Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"في شرق البلاد وشمالها"... 4 اكتشافات للنفط والغاز في السعودية

تسعى إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً من "الذهب الأسود" ومشتقاته

نجاح "أرامكو" في تطوير احتياطيات النفط والغاز في الصخور الكتيمة قد يؤدي إلى اكتشافات في مناطق أخرى (رويترز)

تواصل السعودية، أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، عمليات التنقيب واكتشاف حقول جديدة للنفط، إضافة إلى اكتشافات الغاز، الذي تسعى من خلاله إلى تحقيق رؤيتها لتنويع مصادر الدخل بعيداً من "الذهب الأسود" ومشتقاته. وقد أعلنت السعودية، الأحد، أربعة اكتشافات للنفط والغاز في أنحاء متفرقة من أراضيها، التي تعد أكبر البلدان الخليجية مساحة.

البلاد التي بدأت منذ سبعينيات القرن العشرين استخلاص الغاز واستخدامه في تطوير منتجات إضافية بجانب النفط، يبدو أنها تعيش "عصر الغاز"، خصوصاً بعد اكتشافها "حقل الجافورة"، أكبر حقول الغاز في المملكة عام 2014، وقد دفعها هذا الحقل نحو مراكز متقدمة بين الدول المنتجة للغاز، وخصوصاً بعد بدء تطويره في فبراير (شباط) 2020. وهي بذلك تسعى إلى تحقيق مصادر دخل إضافية وتنويع في إيرداتها، وهو الاهتمام الذي وضعته الحكومة في أجندة خطط الأعوام العشرة المقبلة.

وأعلن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الأحد، أن عملاق النفط العالمي "أرامكو" تمكنت من تحقيق أربعة اكتشافات للنفط والغاز، في مواقع مختلفة من المملكة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزير الطاقة أنه "تم اكتشاف الزيت غير التقليدي في حقل الريش، شمال غربي مدينة الظهران (شرق البلاد)، حيث تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 2، بمعدل 4452 برميلاً في اليوم، مصحوباً بـ3.2 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يومياً".

رحلة السعي

وكشف وزير الطاقة عن أنه "لتحديد امتداد حقل الريش، قامت الشركة بحفر بئري الريش رقم 3، ورقم 4، حيث وصل الإنتاج الأولي من بئر الريش رقم 3، إلى 2745 برميلاً يومياً، من نوعية الزيت نفسها، مصحوباً بثلاثة ملايين قدم مكعب قياسي من الغاز في اليوم، كما وصل معدل تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 4 إلى 3654 برميلاً يومياً، مع 1.6 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز في اليوم".

أضاف الأمير عبد العزيز بن سلمان أن "الاكتشاف الذي تحقق في حقل الريش ذو أهمية، خصوصاً أنه أثبت إمكان إنتاج الزيت العربي الخفيف جداً من متكون جبال طويق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك "اكتشف الغاز غير التقليدي في مكمن الصارة، في بئر المنحز، جنوب غربي حقل الغوار (أكبر حقل نفط تقليدي في العالم)، وفي بئر السهباء، جنوب الحقل نفسه. وتدفق الغاز من بئر المنحز بمعدل 18 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم، مع 98 برميلاً من المكثفات يومياً. بينما تدفق الغاز من بئر السهباء بمعدل 32 مليون قدم مكعب قياسي يومياً"، بحسب وزير الطاقة السعودي.

وفي أقصى الشمال في المنطقة التي تبعد عن العاصمة الرياض بنحو 900 كيلو متر، اكتشفت البلاد بئراً نفطية تنتج بغزارة ما يفوق ثلاثة آلاف برميل يومياً، وفق وكالة الأنباء، التي نقلت عن الوزير السعودي أنه "تم اكتشاف النفط في بئر العجرمية رقم 1، الواقعة شمال غربي مدينة رفحاء، في منطقة الحدود الشمالية، حيث أسفر اختبار البئر عن تدفق النفط بمعدل 3850 برميلاً في اليوم".

وبدأت الشركة التي تفوق أرباحها كبريات الشركات العالمية، مثل "أبل"، و"غوغل"، و"إكسون موبيل"، رحلة السعي "لتحديد مساحة الحقول المكتشفة وحجمها وتقدير كميات الزيت والغاز والمكثفات فيها".

ستسهم في إنعاش القطاع الصناعي والتعديني

يقول المتخصص في مجال الطاقة، أنس الحجي، إن "الاكتشافات التي أعلن عنها الأحد وفي الصيف الماضي في شمال وشمال غربي المملكة تشكل أهمية خاصة، لكونها تخفض من تكاليف الطاقة في تلك المناطق، بدلاً من النقل المكلف للنفط من المنطقة الشرقية إلى المناطق أخرى". ويرى الحجي أن هذه الاكتشافات "ستسهم في إنعاش القطاع الصناعي والتعديني في هذه المناطق".

ويضيف أن "نجاح (أرامكو) في تطوير احتياطات النفط والغاز في الصخور الكتيمة الشبيهة بالصخري الأميركي، قد يؤدي إلى اكتشافه في مناطق أخرى في أمس الحاجة إلى مصادر طاقة محلية، وخصوصاً الغاز الطبيعي".

2.2 تريليون قدم من الغاز الطبيعي

تقدر البلاد التي تسابق خطواتها نحو مراحل ما بعد النفط والاعتماد عليه، أن إجمالي إنتاح حقل الجافورة من الغاز الطبيعي قد يصل في حال اكتمال تطويره إلى 2.2 تريليون قدم مكعب سنوياً بحلول 2036. وتتوقع "أرامكو"، وفق بيان لها، أن يبدأ الإنتاج من هذا الحقل مطلع عام 2024.

ويرى مراقبون أن السعودية تخطو نحو إزاحة جارتها التي تعد أكثر الدول إنتاجاً للغاز عالمياً، دولة قطر. وتسعى السعودية لكي تصبح واحدة من الدول القليلة حول العالم، التي تملك أهم مصدرين للطاقة التقليدية بكميات تجارية، تصلح للاستخدام المحلي والتصدير.

وكان وزير الطاقة السعودي قد أكد في "مؤتمر سابك 2020" أن طموحات المملكة لا تقف عند الاكتفاء الذاتي بمخرجات الغاز، بل تعمل على "تصديره مستقبلاً". ويعتبر أن خطوة كهذه "نقلة نوعية".

ويعد الغاز الطبيعي في السعودية بعد نحو سبعين عاماً من بدء استخراجه "منتجاً أساسياً يستخدم للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في السوق المحلية، ولتشغيل قطاعات متعددة، مثل صناعة الحديد والألمنيوم وتحلية المياه. ويعد خياراً فعالاً ونظيفاً للحرق النظيف للطاقة اللازمة لتشغيل هذه الأنشطة من جهة، والحد من الانبعاثات من جهة أخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز