حظر دخول الحانات بعد العاشرة ليلا "يلحق الأذى أكثر مما يفيد"

دعا عمدة مدينة مانشستر أندي بيرنهام إلى "مراجعة عاجلة" لقرار حظر الدخول إلى الحانات والمطاعم بعد العاشرة ليلاً، مشدّداً على أن القرار المذكور، المتخذ في إطار مكافحة الحكومة لفيروس كورونا، "يلحق الأذى أكثر مما يفيد".

وجاءت ملاحظات عمدة "مانشستر الكبرى" تزامناً مع ما تواجهه الحكومة البريطانية راهناً من دعوات إلى مراجعة سياساتها، وذلك إثر انتشار صور محتسي الشراب محتشدين في شوارع المدن بمختلف أنحاء البلاد وأرتال المنتظرين في محطات النقل المشترك ومظاهر تجاوز التراخيص الرسمية، خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى بعد قرار الحظر.

وفي حديث مع الإذاعة الرابعة لـ"بي بي سي"، قال بيرنهام "تلقّيت تقارير تشير إلى امتلاء محال السوبرماركت عن بكرة أبيها بحشود الزبائن"، مضيفاً "أعتقد ان ثمة حاجة لمراجعة عاجلة تفرضها الأدلة التي تجمعها قوى الشرطة وترصدها في مختلف أنحاء البلاد". وذكر أيضاً "حدسي يقول إن هذا الحظر (حظر دخول الحانات والمطاعم بعد العاشرة ليلاً) يلحق الأذى أكثر مما يفيد. إنه قرار يحتمل أن يكون متناقضاً، لأنه يخلق للناس حوافز للتجمّع في الشوارع وفي الأمكنة الداخلية. بصراحة أستبعد أن يكون القرار حظي بتفكير مستفيض".

وعندما سئل عمّا إذا كان يفضّل إلغاء قرار الحظر، قال بيرنهام، السياسي المنتمي إلى حزب العمال "حدسي يقول نعم، ينبغي إلغاؤه على الأرجح"، مردفاً "يمكنني أن أفهم ما تحاول الحكومة فعله. دعوني أقدّم لكم بعض الاقتراحات – إذ ربما إن فرض حظر على بيع الكحول في محال السوبرماركت والمتاجر بعد التاسعة ليلاً، فإن ذلك من شأنه أن يحول دون إسراع الناس إلى المتاجر بمجرد إغلاق الحانات، وهو الأمر الذي شهدناه بأم أعيننا يوم السبت (الماضي). شعوري الشخصي يفيد بأن قرار الحظر يلحق الأذى أكثر مما يفيد. وعلى الحكومة القيام بمراجعة عاجلة للأمر".

في المقابل وبردّ على ملاحظات السيد بيرنهام، قالت وزيرة الصحة هيلين واتلاي Helen Whateley، إنه "من السابق لأوانه الإدلاء بتلك الملاحظات لأن قرار الحظر لم يعلن إلا قبل أربعة أيام. ودعت الوزيرة المواطنين الذين يغادرون الحانات والمطاعم عند العاشرة ليلاً أن يأخذوا في الاعتبار "عواقب" ما يفعلونه. وفي دفاعها عن قرار الحظر، ذكرت واتلاي ضمن البرنامج  الصباحي Breakfast الذي استضافها على محطة "بي بي سي 1"، أن "الناس عندما يحتسون الشراب أكثر، يصبح ميلهم إلى التباعد الاجتماعي أقل. لذا جاءت إحدى مقاربات جعل الناس يلتزمون أكثر المباعدة الاجتماعيّة متمثّلة بتقصير الزمن الذي يكونون فيه بأمكنة تقدّم لهم الشراب وتجعلهم ميّالين إلى تجاوز القواعد الموضوعة".

وتابعت وزيرة الصحة "رأينا أيضاً في عدد من الأمكنة التي استقبلت أعداد أكبر من الناس خلال فصل الصيف أن الحانات أحياناً شكّلت حواضن لانتشار الفيروس، وهذا هو السبب الذي جعل أحد تدابيرنا تهدف إلى وقف وجود الناس في أمكنة احتساء الشراب بوقت أبكر من المعتاد". وإثر انتشار الأخبار عن احتمال أن يفرض بوريس جونسون المزيد من تدابير حظر التجمعات في مختلف أنحاء إنجلترا، ذكرت وزيرة الصحة أنه لا يمكنها استبعاد تطبيق قرارات إضافية إذا استمرّت معدلات الإصابة بفيروس كورونا بالارتفاع.

وفي حديث مع قناة "سكاي نيوز"، قالت واتلاي "لا نريد فرض المزيد من القيود، بيد أن أعيننا ينبغي أن تبقى مفتوحة لمراقبة معدلات الإصابة بكوفيد، وقد شهدنا ارتفاعاً في تلك المعدلات خلال الأسابيع الماضية". وتابعت "إنها لحظة من الزمن تتضمّن فرصة لنا في هذا البلد وخياراً كي نعيد الأمر تحت السيطرة. علينا أن نكسر سلسلة انتشار العدوى. وبهذه الطريقة، نعيد تخفيض معدلات الإصابة مرة أخرى، بعدما شهدنا في الأسبوعين الماضيين ارتفاعاً مستجدّاً في تلك المعدلات".

وردّاً على سؤال عما إذا كان سيعاد النظر في حظر التجول ابتداء من العاشرة مساء، قال المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء بوريس جونسون: "لا. أودّ أن أقول بوضوح إننا نبقي جميع تدابير التباعد الاجتماعي قيد المراجعة ولكن لا يوجد شيء في هذا الصدد".

وعن سؤال حول مخاوف انشغال محال بيع الخمورفي تقديم الخدمات للزبائن بعد دخول وقت حظر التجول حيّز التنفيذ، أوضح المتحدث أن هناك قواعد حالية تخص محال بيع الخمور وكيفية تقديم الخدمات للجمهور خلال الوباء. واقترح تغيير الوقت للسماح بمزيد من المرونة والأخذ في الاعتبار الخروج المزدحم والمربك من الحانات، وهو الأمر الذي لم يتم النظر فيه بعد.

"لا علم لي بشيء محدد في هذا الصدد، إن قرار تقليص الوقت إلى الساعة 10 مساءً استند إلى حقيقة كانت سارية المفعول في مناطق الإغلاق المحلية وتم اعتمادها على أساس أنها تحقق التوازن الصحيح".

وقال المتحدث إن هناك "تركيزاً إعلامياً خاصاً حول ليفربول" في ما يتعلق بالشوارع المزدحمة عندما أغلقت الحانات هناك في الموعد المحدد لها يوم السبت".

وأشار إلى بيان صادر عن مدير شرطة ميرسيسايد كريس غيبسون الذي قال إن صور "تجمع عفوي حول فنان في الشارع المحلي" لا "تعكس السلوك العام للناس في ليفربول خلال نهاية هذا الأسبوع".