قالت جماعات معارضة في قرغيزستان إنها استولت على السلطة اليوم الثلاثاء، السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد سيطرتها على مبان حكومية في العاصمة خلال احتجاجات على نتائج انتخابات برلمانية في البلاد ذات الأهمية الاستراتيجية بمنطقة آسيا الوسطى.
وفي أعقاب ذلك، ألغت لجنة الانتخابات المركزية نتائج الانتخابات التي جرت أول أمس حسب ما أفاد موقع "24 كيه.جي" الإخباري المحلي نقلا ًعن عضو في اللجنة.
وذكرت الحكومة أن قتيلاً و590 مصاباً سقطوا في الاضطرابات أثناء الليل
يسيطر على الوضع
وكان رئيس قرغيزستان أكد أنه لا يزال يسيطر على الوضع في البلاد بعد ليلة من أعمال العنف التي تلت الانتخابات حيث قام متظاهرون باجتياح مقر الحكومة والإفراج عن الرئيس السابق. وقالت الرئاسة إن سورونباي جينبيكوف "يسيطر على الوضع وعبّر عن ثقته بأن الأحزاب السياسية ستضع مصلحة البلاد فوق مصالحها الخاصة".
وقف الاحتجاجات
وحض الرئيس معارضيه على وقف الاحتجاجات العامة قائلاً إنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام الأسلحة النارية وكرر استعداده لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية المتنازع عليها، ووصف جينبيكوف في بيان على موقعه على الإنترنت تصرفات المحتجين الذين استولوا على مقار الحكومة والأمن بأنها محاولة من قبل بعض القوى السياسية للاستيلاء على السلطة من دون سند من القانون.
إطلاق الرئيس السابق
واستولى متظاهرون مناهضون للحكومة القرغيزية فجر اليوم الثلاثاء، السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، على مقرّ السلطة في العاصمة بشكيك وأطلقوا سراح الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف، في تصعيد لاحتجاجاتهم على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.
وأظهرت مشاهد بثّتها الخدمة القرغيزية التابعة لإذاعة "أوروبا الحرّة" متظاهرين يتجوّلون في مقرّ السلطة الرئيسي في البلاد، في حين أكّدت وسائل إعلام محليّة عديدة أنّ المتظاهرين استولوا على المبنى.
وقال أحد المتظاهرين الذين شاركوا في اقتحام المبنى لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إنّه شارك مع حوالى ألفي متظاهر آخر في تحطيم بوابة البيت الأبيض، المبنى الضخم الذي يضمّ مقرّي البرلمان والرئاسة.
وأضاف "ما من أحد حاول حماية المبنى عندما اقتحمه الحشد". وتابع "لقد وقفنا وأنشدنا النشيد الوطني ودخلنا المبنى من دون أية مقاومة"، مشيراً إلى أنّ المقرّ كان خالياً إلا من "موظفين تقنيين" ما لبثوا أن غادروه.
وبعد استيلائهم على "البيت الأبيض" اقتحم المتظاهرون مقرّ لجنة الأمن القومي في بشكيك حيث زنزانة الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف الذي أطلق المتظاهرون سراحه، بحسب ما أعلن أحدهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال عادل توردوكيوف، الناشط والحليف لأتامباييف، إنّ المتظاهرين أطلقوا سراح الرئيس السابق "من دون اللجوء إلى القوة أو استخدام أية أسلحة"، مشيراً إلى أنّ العناصر المولجة حراسة مقرّ لجنة الأمن القومي لم يبدوا أي مقاومة أمام محاولة المتظاهرين الاستيلاء على المقرّ.
صدامات في العاصمة
وأتى اقتحام المبنى في أعقاب إصابة 120 شخصاً على الأقل، نصفهم من قوات الأمن، بجروح في صدامات دارت في العاصمة بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، بحسب السلطات الصحية في البلاد.
واستخدمت الشرطة قنابل صوتية ثم الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمّعوا في وسط العاصمة، وحاول بعضهم تسلق سور مقرّ الرئاسة.
وكان الآلاف تظاهروا في وسط العاصمة تنديداً بنتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها تنظيمان سياسيان قريبان من الرئيس سورونباي جينبيكوف الموالي لروسيا.
ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف وإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وقرغيزستان التي شهدت ثورتين في 2005 و 2010 هي الجمهورية السوفياتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.