Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاقات ماي وكوربين السريّة تفوح منها رائحة مؤامرة من المؤسّسة السياسيّة

من دواعي سرور الزعيمين تسهيل بريكست. وهناك خطر كبير بخيانة الطبقة العاملة

هل هناك خيوط تنسج في الخفاء بين حزبي المحافظين والعمال، كي تأسر بريطانيا في البريكست؟ (موقع "بوليتيكو.كوم")

كان من المفترض أن يعلّق البرلمان جلساته ويذهب إلى عطلة عيد الفصح منذ  الرابع من ابريل (نيسان) 2019، فيما تبدأ في التاسع من الشهر نفسه عطلة عيد الفصح المدرسيّة في دائرتي الانتخابيّة.  أتفهم أن خبر تأجيل العطلة لا يُسعد موظفي البرلمان، وهو أمر مفهوم تماماً.  وكنتيجة لفوضى بريكست نواصل عملنا هذا الأسبوع، على الرغم من كل التحديات التي يطرحها ذلك على أولياء الأمور الذين يعملون في البرلمان والذين يتوجب عليهم الآن بشكل غير متوقع، وفي وقت قصير، إيجاد الرعاية لأطفالهم.

هناك الآن تبرّم شديد إزاء هذا المسلسل التمثيلي بأكمله، وهو أمر خطير لأن الموضوع الذي نتعامل معه يمثل تهديداً مباشراً لوظائف وسبل عيش الناس في كل دائرة انتخابيّة. هناك خطر من تمريره لمحض الإرهاق المرافق لهذه العملية، بغض النظر عن آثاره التي قد تكون فظيعة.

تخوض الأحزاب الراسخة حاليّاً محادثات لمحاولة التوافق على طريقة للمضي قدماً. وتلتزم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ومعها زعيم المعارضة، جيريمي كوربين، بتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين أن أولئك الملتزمون صدقاً بإحالة هذه المسألة مرة أخرى إلى الشعب، ومن بينهم المجموعة المستقلة والليبراليون الديمقراطيون، والحزب القومي الأسكتلندي وحزب "بليد سيمرو" في ويلز، جرى استبعادهم من المباحثات. ثمة رائحة قويّة لمؤامرة من المؤسّسة السياسيّة.

خلال جلستيْ "التصويت الإرشادي" في الأسبوعين الأخيرين، نال مقترح إحالة صفقة بريكست إلى تصويت شعبي، أكبر عدد من الأصوات، تلاه مقترح مغادرة الاتحاد الأوروبي في إطار اتحاد جمركي. وتالياً، يكون المسار المعقول هو دمج الإثنين في عرض واحد، فيكون مقترح الخروج من الاتحاد الأوروبي في ظل اتحاد جمركي، مطروحاً لتصويت شعبي تأكيدي. لكن، أيّاً من قيادتي الحزبين الرئيسين لن توافق على ذلك، لأنهما تريدان تسهيل البريكست.

وفي المحادثات وحولها، يتنافس الخلفاء المحتملين لقادة الحزبين الرئيسين على تحريك قواعدهم الحزبية.  في الأسبوع المنصرم، اشتكى لي وزير يشارك في اجتماعات الحكومة، من وضع مؤسف للغاية تعيشه حكومته بالذات، مشيراً إلى أنه يعد أحد الأشخاص القلائل في فريق ماي الرئيسي الذين لا يديرون حملة انتخابيّة لمنصب قيادي في الحزب.  هذا هو التركيز الرئيسي للحكومة، إنّه مصالحها الخاصة، وليس مصالح البلاد.

في حزب العمال، "سُرِّبّت" (وهذه إحدى الطرق لوصفها) رسالة إميلي ثورنبيري إلى زملائها في حكومة الظل، التي توضح تفاصيل تحولّها المتأخر نحو دعم تصويت الشعب، بعد أن أمضت الأشهر القليلة الماضية في انتقاد من كانت لهم جرأة المطالبة باستفتاء يعطي الشعب القول الفصل، لأنها أعتبرت تلك المطالبة هجوماً على قيادة حزب العمال. الحقيقة أنها تعرف أن الغالبية الساحقة من أعضاء حزب العمال والناخبين يرغبون في استفتاء ثانٍ، وهذا من المرجح أن يلقي ذلك ظلاً مديداً على أي انتخابات مستقبليّة لقيادة لحزب العمال، وهي ستشارك فيها.

وتحرص قيادات الحزبين الرئيسين على تجنب التمديد الطويل لإجراءات المادة 50 لأنهم يخشون من حصد نتائج سيئة في الانتخابات الاوروبيّة، إذا أجريت. ويتوقع المحافظون خسارة الأصوات لصالح نايجل فاراج، زعيم حزب بريكست الجديد، وحزب الاستقلال البريطاني، فيما أخبرني عديد من نواب حزب العمال أنهم يتوقعون خسارة حزبهم الأصوات لصالح المجموعة المستقلة، إذا نجح طلبنا للتسجيل كحزب رسمي.

يخبرنا الكثير من الناس أنهم ضاقوا ذرعاً بالأحزاب الرئيسة ويريدون اختياراً حقيقيّاً عندما يتقدمون للتصويت. نحن لا نمتلك الأموال الكبيرة المتوفرة للحزبين الرئيسين للمؤسّسة السياسيّة، لذلك سنطلق حملة لجمع التبرعات للانتخابات الاوروبيّة هذا الأسبوع. نود أن نعطي الجمهور الفرصة لإرسال رسالة تفيد بأنهم يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي، ودعمُنا التصويت التأكيدي من الشعب هو 100 في المائة.

إذا نجح تسجيلنا كحزب رسمي، سيتمكن الناخبون من التصويت لحزب موحّد لا منقسم، ولا يمارس الغموض البنّاء أو المراوغة في هذه القضية، ويضع البلد أولاً بدلاً من اعتباراتنا السياسية الداخلية للحزب. وسندافع بشكل إيجابي على إبقاء صوت بريطانيا مسموعاً على الطاولة في أوروبا حتى نكون نحن من يضع القواعد، وليس من يتلقّاها.

في الأسبوع الماضي، تحدثت مع سفراء أربع دول رئيسية في الاتحاد الأوروبي والتقيت بهم أيضاً.  وأفضوا لي أنّ هناك حِسّاً في المجلس الأوروبي لتمديد إجراءات بريكست لمدة طويلة لتفادي خروج المملكة المتحدة من الكتلة الاوروبيّة من دون صفقة. كما أن حكوماتهم تريد تفادي التداعيات الاقتصادية التي من شأنها أن تلحق اقتصاداتها، ولا تريد أيضا أن يصبح خروج بريطانيا من دون صفقة قضية سياسية داخلية في الفترة التي تسبق الانتخابات الاوروبيّة.

تتمثّل الآلية الرئيسة التي ستلجأ إليها ماي وكوربين لتجنّب التمديد الطويل، في  اتفاق ما للخروج، مع البقاء في الاتحاد الجمركي. وكي نكون واضحين، إنّ الخروج من الاتحاد الأوروبي وحده مع البقاء ضمن شروط الاتحاد الجمركي، ليس خروجاً ناعماً من الاتحاد الأوروبي. إذ لا يضمن سير التجارة من دون خلافات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا يحل مشكلة الحدود الأيرلنديّة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الاتحاد الجمركي يغطي بشكل أساسي التجارة في السلع وليس الخدمات التي تشكل 80 في المائة من اقتصاد المملكة المتحدة، وسيعني ذلك فقدان فوائد السوق الموحدة مع ما يرافقها من حمايات في الوظائف وحماية البيئة وحماية المستهلك.

وبالتالي يجب أن تؤخذ بدرجات عالية من الشك أي وعود تقدمها ماي بشأن الحفاظ على تلك الضمانات بعد بريكست، نظرا لأنها ستغادر رئاسة الوزراء بحلول نهاية العام وسيحل بديلاً منها شخص متشدد في الخروج من دون اتفاق جمركي. ومن الصعب تماماً على رئيس وزراء حالي وضع شروط مسبقة على خليفته. لذا، يبقى ماثلاً وكبيراً، خطر حدوث خيانة كبيرة للطبقة العاملة. إذ أنّ سيعلن حزبا الدولة العميقة بخبث أنهما غير قادرين على التوافق فيما بينهما، لكنهما سيتفقان خلف الأبواب المغلقة على عملية التصويت في البرلمان. وسيسمح هذا لقيادة حزب العمال بادعاء أنها أعطت دعما مُنصفاً لتصويت الشعب، لكن بهدف تيسير الخروج في إطار الاتحاد الجمركي. سيكون ذلك خيانة لعضوية حزب العمال والطبقة العاملة التي يزعم تمثيلها.

دعوا ميغان ماركل وشأنها

مثل غالبية الناس في هذه البلاد، كنت أقرأ بشيء من الاشمئزاز محاولة "اغتيال الشخصيّة" الموجّهة ضد ميغان ماركل، دوقة "سوسكس". أنا من أشد المعجبين بها كسيدة عصرية كليّاً، صنعت نفسها بنفسها وجلبت نسمة هواء منعشة إلى مؤسّسة تبدو خانقة أحياناً.

كان أمرا حتمياً أن تثور حفيظة بعض الناس، من تلك المرأة المستقلة التي تثق في نفسها ولن تقبل الاستقواء عليها من قبل الخدم الملكي المصرّين على الحفاظ على الأعراف القديمة التي تجاوزها الزمن. إن مخالفتها الأخيرة، التي نُشِرَتْ على الصفحة الأولى من "مايل أون صنداي،" هي ارتكابها تلك الجريمة البشعة المتمثلة في رغبتها في اختيار فريق طبي تقوده إناث للإشراف على ولادة طفلها مع الأمير هاري، بدلاً من الفريق الملكي المكون من أطباء ذكور مختصين في الولادة وأمراض النساء.

في حال كانت هذه القصة الأخيرة حقيقية، فليس من شأن أحد التدخل في من تريده للإشراف على عملية الولادة، لأنه أمرٌ يخص دوق ودوقة "سوسكس" وحدهما. لو كان أي شخص قد حاول أن يملي على زوجتي ما يجب أن تختاره لولادة طفلنا، لكنت أخبرته إلى أين يذهب. لا يمكننا الجمع بين الأمرين: إخراج الرايات وفتح الشمبانيا والاحتفال بأكثر الزيجات الملكية حداثة؛ ثم نشكو من التغيير المتأخّر الذي جلبته هي والأمير هاري إلى طريقة عمل العائلة الملكيّة. امنحوهما فرصة واسمحوا لهما بالاستمتاع بأبوة وشيكة! هل أطلب الكثير؟

* تشوكا أومونا عضو في مجموعة النواب المستقلين عن دائرة ستريذام.

© The Independent

المزيد من آراء