Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصائب قوم عند قوم فوائد... طلاق الأثرياء فرص ذهبية للمستثمرين

أخبار الخيانات الزوجية والفضائح الجنسية بورصة لصناعة الثروة والسيطرة على الشركات

صورة أرشيفية لستيف وين وزوجته السابقة إلين وحفيدتهما مارلو (أ.ب)

بينما ينشغل العالم بحجم الطلاق الأعلى تكلفة في العالم الذي أدى لانفصال جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون وأغنى رجل في العالم، عن زوجته مع كشف صحيفة "ناشيونال انكويرر" فضيحة جنسية وخيانته لزوجته، فإن هناك من ينظر لقصص الطلاق من زاوية اقتصادية بحتة، إذ يعتبر الطلاق "بزنس" قائماً بحد ذاته في أميركا، ويشكل فرصة ذهبية للمستثمرين للاستحواذ على حصص المطلقين والسيطرة على الشركات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دخول لاعبين جدد

يؤدي الطلاق غالبا إلى اقتسام الثروة بين الزوج والزوجة في الولايات المطبقة لقانون الملكية المشتركة، وإذا كان الزوج ثرياً، وهو المالك الأكبر في شركة ما والمدير فيها، فإن ذهاب نصف الثروة إلى الزوجة يُسيلُ لُعابَ المستثمرين الطامحين لدخول هذه الشركة عبر شراء حصة الزوجة، أو تقليل نفوذ الزوج في الإدارة والملكية بعد أن يفقد نصف أسهمه لصالح الزوجة.

وتكون الفرصة تاريخية ولا تعوض، عندما تكون الزوجة غير مهتمة بالاحتفاظ بالأسهم التي جنتها في شركة ما بفعل الطلاق، ولا تتطلع للإدارة والملكية.

في هذه الحالة، تبيع الزوجة إلى هؤلاء المستثمرين الذين يجدون في أسهمها ضالتهم لدخول شركة ما مسيطر عليها من الزوج الملياردير، فيصبحون بين ليلة وضحاها شركاء للزوج يتقاسمون الشركة معه ويؤثرون في القرارات والنفوذ. 

وتلعب بعض الزوجات أحيانا دوراً كيدياً في بيع حصتهن، إذ يوجهن بهذا ضربة مزدوجة للزوج الخائن بإدخال لاعبين جدد قد يغيرون وجهة الإدارة والملكية في الشركة.

بيزوس فقد ربع الثروة

يضفي ذلك إثارة أخرى على قضية "جيف بيزوس" التي انتهت سريعاً إلى اتفاق الزوجين على أن تؤول ربع الثروة المقدرة بـ35 مليار دولار لزوجته، مع اشتراط عدم التحكم في حقوق التصويت في أسهم شركة أمازون التي أصبحت تملكها بفعل الطلاق والمقدرة نسبتها عند 4٪.

ويفسر ذلك أن بيزوس أراد تحصين نفوذه في "أمازون" حيث يؤمن هذا الشرط استمرار قبضته على الإدارة والملكية باعتباره أكبر مالك في أمازون، عملاق تجارة الإنترنت في العالم، بملكية 12٪ وتحكم في التصويت بنسبة 16٪.

فخ الطلاق

لكن وإن حالف الحظ جيف بموافقة زوجته على أخذ ربع الثروة بدل الدخول في تقاضٍ يستمر لسنوات طويلة، فإنه خذل إحدى أكثر قصص الطلاق إثارة وتكلفة أيضا في السوق الأميركية بحجم مليار دولار. هذه القصة أصابت عملاق صناعة الفنادق ستيف وين، الذي فقد نصف ثروته بفعل الطلاق من زوجته إلين، واضطر إلى التخلي عن الإدارة، ثم عن ملكيته في مجموعة "وين"، ثاني أكبر المجموعات التي تدير الفنادق والكازينوهات في العالم التي أسسها في لاس فيغاس وارتبط اسمه بها.

 وتكشف قضية طلاق "وين" كيف هوى نفوذه في المجموعة على إثر الطلاق الذي حدث في عام 2010، وصعود نجم زوجته ومستثمرين آخرين في التحكم بالإدارة. وظلت تداعيات الطلاق مستمرة إلى عام 2018 عندما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" فضائح جنسية ارتكبها ستيف وين بحق موظفات عملن لديه في الفنادق بإجبارهن على ممارسة الجنس معه.

الفضائح التي نشرتها الصحيفة الأميركية كانت فرصة لتنحية مجلس الإدارة ستيف عن إدارة المجموعة. وظلت ضغوط الفضائح الجنسية تلاحقه طيلة العام الماضي حتى باع حصته البالغة 12٪ في المجموعة قبل شهر تقريبا بنحو ملياري دولار. وأفسح ذلك مجالا أكبر لمستثمرين آخرين للاستفادة من الطلاق وتداعياته بخروج ستيف من الإدارة والملكية، وقد اتهم ستيف زوجته بالوقوف وراء أخبار الفضائح كمحاولة انتقامية منها بعد الطلاق.

معلومات الطلاق... ثروة!

تكشف قصتا المليارديرين جيف وستيف أهمية المعلومات الداخلية للعلاقات العائلية والحياة الشخصية للأثرياء في الولايات المتحدة التي تعتبر بمثابة كنز للمستثمرين.

وتضاهي هذه المعلومات الأخبار المسربة عن الصفقات والاستحواذات، لأن أي خبر عن مشكلات بين الزوجين قد يؤدي إلى الطلاق، وبالتالي إلى تغير خارطة التحكم والإدارة في الشركة وربما إلى انهيار شركة ما، وضياع أموال المستثمرين.

والعكس صحيح فقد تكون هناك فرصة لهؤلاء لدخول شركة ما عند حدوث الطلاق، وإبعاد المدير، أو المالك الأكبر المتحكم في الملكية والإدارة كما حصل في حالة مجموعة "وين". والفضائح الجنسية هي على رأس اهتمامات المستثمرين، لأنها حتما ستؤدي إلى طلاق، كما حصل في حالة بيزوس بعد علاقة مع زوجته دامت ٢٤ عاما بنى خلالها "أمازون". وكانت هناك علامات استفهام كبيرة لدى المستثمرين في "أمازون" عما ستؤول له فضيحة الكشف عن علاقته مع نجمة التلفزيون الأميركية لورين سانشيز إلا أن بيزوس وزوجته حسما الأمر سريعا، علما بأن قضايا الطلاق تستمر سنوات في المحاكم، وتؤثر على أداء الشركة وأسهمها في البورصة.

الأسهم مؤشر آخر

فمرحلة عدم اليقين بمصير الطلاق واقتسام الثروة تؤدي إلى تذبذب الأسهم في سوق المال، ففي حالة جيف بيزوس، ورغم أنها لم تطل كثيراً، فإن انعكاساتها كانت واضحة على أسهم "أمازون" التي تذبذبت منذ إعلان الطلاق في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أن استقرت وعادت للارتفاع مع الإفصاح عن التسوية بين الطرفين هذا الشهر. ويعني هذا التذبذب أن هناك من خسر ماله في سياق أحداث الطلاق، وهناك أيضا من ربح من التذبذب، ما يجعل المعلومات عن الطلاق مهمة جدا للمستثمرين في أسهم الشركات المعنية بطلاق ملاكها ومديريها التنفيذيين. وفي "أمازون" كان المستثمرون يريدون التأكد أن جيف سيستمر في الإدارة والملكية بنفس القوة وحجم التأثير بعد الطلاق.

الأثرياء الجدد والاتفاق المسبق

في ظل ظهور ما يُعرف بالأثرياء الجدد من المبادرين في قطاع التكنولوجيا، خصوصا في منطقة السيليكون فاليه، فإن هناك اتجاها متزايدا لدى الشباب اليوم لإبرام عقود مسبقة تحدد حجم ما سيتقاضاه الشريكان في حالة الطلاق. ويكشف مسح أجرته الأكاديمية الأميركية لمحاميي الزواج ونقلته محطة "سي إن بي سي" الأميركية أن ٦٢٪ من عينة المسح يلاحظون ارتفاعاً في السنوات الثلاثة الماضية في أعداد المتزوجين الذين يطلبون إبرام عقود مسبقة prenuptial agreements خصوصاً من جيل الألفية الجديدة حيث يتم مسبقا تحديد كيف توزع الثروة عند الطلاق؟.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد