Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إخفاق في المسار السياسي الليبي بسبب آلية التصويت

وليامز: سنمشي ونمضغ العلكة في آن واحد

المندوبة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز في مؤتمرها الصحفي بعد انتهاء اجتماعات ملتقى الحوار السياسي الليبي (غيتي)

أخفق أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، المعروف بلجنة الـ "75"، للمرة الثالثة على التوالي، في التوصل إلى آلية توافقية للشروط الخاصة بالترشح للمناصب التنفيذية، مما يعني تعثر خريطة الطريق التي وضعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمرحلة الانتقالية الأخيرة، التي تنتهي بإجراء الانتخابات نهاية العام المقبل.

وبالتزامن مع فشل المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، في تنفيذ خطتها لحل الأزمة الليبية، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تعيين مبعوث خاص جديد له في ليبيا، هو البلغاري نيكولاي ملادينوف، بعد خلاف طويل بين الدول الكبرى في المنظمة حول اسم المرشح لتولي المنصب، قرابة عام كامل.  

تعثر الحوار السياسي

انفضت الجولة الأخيرة من الجولة الافتراضية للتصويت على آلية الترشح لتولي المناصب التنفيذية العليا في المرحلة الانتقالية الأخيرة في ليبيا، من دون التوصل إلى اتفاق على أحد المقترحات التي تم التصويت عليها، والذي كان يحتاج إلى "75" في المئة من أصوات المشاركين لإقراره.

وكشفت البعثة الأممية في بيان لرئيستها الأميركية ستيفاني ويليامز، أن" 50 عضواً فقط شاركوا في عملية التصويت، بينما امتنع 21 آخرين، وهو ما لم يسمح بالحصول على العدد المتفق عليه من الأصوات لاختيار مقترح واحد من بين المقترحات التي تم التصويت عليها".

وكانت البعثة الأممية حاولت تغيير آلية الاختيار بين المقترحات، بحيث يُقر أي مقترح يتم التصويت عليه بحصوله على نسبة 51 في المئة من أصوات المشاركين، لكن الاقتراح قوبل برفض عدد كبير من الأعضاء، وتهديدهم بالانسحاب من جولة التصويت الأخيرة، مما أجبر البعثة على التراجع عن هذا الاقتراح للحفاظ على النصاب القانوني للجلسة الافتراضية.

إجراءات أممية لإنقاذ المسار

وعلى الرغم من هذا التعثر المخيب لآمال الليبيين، والجهود التي بذلتها البعثة الأممية في المسار السياسي، إلا أن المبعوثة الخاصة بالإنابة ستيفاني وليامز، قالت في كلمة نشرتها، إن "العملية السياسية مستمرة، وبخاصة في ما يتعلق بإيجاد سلطة تنفيذية موحدة، وما يخص التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات خلال موعدها نهاية العام المقبل".

وأعلنت وليامز عزمها اتخاذ حزمة إجراءات لإنقاذ المسار، كاشفة عن "تشكيل لجنة استشارية من أجل تذليل العقبات أمام عملية اختيار السلطة التنفيذية"، منوهة إلى أن "البعثة مصرة على السير بعزم في هذه العملية، وأنه لا مجال لإضاعة الوقت وتمييع الاستحقاقات التي جرى التوافق عليها في خريطة الطريق".

 وأضافت أنها "ستشكل لجنة قانونية من أعضاء لجنة الحوار للعمل على استكمال الشروط وتمهيد الطريق أمام العملية الانتخابية، ونيتها عقد اجتماع للّجنة مطلع العام المقبل".

لا رجوع

وقالت وليامز في كلمة وجهتها للأعضاء الذين شاركوا في الجولة الافتراضية، إنه لا تراجع عن إتمام الاستحقاقات المنصوص عليها في المسار السياسي، مشيرة إلى أن "الوقت يمضي بسرعة، ولدينا مسؤولية جماعية أمام الشعب الليبي للمضي قدماً في هذه العملية من أجل تحقيق أحد الأهداف الرئيسة لخريطة الطريق، ألا وهو إجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) 2021".

وأضافت، "سأستخدم تعبيراً أميركياً شائعاً في هذا السياق، وهو (سنمشي ونمضغ العلكة في آن واحد)، لن نسمح لفوضى اختيار السلطة التنفيذية بالتأثير على هدفنا في إجراء الانتخابات الوطنية".

وقالت أستاذة العلوم السياسية المشاركة في الحوار السياسي الليبي، الدكتورة أم العز الفارسي، إن "اجتماع الثلاثاء انتهى بعدم الوصول إلى آلية للتصويت على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية، بسبب امتناع 21 مشاركاً من التصويت".

وأضافت في تدوينة لها عبر مواقع التواصل، أن "هذه الحيثيات أدت إلى فيتو على النتيجة التي شارك فيها 50 مشاركاً فقط".

وعبرت الفارسي عن عدم تفاؤلها بتوصل ملتقى الحوار السياسي الذي تشارك فيه لأية نتائج، "بالنسبة إليّ لست متفائلة في الوصول إلى أية نتائج إيجابية قريبة من ملتقى الحوار السياسي، وسوف أستمر في دعم المسار العسكري والاقتصادي الذي نتوقع معه الإعلان عن نتائج إصلاحية في ظرف أيام". وأضافت، "سأعمل من أجل استبدال السلطات التنفيذية الحالية ما استطعت، لأنني أشكك في نياتها الوصول إلى تبادل حر للسلطة، أو تسهيل الوصول إلى الانتخابات التي ستقود البلاد إلى تغيير الأوضاع القائمة".
 

خطة بديلة

أما عضو مجلس النواب زياد دغيم، فرأى أنه "بعد فشل أعضاء الحوار السياسي في الوصول إلى صيغة توافقية لاختيار السلطة الجديدة، فإن المسؤولية الوطنية والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش وضرورة توحيد المؤسسات، تحتم على مجلس النواب تشكيل لجنة لوضع خطة بديلة لاعتمادها الأسبوع المقبل في مقره الدستوري بمدينة بنغازي".

من جانبه، يعتقد الناشط السياسي الطرابلسي أحمد بوعرقوب، أن "فشل المسار السياسي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالتنسيق مع منظمة الحوار الإنساني المشبوهة كان متوقعاً لدى شريحة كبيرة من المراقبين"، بحسب رأيه.

ويرجع بوعرقوب فشل المسار السياسي لأسباب عدة. ويردف، "ليبيا ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الأطراف الأجنبية المتدخلة في الملف الليبي، وكذلك القرار السياسي والاقتصادي".

ويضيف بأن "عدم شفافية البعثة الأممية في ما يتعلق بالكشف عن آلية اختيار أعضاء لجنة الحوار السياسي المكونة من شخصيات جدلية، معظمهم تربى في أحضان المخابرات الغربية، وأيضاً تمثيل عدد كبير لتيار الإسلام السياسي وصل إلى ما يقارب 45‎ في المئة من أعضاء لجنة الحوار، في حين أن هذا التيار لا يصل تمثيله الحقيقي في المكون السياسي الليبي إلى واحد في المئة، ومع عدم اعتماد آلية ثابتة لاتخاذ القرار داخل لجنة الحوار، جميعها أسباب رئيسة لفشله".

تعيين مبعوث أممي جديد

من جهة أخرى، أعلن مجلس الأمن الدولي تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة في ليبيا، خلفاً للبناني غسان سلامة.

 ويشغل ملادينوف منذ سنة 2015 منصب مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، ويأتي تعيينه بعد عشرة أشهر من استقالة سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

كما يأتي تعيين الدبلوماسي البلغاري بعد رفض الولايات المتحدة مرشحين أفريقيين لتولي هذا المنصب، وفرضها على شركائها في مجلس الأمن تقسيم المنصب بين شخصين، هما مبعوث أممي يساعده منسق لهذه البعثة الأممية الصغيرة، (حوالى 230 شخصاً).

وولد السياسي البلغاري نيكولاي ملادينوف في 5 مايو (أيار) 1972، وشغل سابقاً مناصب في حكومات بلاده، بداية من العام 2010، منها وزير الشؤون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف، ووزير الدفاع بعدها، ونال أيضاً عضوية البرلمان الأوروبي2007-2009. 

وفي العام 2013 عُين نيكولاي ملادينوف من الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، ممثلاً للمنظمة في العراق، ورئيساً لبعثتها لمساعدة العراق، قبل أن يُكلّف مبعوثاً أممياً إلى الشرق الأوسط في 2015.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي