Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"قطاع الصحة البريطاني يواجه ثلاثية تجدد كورونا والطواقم المنهكة والقدرات المحدودة

التقرير يدعو إلى إعادة ضبط الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة لمستقبل ما بعد الجائحة

في جائحة كورونا، نالت "الخدمات الصحية الوطنية" تقدير البريطانيين لكنها تتعرض لإنهاك متواصل (أ.ف.ب)

نبه تقرير بريطاني جديد إلى أن مرافق هيئة "الخدمات الصحية الوطنية"  "إن آتش إس" NHS، قد تواجه "ضربة ثلاثية" من مشكلات مرتبطة بوباء "كورونا" الذي يواصل تفشيه في المملكة المتحدة.

وتخوف "اتحاد الخدمات الصحية الوطنية" NHS Confederation (هيئة عضوية للمنظمات التي تفوض المرافق الصحية وتقدم الدعم لها) من أن حالات التفشي المحلية والموجة الثانية من عدوى "كوفيد-19" اللتان تحدثان على نحو متواز، إضافةً إلى الموظفين الرازحين تحت "إرهاق" شديد، الذين يحاولون "التعامل مع تراكم هائل" في أعداد الأشخاص الذين يحتاجون للرعاية، في وقت يُسجل فيه انخفاض في الإمكانات والموارد بسبب التدابير المفروضة لمكافحة العدوى، كلها عوامل من شأنها أن تشل قطاع الخدمات الصحية.

وقد حمل التقرير الصادر عن الاتحاد عنوان "إعادة ضبط الخدمات الصحية الوطنية". ويحدد أوجه التحدي التي تواجه القطاع والطريقة التي ينبغي من خلالها أن يمضي النظام قدماً في أعقاب مرحلة الوباء.

واستطراداً، دعا التقرير إلى وجوب إجراء "إعادة تقييم" لما يتوقع من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" تقديمه واقعياً، محذراً من أن "الطريق إلى التعافي سيكون طويلاً".

وفي معرض الإشارة إلى أن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" خاضت عشوائياً مرحلة الوباء في وقت كانت تعاني فيه فعلاً من "ضغط كبير"، كتب واضعو التقرير أن مؤسساتها "تواجه الآن ضربة ثلاثية". إذ يتعين عليها أن تتعامل مع حالات تفشي العدوى على المستوى المحلي ومع الموجة الثانية المتوقعة للوباء. وكذلك يتوجب عليها إدارة التراكم الضخم في الحالات التي تستلزم العلاج، وقد تزايدت خلال الجائحة. وإضافة إلى ذلك، يتعين عليها أيضاً أن تعاود في الوقت نفسه تقديم خدماتها باستخدام قدرات وإمكانات محدودة نتيجة التدابير المفروضة بهدف مكافحة العدوى".

وأضاف التقرير، "علاوةً على ذلك، يفيد المشرفون على تلك المرافق الصحية بأن بعض الموظفين الذين خاضوا تلك المعركة، يعانون الإرهاق. ومن غير المرجح أن تسود أجواء من الراحة والاسترخاء قبل حلول موسم الأمراض المتوقع في الشتاء".

وفي ذلك الصدد، تبين من دراسة استقصائية أجريت على نحو 252 مسؤولاً من القيمين على "الخدمات الصحية الوطنية"، أن حوالي ثلاثة أرباعهم (74 في المئة) ليسوا واثقين من أن خدماتهم ستكون قادرة على الوفاء بالأهداف الموضوعة لجهة إعادة إجراء العمليات الروتينية (للمرضى) إلى المستويات "شبه الطبيعية" بحلول نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وكذلك ينبه التقرير إلى أنه على الرغم من أن "الخدمات الصحية الوطنية" قد حققت تقدماً كبيراً لجهة تعزيز مستوى خدماتها في مرحلة الاستعداد لمواجهة الوباء، فمن المرجح أن يكون لمرض "كوفيد-19"، انعكاس كبير على قدرات "الخدمات الصحية الوطنية"، من شأنه أن يدوم "سنوات عدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورأى "اتحاد الخدمات الصحية الوطنية" أن الاضطراب الناجم عن الوباء في عمل مرافق الهيئة، يجب أن يؤدي إلى تحول في الخدمات، موضحاً أن الخدمات الصحية تحتاج إلى استثمارات حكومية لدعم طرق جديدة تستهدف تمكينها وإعادتها إلى مسارها الطبيعي.

ويشير ذلك الاتحاد إلى أن القطاع الصحي تمكن من بلورة حلول لعلاج المرضى، داعياً إلى مواصلة دعم الحلول المبتكرة من خلال التخلص من "البيروقراطية غير الضرورية" ضمن مؤسسات "الخدمات الصحية الوطنية"، عبر تأمين تمويل إضافي بهدف تغطية التكاليف الإضافية المترتبة عن زيادة الطلب، وتمكين المرافق من "مواكبة" التراكم في طلب العلاج.

وبحسب الدراسة البحثية نفسها، اعتبر حوالي 8 في المئة من المشرفين على "الخدمات الصحية الوطنية" الذين شملهم الاستطلاع أن تمويلهم الراهن يتيح لهم تقديم خدمات آمنة وفعالة. في المقابل، أوضح حوالي 84 في المئة أن القطاع يجب أن يقدم على خطوة تغييرية في طريقة رعاية الخدمات الصحية للمجتمعات المتنوعة والمهمشة. وأضاف التقرير أنه يجب في المقابل اتخاذ إجراءات بهدف معالجة أوجه التفاوت الصحية التي "تفاقمت" بسبب الوباء.

في ذلك الصدد، ذكر داني مورتيمر الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الخدمات الصحية الوطنية" أن "أحداً لا يمكنه الشك في أن الطريق إلى التعافي سيكون طويلاً في مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" وخدمات الرعاية الاجتماعية". وأضاف، "على الرغم من التوقعات السلبية بأن مؤسساتنا لن تكون قادرة على التأقلم، فإن أجهزة "الخدمات الصحية الوطنية" تمكنت من التعامل مع الموجة الضخمة من مرضى "كوفيد-19"، وواصلت أيضاً علاج ملايين المرضى من غير المصابين بالفيروس.

وأضاف مورتيمر، "لقد تعلمنا الكثير، وعلى الرغم من عدم وجود نظام فاعل للاختبار والتتبع، نحن في وضع أفضل للتعاطي مع الفيروس مما كنا عليه في المرة الأولى. إن الشعور بالضغط سيتواصل في جميع أنحاء البلاد، لكن يجب أن نغتنم هذه الفرصة لإعادة صياغة خدماتنا لمصلحة المرضى والمجتمعات المحلية على المدى البعيد".

في المقابل، أعرب رئيس "اتحاد "الخدمات الصحية الوطنية" اللورد فيكتور أديبوالي عن قناعته بأن "وباء "كوفيد-19" تسبب بحالة من الاضطراب الأكبر من نوعه في تاريخ عمل هيئة "الخدمات الصحية الوطنية". ونظراً إلى الظروف التي حتمت عليها (الهيئة) ضرورة التعاطي مع الحالات الطارئة، فإنها وجدت نفسها في أوضاع لم يسبق لها اختبارها، ولم يكن ممكناً تخيلها في السابق، في وقت اضطُرت فيه إلى التعامل خلال أسابيع قليلة مع تغييرات كانت لتدوم عادةً سنوات طويلة".

ودعا أديبوالي الحكومة إلى التحرك مشيراً إلى "أنها اللحظة التي يتعين فيها على الحكومة أن تمسك بزمام المبادرة لجهة التعاطي مع الأزمة، وأن تتحلى بالجرأة وتستثمر في نظام الرعاية الصحية لمواجهة موسم الأمراض المتوقع في فصل الشتاء، إضافة إلى إيجاد حلول على المدى الطويل".

وختم بخلاصة قوامها "إننا نحتاج في المقام الأول إلى أن نرى تحولاً جذرياً وواعياً في كل جزء من أجزاء البلاد لجهة معالجة التفاوتات الصحية. وإذا وُجد درس واحد قد تعلمناه من الوباء، فإنه يتمثل في كون خدماتنا الصحية الشاملة لا تولي الأهمية اللازمة لجميع الناس، على قدم المساواة بينهم".

© The Independent

المزيد من دوليات