأوروبي أنه يعتبر "مخالفة كبيرة" لاتفاق فيينا النووي، وستكون له "تبعات خطيرة على حظر انتشار" الأسلحة النووية.
وقال ناطق باسم المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر صحافي يومي، إن بروكسل تنتظر إحاطة من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال النهار قبل أن تقرّر أي تحرّك محتمل.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بدوره الاثنين، إن خطوة إيران هذه تهدف إلى تطوير أسلحة نووية، وإن بلاده لن تسمح أبداً لطهران بتطوير مثل تلك الأسلحة.
وأضاف نتنياهو في بيان، إنه لا يمكن تفسير قرار إيران المتعلّق بالتخصيب سوى أنه محاولة "لمواصلة تنفيذ نيتها تطوير برنامج أسلحة نووية". وتابع قائلاً، "لن تسمح إسرائيل أبداً لإيران بإنتاج أسلحة نووية".
تبليغ الوكالة الذرية الدولية
ويأتي الإعلان بعد أيام من تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرّها فيينا، أنها تبلّغت من إيران عزمها رفع نسبة التخصيب إلى 20 في المئة في منشأة فوردو جنوب طهران.
ويتماشى الإجراء مع قرار اتخذه مجلس الشورى الإيراني قبل أسابيع، يطلب فيه من الحكومة "إنتاج وتخزين 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة سنوياً"، لصالح "الحاجات السلمية للصناعة الوطنية".
وصدر هذا القرار بعد أيام من اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، في عملية اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفها.
وأبدت الحكومة عدم تأييدها لقانون المجلس، لكنها أكدت أنها ستلتزم به. ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون عن ربيعي، الاثنين، قوله إن الموقف حيال القانون كان واضحاً، "لكن الحكومة تعتبر نفسها ملزمةً بتطبيق القانون".
وهذه التحركات من إيران قد تعرقل محاولات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي من المرتقب أن يتولى السلطة في 20 يناير، معاودة الانضمام إلى الاتفاق، الذي كان يهدف بشكل رئيسي لتمديد الوقت الذي ستحتاجه طهران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، إذا اختارت ذلك، إلى عام على الأقل بدلاً من شهرين أو ثلاثة أشهر تقريباً.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت في تقرير لها نشرته في نوفمبر (تشرين الثاني)، بأن إيران تقوم بعمليات تخصيب تتخطى النسبة المنصوص عليها في الاتفاق النووي والمحدّدة بـ3.67 في المئة، ولا تتعدّى نسبة 4.5 في المئة، مع مواصلة إيران التقيّد بنظام التفتيش الصارم الذي تجريه الوكالة على منشآتها.