ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 13 شخصاً قتلوا، الأحد، في قصف متبادل بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، فيما نقلت وكالة "رويترز" أنباءً عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، وكالة "فرانس برس"، بمقتل تسعة مدنيين على الأقل بينهم طفل، جراء قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام، موضحاً أن خمسة منهم قتلوا في القصف على قرية النيرب، وثلاثة في مدينة سراقب وآخر في قرية الخوين، في محافظة إدلب.
كما أحصى المرصد مقتل أربعة مدنيين في مدينة مصياف الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في القطاع الغربي من محافظة حماة (وسط). وقال عبد الرحمن إن "فصيل إسلامي متحالف مع هيئة تحرير الشام أطلق القذائف".
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها أن القصف طاول مستشفى مصياف الوطني، موضحة أن اثنين من القتلى هما من "كوادر" المستشفى.
وتأتي حصيلة قتلى الأحد بعد مقتل أكثر من 30 مدنياً منذ الأربعاء جراء قصف قوات النظام على إدلب ومناطق محاذية لها، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
وتخضع إدلب مع أجزاء من محافظات مجاورة لاتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يراوح بين 15 و20 كيلومتراً، على خطوط التماس بين قوات النظام، وهيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى صغيرة. إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه بعد.
واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الخميس، أنقرة بعرقلة تنفيذ هذا الاتفاق. وقال "كما هو معروف من تلكأ في تنفيذه هو تركيا"، مضيفاً "نحن بكل صراحة ما زلنا ننتظر تنفيذ اتفاق سوتشي ولكن أيضاً للصبر حدود ويجب أن نحرر هذه الأرض".
ولطالما كررت دمشق عزمها استعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها، وتحديداً إدلب ومناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وشرقها، من طريق المفاوضات أو عبر القوة العسكرية.
وصعّدت قوات النظام منذ فبراير (شباط) وتيرة قصفها على إدلب ومحيطها. كما شنت حليفتها روسيا غارات للمرة الأولى منذ توقيع الاتفاق، استهدفت الشهر الماضي مدينة إدلب، مخلفة 13 قتيلاً مدنياً، وفق المرصد.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، أعلنت أنقرة تسيير دوريات تركية وروسية في محيط إدلب في "خطوة مهمة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار".
وأدى التصعيد إلى نزوح أكثر من 86 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين، وفق ما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الخميس.
وتبدي الأمم المتحدة ومنظمات دولية خشيتها من تداعيات أي هجوم عسكري على إدلب، التي تؤوي حوالي ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً نازحون من محافظات أخرى.