Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يقترح إجراء محادثات جديدة حول ناغورنو قره باغ

يريفان مستعدة للعمل مع "مجموعة مينسك" لوقف إطلاق النار وباكو مصرة على "تحرير الإقليم"

لليوم السادس على التوالي، لا يزال القتال دائراً في ناغورنو قره باغ بين القوات الأرمينية الانفصالية والجيش الأذربيجاني، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، في حين تتجه أصابع الاتهام إلى تركيا بتأجيج الصراع عبر خطابها الداعم لباكو وإرسالها مسلحين سوريين للمشاركة في المعارك.

وبينما أبدت يريفان استعدادها للعمل مع "مجموعة مينسك" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تمسكت باكو بسعيها إلى "تحرير" الإقليم، وطالبت أرمينيا بسحب جنودها اولاً، مستندةً إلى دعم أنقرة.
واتهمت أرمينيا الجمعة القوات الأذربيجانية بقصف المدينة الرئيسية في الإقليم المتنازع عليه، وذلك بعد ليلة من الاشتباكات ادعى فيها كل جانب أنه ألحق خسائر كبيرة بالطرف الآخر.

ماكرون

في المقابل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان إنه تحدث تباعاً عبر الهاتف مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف عن الوضع في ناغورنو قره باغ واقترح نهجاً جديداً لاستئناف المحادثات في إطار مجموعة مينسك.
وأضاف ماكرون أن العمل سيبدأ اعتبارا من مساء اليوم الجمعة في إطار جهوده المكثفة للتوسط في الصراع انطلاقا من دوره كرئيس مشارك في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما كرر دعوته لوقف إطلاق النار.

مقتل 28 سورياً على الأقل

أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الجمعة، بمقتل 28 سورياً موالين لأنقرة على الأقل، أثناء مشاركتهم في المعارك إلى جانب القوات الأذربيجانية في ناغورنو قره باغ، منذ بدء المواجهات الأحد.

وينتمي القتلى، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إلى فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال محافظة حلب، ويتحدّر غالبيتهم من المكون التركماني، وهم من بين أكثر من 850 سورياً نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي.

وتمكّنت وكالة الصحافة الفرنسية من التحقّق من إبلاغ عائلات ثلاثة منهم على الأقل بمقتلهم، بينهم قائد مجموعة غادرت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي الشهر الماضي.

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في شمال سوريا الجمعة، صور أربعة سوريين قالوا إنهم قضوا في معارك قره باغ.

وفيما نفت أذربيجان وجود عناصر سوريين على أراضيها، لم تصدر تركيا أي تعليق رسمي حتى الآن إزاء اتهامها بنقلهم إلى باكو.

قلق روسي وفرنسي  

وقال الكرملين، اليوم الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أجريا اتصالاً هاتفياً هو الثالث في ستة أيام، وعبّرا عن قلقهما البالغ "على خلفية معلومات واردة بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية".

وكرّر بوتين دعوته إلى وقف إطلاق النار فوراً، وفق الكرملين.

كما قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تحدثا هاتفياً اليوم الجمعة، وعبّرا عن القلق لمشاركة عناصر سوريين وليبيين في صراع ناغورنو قره باغ.

وفي وقت سابق الخميس، أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن عناصر سوريين نقلوا عبر تركيا للانضمام إلى القتال في قره باغ، واصفاً الأمر بأنه تطور "خطير جداً"، ومعتبراً ذلك خطاً أحمر.

استهداف ستيباناكرت

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع في يريفان، أرتسرون هوفهانيسيان، بأن القوات الأذربيجانية قصفت، الجمعة، ستيباناكرت، المدينة الرئيسة في إقليم ناغورنو قره باغ، مما أدى إلى إصابة "العديد" من الأشخاص بجروح.

 وقال هوفهانيسيان، في منشور على "فيسبوك"، "يوجد كثير من الجرحى في صفوف سكان (المدينة). تضررت البنية التحتية المدنية"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وذكرت الحكومة الانفصالية في ستيباناكرت أن القوات الأذربيجانية دمرت الجسر الرابط بين أرمينيا وقره باغ.

كما نقل موقع حكومي على الإنترنت عن وزارة الدفاع الأرمينية، الجمعة، قولها إن أنظمة الدفاع الجوي في ناغورنو قره باغ أسقطت طائرة حربية وطائرتين مسيرتين تابعة لأذربيجان، لكن باكو نفت الأمر.

وفي وقت يمتنع الجيش الأذربيجاني عن الإفصاح عن خسائره البشرية في المعارك، أبلغت وزارة الدفاع التابعة للأرمن الانفصاليين في قره باغ، عن سقوط 54 جندياً آخرين في صفوفها، اليوم الجمعة، ليرتفع العدد الإجمالي لقتلاها إلى 158، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية.

اختراق الجبهات

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبرت وزارة الدفاع في قره باغ أن، ليلة الخميس، كانت "أهدأ" من الليالي السابقة، مشيرة إلى أن قواتها "واصلت إلحاق خسائر فادحة بالعدو".

وأكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، أن الجيش الأذربيجاني "فشل في اختراق الدفاعات الأرمينية".

لكن، الوزارة الأذربيجانية نفت ذلك، قائلة إنها استولت على مواقع بينها "مرتفعات مداغويز" في الشمال، وإنها أجبرت الأرمن على التراجع في "اتجاه فيزولي وجبرائيل" في الجنوب.

وحسب التقارير الصادرة منذ اندلاع الاشتباكات، الأحد الماضي، قضى 13 مدنياً أرمينياً و19 مدنياً أذربيجانياً في أعنف مواجهات بين الطرفين منذ 2016.

فرنسا تحذر من "تدويل" النزاع

وعلى الصعيد السياسي، حذرت فرنسا، الجمعة، من مخاطر "تدويل" النزاع في ناغورنو قره باغ و"خروجه عن السيطرة"، في ظل غياب أي مؤشرات إلى إمكانية تراجع حدة القتال.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، لنظيريه الأذربيجاني والأرميني، في اتصال هاتفي، إن "الفشل في إنهاء القتال سيحمل خطر حدوث تصعيد خارج عن السيطرة"، وفق ما أفاد مكتبه، مضيفاً أنه حذرهما من "خطر تدويل النزاع".

كما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الجمعة، إن قادة الاتحاد الأوروبي ناقشوا تجدّد القتال في ناغورونو قره باغ.

وأضافت خلال اجتماع لقادة الاتحاد في بروكسل اليوم الجمعة، "من المهم التوصّل لوقف إطلاق نار بأسرع ما يمكن". وتابعت "هذا هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة المعقدة سلمياً".

يريفان مستعدة للعمل مع وسطاء

ورداً على دعوة "مجموعة مينسك"، التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، وتتولى الوساطة بين طرفي النزاع منذ سنوات، أكدت أرمينيا استعدادها للعمل مع المجموعة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.  

وكان الرؤساء الثلاثة، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون، قد حثا، الخميس، طرفي النزاع على العودة إلى المفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم.

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية، في بيان، اليوم الجمعة، "نحن على استعداد للتعامل مع الدول التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لوقف إطلاق النار على أساس اتفاقات 1994 - 1995".

تشدد أذربيجاني

في المقابل، قال مساعد الرئيس الأذربيجاني، الذي يتولى ملف الشؤون الخارجية، حكمت حاجييف، للصحافيين، "إذا كانت أرمينيا ترغب في أن ينتهي التصعيد فعليها إنهاء احتلالها قره باغ".

واعتبر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أن "السبب الرئيسي للأزمة أن أرمينيا لا تريد السلام".

واندلع القتال، الأحد، بين القوات الأذربيجانية وقوات منحدرة من أصل أرميني في منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية، وهي جزء من أذربيجان يديرها الأرمن الذين يشكلون غالبية السكان.

وأعلنت أرمينيا وقره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية العامة، بينما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية وحظر التجوال في المدن الكبرى.

ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان وأرمينيا، أن تستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا الداعمة لأرمينيا، وتركيا المساندة لأذربيجان.

الانخراط التركي بالنزاع

واتهم رئيس الوزراء الأرميني، في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، تركيا بالتدخل عسكرياً في المعارك إلى جانب أذربيجان عبر "آليات عسكرية وأسلحة، إضافة إلى مستشارين عسكريين"، وعبر نقل "آلاف المرتزقة وإرهابيين" باتجاه جبهة قره باغ.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، برزت تصاريح المسؤولين الأتراك بدعم أذربيجان "حتى تحرير ناغورنو قره باغ".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات