مع تقلّص خيارات السفر الدولي غير المشروط بالنسبة للسيّاح البريطانيين إلى نقطة الإنعدام، أشارت الحكومة إلى احتمال سماحها، بعد طول انتظار، بإجراء فحوصات (الإصابة بفيروس كورونا) في المطارات من أجل تقصير مدة الحجر الصحي المفروضة على الوافدين إلى المملكة المتحدة.
لطالما قال الوزراء إن إجراء فحص كوفيد-19 عند نقطة الوصول لن يكشف سوى 7 في المئة من المصابين بالفيروس، مع أن هذا المعدّل- الذي يستند إلى ورقة نظرية كُتبت في يونيو (حزيران)- كان محط خلاف كبير.
تستخدم عشرات البلدان الفحص إما بديلاً عن الحجر أو سبيلاً لتقليص المدة التي يقضيها المسافرون في العزل الذاتي.
وفي ظل الضغط المتزايد الذي يمارسه قطاع الطيران، من المتوقع أن يضع وزيرا النقل غرانت تشابس، والصحة مات هانكوك، خلال الأيام القليلة المقبلة الخطوط العريضة لبرامج الفحص والحجر.
وأخبر نائب وزير المالية البريطاني ستيفن باركلي يوم السبت (الماضي) اجتماع حزب المحافظين أن الحكومة تدرس "نوع الفحص الذي يمكننا وضعه في المطارات وكيف يتداخل ذلك مع قوانين الحجر".
وقال الوزير إن (إجراءات) ألمانيا، حيث يُفرض على القادمين من دول مصنّفة ذات خطر عالٍ أن يحجروا أنفسهم إلى حين ظهور نتيجة سلبية لفحصهم، قيد الدرس باعتبارها نموذجاً يُحتمل اتّباعه.
معلوم أن مطار هيثرو يدعو لإجراء الفحص في المطارات منذ أربعة أشهر.
وقال متحدث باسم أكبر بوابة عبور في المملكة المتحدة "نتطلّع إلى سماع تفاصيل الموضوع خلال الآتي من الأيام".
"إن مطار هيثرو مجهّز بالفعل بآلية عمل للفحوصات وسيشكّل الضوء الأخضر من أجل استخدامها دفعة للمصدّرين والمؤسسات البريطانية في كل أرجاء البلاد التي تعتمد على التجارة الخارجية والزوار".
قال السيد تشابس في أوائل يوليو (تموز) إن أحد أشكال الفحص قيد الدرس، وأضاف الشهر الماضي أن المفهوم "يخضع حالياً للمراجعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأخبر مصدر رفيع المستوى في قطاع الطيران "اندبندنت"، "قبل أن يُنجز أي شيء قد لا يبقى ما يمكن إنقاذه فعلياً من قطاع الطيران البريطاني".
فيما تخطّت معدلات الإصابات بفيروس كورونا في المملكة المتحدة معدلات معظم الدول الأخرى بكثير، وضعت ألمانيا معظم البلدان في خانة "الخطر المرتفع".
ولا يُعفى من الحجر الصحي سوى المسافرين القادمين من مناطق إنكليزية تقع إجمالاً جنوب خط همبر وميرسي (وهي مناطق في وسط إنجلترا).
وابتداءً من عطلة نهاية الأسبوع، سوف يُفرض على الركاب القادمين إلى المملكة المتحدة من تركيا وبولندا أن يعزلوا أنفسهم لمدة أسبوعين.
وُضعت تركيا على قائمة الدول التي يجب تفاديها بسبب المخاوف بشأن صدقية أرقام الإصابات التي تصدرعنها. أما بولندا فأضيفت بسبب تخطيها المستوى المقبول لأعداد الإصابات التي حددتها الحكومة مع أن الإصابات الجديدة المسجلة في المملكة المتحدة أعلى بثلاث مرات تقريباً من هذا الحد.
وضم كبير الرؤساء التنفيذيين في مطار غاتويك، ستيوارت ونغايت، صوته إلى دعوات التصرف الفوري كي يُتاح للعائلات أن تلتقي في عيد الميلاد.
وكتب في مجلة "بيزنس ترافل نيوز" منتقداً مقاربة الحكومة للحجر، فقال "إن طبيعة هذه الإعلانات المُفاجئة التي لا يمكن التنبؤ بها تترك وقعاً بالغاً على ثقة المستهلك ومستويات الحركة. كما تجبرنا على اتخاذ قرارات صعبة إنما ضرورية وإعادة النظر في حجم مؤسساتنا واقتطاع الوظائف". وأضاف "يُرجح أن تستمر قيود السفر التي تُلحق هذا الضرر البالغ بقطاع الطيران في المستقبل المنظور. يمكن إلغاء شرط الحجر بالنسبة للمسافرين الذين يتنقلون بين بلدان مرتفعة المخاطر داخل أوروبا إذا حصلوا على نتائج فحص سلبية حتى 72 ساعة قبل موعد مغادرتهم. ويمكن أن تؤدي المقاربة المنسقة والقائمة على تحديد المخاطر إلى إنقاذ آلاف الوظائف في قطاع الطيران وعلينا أن نبذل ما بوسعنا كي نؤسس هذه المقاربة في الوقت المناسب كي يُتاح للأفراد زيارة الأصدقاء والعائلة في عيد الميلاد".
وقال إن عودة أعداد المسافرين في مطار غاتويك- الذي كان أكثر المطارات ذات المدرج الواحد ازدحاماً في العالم- إلى سابق عهدها قد يتطلب أربع إلى خمس سنوات.
وكشفت هيئة الطيران المدني أن واحداً من بين كل خمسة يحملون رخصة تنظيم النقل الجوي لم يجدد رخصته بعد انتهاء صلاحيتها في نهاية سبتمبر (أيلول).
وقد جُددت 995 رخصة من أصل 1261 رخصة انتهت صلاحيتها في 30 سبتمبر، وما زالت 90 واحدة قيد الإصدار.
© The Independent