Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاز إيران للناقلة الكورية الجنوبية يرفع منسوب التوتر في الخليج

اقتيدت إلى مرفأ بندر عباس وسيول تطالب بالإفراج عنها وواشنطن تتهم طهران بتهديد حرية الملاحة

الحرس الثوري الإيراني يحتجز السفينة الكورية الجنوبية (وكالة تسنيم/أ ف ب)

احتجزت بحرية الحرس الثوري الإيراني، الاثنين في الرابع من يناير (كانون الثاني)، ناقلة نفط تحمل علم كوريا الجنوبية "لتلويثها مياه الخليج بالكيماويات"، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، أن سفينة كورية أوقفت في مياه الخليج "من قبل بحرية الحرس الثوري، ونُقلت إلى مرافئ بلادنا"، مضيفة أن "ناقلة النفط هذه ترفع علم كوريا الجنوبية، وأوقفت بسبب تلوّث نفطي وأضرار بيئية".

وأفادت وكالة يونهاب للأنباء أن وزيرة خارجية كوريا الجنوبية قالت اليوم الثلاثاء إنها تبذل جهوداً دبلوماسية لتحرير ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية وتحتجزها إيران.

وقالت وزيرة الخارجية كانغ -كيونغ-وا إنها ردت على نظرائها في إيران الاثنين وإن الوزارة تجري الآن محادثات مع دبلوماسيين في طهران وسيول لحل المشكلة.

في المقابل، طالبت وزارة الخارجية الأميركية طهران بالإفراج الفوري عن الناقلة، واتهمتها بتهديد حرية الملاحة في إطار محاولة ابتزاز لتخفيف العقوبات الاقتصادية عليها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، طلب عدم نشر اسمه، لوكالة "رويترز"، "يواصل النظام (الإيراني) تهديد الحقوق والحريات الملاحية في منطقة الخليج كجزء من محاولة واضحة لابتزاز المجتمع الدولي للتخفيف من ضغط العقوبات. ننضم لدعوة جمهورية كوريا لإيران للإفراج فوراً عن الناقلة".

من جانبه، أعلن مسؤول في سيول أن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية تراجع ما إذا كان دبلوماسي كبير سيزور طهران يوم الأحد كما هو مزمع.

ونقل التلفزيون الإيراني عن مسؤول بحكومة طهران قوله إن تشوي جونغ-كون نائب وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية من المقرر أن يناقش طلب إيران بأن تفرج كوريا الجنوبية عن أرصدة تبلغ سبعة مليارات دولار مجمدة في بنوكها.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية في سيول لـ "رويترز"، "الخطة غير واضحة حتى الآن" فيما يتعلق بزيارة تشوي.

اقتيادها إلى المياه الإيرانية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قالت من جهتها إن "واقعة" بين السلطات الإيرانية وسفينة تجارية عند مضيق هرمز، أدّت إلى تغيير السفينة لمسارها ودخولها المياه الإقليمية الإيرانية.

ولم يفصح موقع هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تفاصيل أخرى. وبحسب شركة الأمن البحري البريطانية "أمبري" Ambrey، تحمل السفينة اسم HANKUK CHEMI، واقتيدت بعد احتجازها إلى مرفأ بندر عباس.

وقالت "أمبري" إن السفينة المملوكة من DM Shipping Co، كانت أبحرت قبل احتجازها من ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل في السعودية، فيما أوضحت شركة الأمن البحرية "درياد غلوبال" Dryad Global، أنها كانت في طريقها إلى الفجيرة في الإمارات.

تحرك كوري

وطالبت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزها الحرس الثوري. وجاء في بيان أن "وزارة الخارجية تطالب بالإفراج سريعا عن السفينة"، مشيرة إلى أنها تحققت من سلامة أفراد طاقمها.

وأرسلت سيول وحدة لمكافحة القرصنة إلى الخليج فور احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط، على ما أفادت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الإثنين.

تبرير إيراني

وقد شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الإثنين على أن احتجاز بحرية الحرس الثوري لناقلة نفط كورية جنوبية تم في "إطار القانون".

وقال خطيب زاده في بيان "بحسب التقارير الأولية التي تلقيناها من السلطات المحلية، الموضوع هو تقني وتم توجيه السفينة نحو الشواطئ بأمر من المحكمة بسبب تلويث البحر"، مضيفا "الجمهورية الإسلامية في إيران، كما في الدول الأخرى، حساسة حيال هذه المخالفات لا سيما لجهة تلويث البيئة البحرية، وبالتالي تواجه (هذه الأمور) في إطار القانون".

ودائع إيرانية مجمدة في كوريا

وسيطر الحرس الثوري على السفينة بالتزامن مع زيارة وكيل خارجية كوريا الجنوبية إلى طهران للتفاوض حول الودائع الإيرانية المجمدة. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أعلن عن الزيارة الإثنين الماضي.

وذكر خطيب زادة أن موضوع رفع الحظر عن الأموال المجمدة لدى كوريا الجنوبية يسير ببطء. مؤكداً، "لسنا راضين من التطورات التي شهدناها خلال الفترة الماضية".

وفي وقت سابق، قال محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، "لدينا ودائع تبلغ 7 مليارات دولار، ولا يسمحون لنا بنقلها، ولم يخصصوا لها أرباحاً بل يأخذوا منا نفقات".

وكانت كوريا الجنوبية جمدت الودائع الإيرانية بعد إعلان الحظر الأميركي، ولا يحق لإيران التحكم بها إلا في شراء سلع لأهداف إنسانية.

وأوردت وسائل الإعلام الإيرانية خلال الأيام الماضية تقارير عن خوض مفاوضات مع كوريا الجنوبية لشراء لقاح كورونا بالأموال المجمدة.

التوتر في الخليج

ويأتي احتجاز السفينة الكورية الجنوبية على وقع التوتّر المتصاعد بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها في الخليج وإسرائيل من جهة أخرى، وذلك مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.

وفي الأيام والأسابيع المنصرمة، تبادل مسؤولون إيرانيون وأميركيون وإسرائيليون تحذيرات من اندلاع مواجهات عسكرية في المنطقة، لا سيما بعد استهداف صاروخي للسفارة الأميركية في بغداد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتهمت واشنطن فصائل عراقية قريبة من طهران بالوقوف خلفه، وحمّل ترمب إثره طهران مسؤولية مقتل أي أميركي بالعراق.

وفي وقت سابق السبت، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ترمب إلى تجنّب "فخ" إسرائيلي مزعوم لإشعال الحرب بشنّ هجمات على القوات الأميركية في العراق، لكن إسرائيل نفت الاتهامات. 

حاملة الطائرات الأميركية

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قررت إبقاء حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في الخليج بدلاً من إعادتها إلى الولايات المتحدة، متحدثة عن "تهديدات" أطلقتها إيران ضد الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين الأميركيين.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالإنابة كريستوفر ميلر في بيان نشر مساء الأحد "بسبب التهديدات الأخيرة التي وجهها مسؤولون إيرانيون للرئيس دونالد ترامب ومسؤولين حكوميين أميركيين آخرين، أمرت حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة انتشارها".

وأضاف أن حاملة الطائرات "ستبقى الآن في موقعها" في الخليج، مضيفا أنه "لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزيمة الولايات المتحدة الأميركية".

وأعلن ميلر وفقًا لبيان صدر في 31 كانون الأول (ديسمبر) أنه تقرر إعادة حاملة الطائرات على أن تتوجه "مباشرة" إلى الولايات المتحدة.

وبدت تلك الخطوة بمثابة إشارة "تهدئة" موجهة إلى طهران لتجنب النزاع، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين.

تقوم نيميتز بدوريات في مياه الخليج منذ أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) لحماية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

وفي حين لم يحدد ميلر طبيعة التهديدات التي يتحدث عنها، فإن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مرتفع بشكل خاص بسبب حملة "الضغوط القصوى" التي شنتها إدارة ترمب ضد طهران.

تم إحياء الذكرى الأولى لاغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس الأحد عبر تنظيم احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في بغداد جمعت آلافا من أنصار الحشد الشعبي الموالي لإيران.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار