أفاد أحد المؤرخين من جامعة كامبريدج عن إمكانية أن تكون قطعة نقدية صينية تعود إلى القرون الوسطى في أوائل القرن الحادي عشر، وعُثر عليها في بلدة "هامبشاير"، اكتشافاً أثرياً حقيقياً.
وقد عُثر على القطعة النقدية المصنوعة من سبيكة نحاسية قطرها 25 ملليمتراً في منطقة "بوريتون" قرب "بيترسفيلد" ويعود تاريخها إلى حقبة سلالة سونغ التي حكمت شمال الصين.
ويعتبر هذا الاكتشاف الثاني من نوعه لقطعة نقدية مماثلة في إنجلترا. وسبق أن عُثِر على القطعة الأولى في "شيشاير" عام 2018. يُشار إلى أنه عُثر على قطعٍ نقدية صينية أخرى في إنجلترا تعود إلى حقبات لاحقة.
واستطراداً، اكتُشِفت القطعتان اللتان تعودان إلى القرن الحادي عشر في مناطق أسفر التنقيب فيها عن العثور على قطعٍ أخرى تعود إلى القرون الوسطى. ويعني وجود قطعتين نقديتين مماثلتين أنها استُخدمت بشكل حقيقي، وفق منشور كتبته كايتلين غرين على مدونتها الإلكترونية.
وأضافت الدكتورة غرين، أن سلالة سونغ التي حكمت شمال الصين، صكت هذه العملة بأعدادٍ كبيرة إلى درجة أنها استمرت في التداول بعد وقت طويل من زوال حكمها في عشرينيات القرن الحادي عشر. وكذلك أشارت غرين إلى أن الأدلة الموثقة تظهر أن المسافرين الشرق آسيويين وجِدوا في بريطانيا وأوروبا خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ما يطرح فرضية عن إمكانية وصول القطعة النقدية المكتشفة حديثاً إلى بريطانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطراداً، تجدر الإشارة إلى أنه لا وجود لأي سجلات أثرية مزورة لهذه العملة.
وفي التفاصيل، يرد أن الدكتورة غرين كتبت، "واقع عثورنا على قطعتين، وليس مجرد قطعة وحيدة، في إنجلترا فضلاً عن أنهما تعودان إلى فترة حكم سلالة سونغ الشمالية في القرن الحادي عشر، وحقيقة أنه عُثر عليهما في مواقع ترجع إلى القرون الوسطى أو أوائل العصور الحديثة، [إن ذلك الواقع] يضيف ثقلاً على القضية باعتبارهما من القطع الحقيقية للمفقودات القديمة".
وأضافت، "يتمثل ما يثير الاهتمام في أن هذا الاكتشاف حصل على بعد 20 ميلاً عن موقع العثور على خزفيات صينية مستوردة في العصور الوسطى من إنجلترا، وهي كناية عن كسرةٍ من الخزف الأزرق والأبيض من بقايا كوب أو وعاء صغير عثر عليها في أواخر القرن الرابع عشر في شارع "لوير بروك ستريت" في "وينشستر".
وتذكيراً، حينما عُثِر على أول قطعة نقدية في "شيشاير"، لخصت الدكتورة غرين عدداً من الأدلة الوثائقية التي تشير إلى حصول تفاعل أو تبادل بين بريطانيا وشرق آسيا في القرون الوسطى. وقد شمل ذلك قصة مقامر إنجليزي خسر كل أمواله في إسرائيل قبل أن يتخذه المغول مبعوثاً لهم.
وبحسب غرين، توحي الأدلة بأن مبعوثين من المغول زاروا بريطانيا في 1264. وكذلك يُشار إلى أنه قد عُثر على مصنوعات يدوية صينية تعود إلى تلك الحقبة في أماكن أخرى من أوروبا.
© The Independent