Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناج يروي كيف قتل المتطرفون الطلاب "بدم بارد" في جامعة كابول

"طوال اليوم كنا نسمع صراخهم ونداءات استغاثتهم لكننا كنا عاجزين"

قام المسلحون المتطرفون الذين هاجموا جامعة كابول هذا الأسبوع بتصفية الطلاب الذين كانوا يحاولون الفرار عبر القفز من نوافذ قاعات التدريس، بدم بارد "الواحد تلو الآخر"، وفق ما روى طالب نجا من المجزرة لوكالة الصحافة الفرنسية. الهجوم أسفر عن قتل 22 شخصاً على الأقل معظمهم من الطلاب، وجرح نحو 27 آخرين ونفذه ثلاثة مسلحين الاثنين الماضي وتبناه تنظيم "داعش".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك أكدت الحكومة أمس الأربعاء أن حركة طالبان هي التي ارتكبت هذه المجزرة. ووصف محمد قاسم كوهيستاني (22 عاماً) الذي يدرس السياسة العامة في جامعة كابول إحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة في البلاد، بالتفصيل الهجوم الذي استمر سبع ساعات. وقال الشاب الذي كان في الطابق الثاني من المبنى "كنا ننتظر وصول أستاذنا (...) فجأة سمعنا ضجيجاً عالياً  مصدره الطابق الأول".

واضاف "أدركنا أن أمراً ما يحدث وبدأنا نقفز من النافذة".

من غرفة إلى غرفة

وقد اختبأ مع عدد من أصدقائه تحت حافة النافذة، وتابعوا بذلك مشهداً دموياً بينما كان المهاجمون ينتقلون من غرفة إلى أخرى بحثاً عن ضحايا. وقال "بعدما سيطروا على قاعة التدريس بدأ رجل مسلح إطلاق النار على الطلاب الذين كانوا يفرون من النافذة". وأضاف أن "المسلحَين (الآخرين) كانا يطلقان النار بشكل مباشر على الطلاب الواحد تلو الآخر".

وفر مئات الطلاب وهم يقفزون من فوق الجدران المحيطة للوصول إلى الشوارع، بينما تحصن آخرون في غرف وتم إنقاذهم من قبل القوات الخاصة الأفغانية.

فقد محمد كوهيستاني صديقه المقرب أحمد علي الذي كان يحاول مساعدة صديقة أخرى تدعى رقية. وقال "صديقي المفضل قتل. لم يقفز من النافذة لأن رقية فقدت وعيها وأراد مساعدتها لكن المسلح أطلق النار عليهما في الرأس وقتلهما". وظل كوهيستاني الذي أصيب بالتواء في ساقه عندما قفز من النافذة، مختبئاً لساعات في الحرم الجامعي. وقال "كان ذلك أفظع وقت في حياتي". وأضاف "طوال اليوم كنا نسمع صراخهم ونداءات استغاثتهم لكننا كنا عاجزين" عن مساعدتهم.

كلهم قتلوا

بعد الهجوم علم الشاب أن المهاجمين قتلوا جميع الطلاب الذين كانوا في فصل دراسي تحت القاعة التي كان موجوداً فيها. وقال "ما زلت مصدوماً. أمس لم أكن قادراً على الكلام". وقال مسؤولون أفغان إن اثنين من المهاجمين قتلا برصاص قوات الأمن بينما فجر الثالث نفسه خلال الهجوم. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الثاني خلال أقل من أسبوعين على مركز تعليمي في العاصمة الأفغانية. لكن نائب الرئيس أمر الله صالح اتهم طالبان وحلفاءها في باكستان بالهجوم مع أن حركة التمرد نفت أي صلة بالهجوم.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إن "مدبري هذا الهجوم جزء من شبكة حقاني (...) و"شبكة حقاني" لا يمكن فصلها عن طالبان".

وكانت هجمات دموية عدة استهدفت القوات الأجنبية ومدنيين نسبت إلى "شبكة حقاني" على مر السنين.

وقال بيان الوزارة إن السلطات تحقق لمعرفة كيف تمكن المهاجمون من دخول الحرم الجامعي بأسلحتهم وتم اعتقال 13 شرطياً بتهمة "الإهمال".

وأعلنت أفغانستان الثلاثاء الماضي يوم حداد وطني تظاهر خلاله الطلاب خارج جامعة كابول، رافعين لافتات كتب عليها "توقفوا عن قتلنا".

وتشهد أفغانستان تصاعداً في أعمال العنف، حيث بدأت حركة طالبان والحكومة في كابول محادثات في الدوحة في سبتمبر (أيلول) الماضي بهدف إنهاء عقود من الحرب، من دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير