البابا يدين من يدعون لبناء جدران العزل لإبعاد المهاجرين، في انتقاد غير مباشر لترمب

انتقد بابا الفاتيكان فرانسيس الزعماء السياسيين الذين يسعون لبناء الحواجز لإبعاد المهاجرين، مشيرا إلى أنهم سيصبحون أسرى للجدران التي يبنونها.

وقال البابا ردا على سؤال عام حول الهجرة وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإغلاق الحدود الجنوبية لبلاده مع المكسيك، إنه لا يستطيع أن يستوعب في عقله ولا في قلبه كيف يمكن لحكومة أن تكون قاسية لدرجة إقامة حواجز الأسلاك الشائكة لإبعاد المهاجرين، أو منع قوارب إغاثة المهاجرين من الرسو في الموانئ - وهو الشيء الذي قال إنه سمع بأنه يحدث في جيب سبتة الخاضع للإدارة الإسبانية شمال المغرب.

وقال البابا في تصريحات نقلتها رويترز: "هذه ليست الطريقة لحل مشكلة الهجرة الخطيرة. أتفهم أنها جمرة حارقة في يد بعض الحكومات، لكن يجب حلها بطريقة أو بأخرى وبشكل إنساني."

وفي حديثه إلى الصحفيين أثناء عودته إلى الفاتيكان من رحلة إلى المغرب، حيث التقى مع الجالية الكاثوليكية الصغيرة هناك، أضاف البابا فرانسيس: "بناة الجدران، سواء كانت مصنوعة من الأسلاك الشائكة أو الطابوق، سينتهي بهم الحال أسرى للجدران التي يبنونها."

تأتي تصريحات البابا بعد أن هدد ترمب الأسبوع الماضي مرة أخرى بإغلاق الحدود الأمريكية مع المكسيك إذا لم تبذل السلطات المكسيكية المزيد من الجهد للحد من أعداد طالبي اللجوء والمهاجرين الذي يعبرون الأراضي المكسيكية قادمين من بلدان أمريكا الوسطى في اتجاه الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

وقال ترامب: "إذا لم يمنعوهم، فسنغلق الحدود. سنغلقها ونبقيها مغلقة لفترة طويلة. أنا لا أمارس ألعاباً" في اشارة الى صدق تهديداته و انه لا يناور.

وتشير البيانات إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين أو غير الحاملين للوثائق اللازمة، الذين يدخلون الولايات المتحدة في انخفاض مضطرد منذ عدة سنوات. لكن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد المهاجرين الذين يحاولون تقديم طالبات اللجوء في مراكز الاستقبال.

ونقلت وكالة أسوشيتيد برس أن مسؤولي الحدود الأمريكيين يهدفون إلى أعادة طالبي اللجوء الذين يصلون عبر الحدود الجنوبية كل يوم بزيادة قدرها أربعة أضعاف مقارنة بالسابق ، وهو ما يمثل رد فعل كبير من قبل السلطات في جهودها للتعامل مع الزيادة الكبيرة لعدد الواصلين (إلى مراكز طلب اللجوء الأميركية).

تعليقات البابا لم تكن الأولى التي بدا فيها وكانه ينتقد سياسات الرئيس الأميركي. وكما في تعليقاته السابقة لم يذكر البابا الرئيس الأمريكي بالاسم، لكنه قال: "بالخوف، لن نتحرك إلى الأمام، وبالجدران، سنظل منغلقين بداخلها."

وو كان البابا قد تحدث يوم السبت (الماضي)عن قضية الهجرة بشكل عام، مشيرا إلى أنها قضية مهمة لعدد من دول شمال إفريقيا. ففي كلمته أمام القيادات المغربية، قال إن الحواجز المادية لن تحل مطلقا مشكلات الهجرة ولكن حلها يتطلب توفير عدالة اجتماعية وتصحيح الخلل الاقتصادي في العالم.

وقال إنه بكى عندما عرض عليه صحفي إسباني قطعة من الأسلاك الشائكة من الحدود في جيب سبتة الخاضع للإدارة الإسبانية شمال المغرب.