لا يرى الفنان أحمد الفيشاوي أن أزمة كورونا فرضت شروطها على الفنان، وجعلته يختار أفضل الموجود، بسبب قلة الخيارات، إذ يقول: "كورونا لم تستمر طويلاً في مصر، على عكس ما كنت أعتقد، حتى في فترة ذروتها لم يتوقف عملنا في السينما وفي المسلسلات التلفزيونية،. صحيح أن العروض توقفت توقف ولكن نحن كفنانين كنا نعمل".
الفيشاوي الذي يبدو عشقه واضحاً للسينما بدليل تخليه عن التلفزيون من أجلها يقول: "أنا توقفت عن المشاركة في المسلسلات منذ نحو 8 أعوام، وتفرغت للسينما، وفي المستقبل، سوف أجمع بين التمثيل والإنتاج والإخراج السينمائي. أنا متأثر بتجربة النجم العالمي كلينت استوود وأعتبره مثلي الأعلى في هذه الصناعة. فهو شارك كممثل في الكثير من الأفلام، قبل أن يتجه إلى الإخراج عندما تقدم به العمر. الجيل الشاب هو من سيستلم مكاننا وهو من سيقوم بأدوار البطولة المطلقة مستقبلا، ولكي لا أجلس في بيتي عندما أتقدم في السن، سوف أستمر في السينما من خلال الإنتاج أو الإخراج". ويتابع "هذا لا يعني أنني سوف أتوقف عن التمثيل في سن معين، فلكل سن بريقه وأدواره، وعندما أتقدم في السن يمكن أن أقدم دور الجدّ أو دور رجل عجوز".
ويؤكد الفيشاوي أنه لن يعود إلى التلفزيون أبداً، ويوضح: "السينما هي تاريخ، أما التلفزيون فلا ذاكرة له. الناس يتجمعون من أجل مشاهدة فيلم سينمائي وهم لا يفعلون ذلك من أجل مشاهدة مسلسل. ولو أننا أردنا أن نعدد المسلسلات والأفلام، فإننا نذكر 10 أو 15 مسلسلاً و 3000 او 4000 فيلماً".
وينفي أن يكون "أولاد رزق" هو أفضل أفلامه ويوضح: "ليس هذا الفيلم وحسب. على مدار مشواري الفني الذي يمتد لنحو 25 عاماً يمكن التوقف عند أدواري في "الحاسة السابعة" و"45 يوم" و"ساعة ونص" و"واحد صفر" و"الشيخ جاكسون" و"عيار ناري". في كل فترة، أقوم بنقلة مختلفة في أفلامي، وسوف يتحقق ذلك قربياً في "أشباح أوروبا" و"30 مارس" وسواها من الأفلام، خصوصاً وأنني بصدد التحضير لعملين، أهمهما من تأليف وإخراج عمرهلال، في أول تجربة له في التأليف والإخراج السينمائي. هو مخرج إعلانات، ويفهم في الدراما، وأرسل لي ورقاً جيداً، وأتوقع أن يكون الفيلم الأهم في مسيرتي الفنية".
أسلوب حياة
وعما إذا كانت الشهرة تزعجه أم أنه في حالة بحث دائمة عنها، هو الذي بدأت شهرته في سن الخامسة عندما ظهر في أحد أعمال والده الراحل فاروق الفيشاوي، يجيب: "الشهرة أصبحت جزءاً من حياتي، وهي لم تأتِ فجأة وغيرت في تفكيري أو تعاملي"، وفي المقابل يشير إلى أنه لا يعيش هاجس فقدانها: "منذ طفولتي وأنا تحت الأضواء والشهرة بالنسبة لي عادية جداً، وتشكل جزءاً من "اللايف ستايل" الخاص بي. وحتى لو تركت التمثيل أو إبتعدت عن المجال، فلن أفقد شهرتي، وسوف أظل إبن فاروق الفيشاوي".
وعن آخر أفلامه "أشباح أوروبا" مع الفنانة هيفاء وهبي، التي تسببت مشاكلها مع مدير أعمالها السابق محمد وزيري بإيقاف عرضه، أوضح الفيشاوي: "الفيلم كان جزءاً من مشاكل هيفاء مع وزيري، ولكن الشركة الأم المنتجة له قررت أن تدفع لهيفاء فلوسها، وبذلك لم يعد هذا الفيلم جزء من مشاكلهما، وسوف يتم عرضه".
وعن تجربته في التمثيل مع هيفاء وهبي التي طالما أبدى إعجابه بها، يقول الفيشاوي: "أنا سعدت كثيراً بالتجربة، وهيفاء فنانة موهوبة فعلا، وتعمل بضمير، وهي كانت تصل إلى موقع التصوير باكراً وتعمل بدون تقاعس أو دلع. كنت أظن أن تكون ديفا، ومع أنه من الطبيعي بالنسبة إلى أي فنانة أن تكون المرآة إلى جانبها دائماً وأن تحرص على شكلها المرتب، لم يكن همّ هيفاء شكلها، بل تأدية الشخصية بشكل صحيح، وهذا الامر أسعدني كثيراً".
المنصات فرصة للشباب
وعما إذا كان الفنان لا يكترث سواء عُرض فيلمه أو لم يعرض، بما أنه تقاضى أجره، يردّ الفيشاوي: "لم يحصل أبداً أن فيلماً لي توقف أو لم يتم عرضه. خلال أزمة كورونا صورت فيلم "الحارث"، وهو عُرض على إحدى المنصات، لأنهم وجدوا أن يجب ألا يعرض في السينما أو التلفزيون، وأنا رحبت بالفكرة، لأن هذه المنصات تحولت إلى فرصة لتشجيع الشباب على صناعة أفلام برأسمال متواضع ولكن بورق جيّد، لان العمل فيها لا يحتاج للعناصر التقنية التي يحتاج العرض في صالات السينما. المنصات سوف تكون بديلاً للقنوات الفضائية في المستقبل القريب".
وعن رأيه بمستوى الورق الذي يقدم في التلفزيون والسينما، قال: "منذ أوائل الأربعينيات ولغاية التسعينيات كانت السينما المصرية تنتج أفلاماً عظيمة، ولكنها أصيبت بوعكة في التسعينيات، نوعاً وكماً، وما لبثت في السنوات الـ 15 الأخيرة أن شهدت إنفتاحاً كبيراً جداً، وأعتقد أن الإنتاج السينمائي خلال السنوات العشر المقبلة، سوف يعود كما كان عليه في الماضي، بعدما عادت النظرة إلى السينما على أنها مشروع قومي، بعد تعرضها للإهمال الى حد ما في الفترة السابقة".
وعما إذا كان كلامه عن السينما يحمل بعضاً من التناقض، خصوصاً وأنه شدد على أهمية المنصات خلال الفترة القريبة، يقول الفيشاوي: "مصر نفسها تشهد انفتاحاً، ومنذ نحو أسبوعين تم إفتتاح مدينة كبيرة، فيها "مولات" يقصدها الناس للتسوق، وكل منها يضم ما بين 8 و10 قاعة سينمائية، وهذا ما يتيح الفرصة أمام إنتاج الأفلام طوال العام".
ووافق الفيشاوي إلى أنه إلى جانب كونه إبن الفنانين فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، هو أيضاً الفنان المشاغب والمثير للجدل، الصريح والشفاف، والشرير إلى حد ما، ويضيف: "أنا لا أحاول تصدير العفة والشرف والأخلاق. أنا فنان، وإصلاح المجتمع وتغييره ليسا مهنتي. والدي كان يقول لي الفن هو مرآة المجتمع، ومن خلاله نبرز ما يحصل فيه ولا نصلحه. لكنّ هناك فنانين يحاولون أن يصدروا بأن أخلاقهم عالية جداً وأنهم خيّرون دائماً، ولكن لا يوجد إنسان صالح طوال الوقت وإلا فإننا لن نكون بني آدميين. إذا لم نخطئ فلن نتعلم من أخطائنا، وأنا "زي ما أنا كدة" بأخطائي وبعيوبي وبمشاكلي، وأرفض أن أصدر للناس صورة مختلفة عن نفسي. وهذا الموضوع يريحني كثيراً، ولم يفقدني شيئاً من جماهيريتي. أنا متصالح مع نفسي، والناس لا يحبون الفنان الذي يظهر على غير حقيقته بل يفضلوه شفافاً وواضحاً".
خمس زيجات وإبنة
الفيشاوي الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً متزوج 5 مرات، فهل المشكلة فيه أم في زوجاته؟ يجيب: "التعامل معي صعب جداً. أنا شخص متعب ولست سهلا، وسبب فشل زيجاتي السابقة، عدم قدرة زوجاتي السابقات على تحملي وإستيعابي، على عكس زوجتي الحالية ناديا التي أعشقها جداً. هي أكثر إنسانة تستوعبني بين كل الناس وحتى الأصدقاء. هي تسمعني وتعمل معي، ولولاها لما كنت حالياً في حال جيد ولما كنت قدمت فناً جيداً".
وعما إذا كان نضجه هو أيضاً أحد أسباب استمرار زواجه الحالي، يوضح: "هناك صعوبة في أن أتغيّر بسبب طبيعة عملي، لأنني عندما أجسد شخصية معقدة، فإنني أتعمّق فيها إلى أبعد الحدود. ولكني أحاول قدر المستطاع أن أنسى تلك الشخصيات أو أن أتخلص من تأثيرها عليّ عندما أكون في بيتي".
أما عن علاقته غير الثابتة بإبنته الوحيدة لينا، من زوجته الأولى هند الحناوي، فقال: "أتمنى أن تكبر إبنتي وأن تفهم أنني تعبت كثيراً من أجلها على كافة المستويات، وأنني حاولت أن أعطيها الحب والرعاية وكنت أصرف على دراستها حتى اللحظة الأخيرة التي تواجدت فيها في مصر، ولكن من الواضح أن والدتها كانت تفهمها غير ذلك لأنها تريد الإنتقام مني. يهمني أن تعرف لينا بأنه لا يوجد مشكلة شخصية معها".
وعن رأيه بالصور الجريئة التي تنشرها إبنته على مواقع التواصل الاجتماعي، وما إذا كانت تخطط لإغاظته من خلالها، قال: "لينا بنت طيبة وموهوبة وشاطرة. أتمنى أن تكبر وأن تستوعب كل ما يحصل، وأن تنجح بإبراز موهبتها وألا تبقيها مدفونة".
من جهة أخرى، أكد الفيشاوي أنه إكتشف مؤخراً، أن الناس تهتم لحياة الفنان الخاصة أكثر من فنه، موضحاً: "هم يتابعون أعماله في السينما والتلفزيون، لذا هم يهتمون لمعرفة أشياء جديدة عنه تتعلق بتفاصيل حياته الشخصية".