Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون يحيون يوم الأرض للعام 43

فعاليات ثقافية وزراعية وبيئية ومسيرات سلمية واحتكاك على نقاط التماس في الضفة والقطاع وسخنين

رفع العلم الفلسطيني في المنطقة الأثرية ببلدة سبسطية شمال غربي نابلس (وفا)

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات إلى فعاليات إحياء يوم الأرض الفلسطيني، في 30 مارس (آذار)، تخليداً لذكرى ما حصل قبل 43 عاماً، حين قررت السلطات الإسرائيلية مصادرة آلاف الدونمات من أراض ذات ملكية خاصة أو مشاع ذي غالبية فلسطينية، من أجل بناء تجمعات سكنية يهودية ضمن مشروع "تطوير الجليل".

في ذلك اليوم، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي، بعدما انبثقت من لجان محلية فلسطينية في مدينة الناصرة، لبحث سبل الرد على هذا المشروع، وأُتفق على إعلان إضراب شامل مدة يوم واحد في 30 مارس 1976، خرجت فيه مسيرات في كل المناطق، من الجليل شمالاً حتى النقب جنوباً، واندلعت مواجهات أسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

تباينت الدعوات إلى الأنشطة بين الثقافية والزراعية، أو تلك التي تدعو إلى المشاركة الواسعة في المسيرات السلمية والتوجه إلى نقاط الاحتكاك المباشر مع الجيش الإسرائيلي، ورفع العلم الفلسطيني. هذه الفعاليات لا تقتصر على يوم أو مكان واحد، بل تمتد إلى أيام عدة وبضع مناطق.

احتكاك مباشر ومسيرات سلمية

قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إن الفعاليات الرئيسة ستبدأ الجمعة في 29 مارس. إذ ستقام الفعاليات المركزية في منطقة الخان الأحمر، شرق مدينة القدس، التي يعيش فيها 270 فلسطينياً تريد الحكومة الإسرائيلية إخراجهم منها بالقوة، بحجة أنهم لا يملكون تصاريح للسكن في مناطق مصنفة "ج"، في حين ستتوزع الفعاليات الأخرى، من مسيرات وغرس أشجار وتكريم بعض الأشخاص لدفاعهم عن الأرض، على الأيام الأخرى حتى نهاية مارس وبداية أبريل (نيسان) المقبل في مناطق عدة، مثل قرى كفر قدوم في مدينة قلقيلية، وقريوت قرب نابلس، وبلعين ونعلين والمغير والمزرعة الغربية في رام الله.

في موازاة ذلك، أصدرت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة بياناً تدعو فيه إلى التوجه إلى نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي، والخروج في مسيرات سلمية في مناطق قريبة من المستوطنات أو تواجه تهديدات بمصادرة أراضي المواطنين فيها، مثل جبل الريسان وقرى المغير ونعلين وبلعين في محافظة رام الله، إحياءً لذكرى يوم الأرض ورفضاً للمشاريع والقرارات الأميركية الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ودعت لجنة المتابعة العليا الفلسطينيين في إسرائيل إلى المشاركة في المسيرة المركزية في مدينة سخنين في الجليل الأسفل في يوم الأرض، على أن تسبقها زيارات إلى أضرحة القتلى في المدينة، احتجاجاً على السياسة الإسرائيلية في عدم منح تراخيص لبناء البيوت العربية، وهذا ما يتسبب بأزمة سكنية خانقة، ورفضاً لسياسة هدم البيوت في مناطق كفر قاسم وقلنسوة وعارة وعرعرة والرامة، وفرض الغرامات ومصادرة الأراضي وخطط التهجير لـ 30 قرية عربية في منطقة النقب بهدف إقامة المستوطنات، إضافة إلى الاعتراض على قانون القومية اليهودية.

مليونية العودة في قطاع غزة

على الرغم من كل الدعوات المكثفة للمشاركة في المسيرات السابقة، تبقى أكبرها مليونية العودة الثانية، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة، عشية الذكرى الأولى لانطلاقها في 30 مارس 2018. إذ سيشهد القطاع إضراباً شاملاً مع تأكيد التزام سلمية المسيرات.

في هذا السياق، كثف الجيش الإسرائيلي وجود قواته ووحدات القناصة على الحدود مع القطاع، وهذا ما زاد من تخوف المراقبين من سقوط قتلى وجرحى من الفلسطينيين.

غرس أشجار وبناء سلاسل حجرية

التطوع لغرس الأشجار في يوم الأرض من الفعاليات التقليدية السنوية، التي تنظمها جهات الرسمية وغير رسمية.

يقول فريد طعم الله، المتطوع في مبادرة "شراكة للحفاظ على الزراعة التقليدية"، إنه تم تجهيز مئات الأشجار الحرجية كالسرو والكينا، والمثمرة كالزيتون والتين، لغرسها في إحدى المناطق المهددة بالمصادرة بين قريتي المغير وترمسعيا شمال شرقي رام الله، إضافة إلى بناء سلاسل حجرية للحفاظ على هذه المنطقة.

ويأتي يوم الأرض هذا العام بالتزامن مع قرار مجلس وزراء البيئة العرب إعلان مدينة القدس عاصمة للبيئة العربية لعام 2019، في ختام أعمال دورته الـ30 العام الماضي. لذلك، نظمت سلطة جودة البيئة العديد من الفعاليات في مناطق الضفة الغربية كافة، ما بين غرس الأشجار والمحاضرات التوعوية والمشاريع البيئية كتدوير النفايات وغيرها، إضافة إلى تنظيم المسارات البيئية وحملات التنظيف التطوعية.

ولا يقتصر تنظيم التجوال البيئي على المؤسسات الرسمية، فهناك العديد من المبادرات الفردية للخروج في مجموعات يوم الأرض، والتعرف على مناطق مختلفة في القرى والمدن الفلسطينية، وتناول الطعام الفلسطيني والجلوس مع أهالي المناطق المُزارة، وتنظيم فقرات غنائية.

أفلام ونقاشات ثقافية

بعيداً من الاصطدام المباشر والزراعة، لجأت بعض المؤسسات إلى عرض قضية الأرض بشكل آخر. فعلى سبيل المثال تنظم مؤسسة القطان فعالية بعنوان "الأرض اليوم"، لإعادة النظر في مفهوم التعامل مع الأرض. إذ أُخرجت الأرض من سياقها كمساحة تم سلبها أو السيطرة عليها، ليصل الأمر إلى تغيير الواقع وإقامة المنشآت عليها وما تبع ذلك من تغيرات سياسية واقتصادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح نادر داغر، مدير العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة القطان، أن الفعاليات ستتضمن محاضرة عن أرشيف الثورة الفلسطينية، وعرض صور التقطتها المخرجة الألمانية مونيكا ماورير أثناء عملها مع وحدة أفلام فلسطين في منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات لبنان، ابتداءً من مرحلة بناء البنى التحتية للثورة في السبعينيات حتى حرب العام 1982 وانسحاب المنظمة من العاصمة اللبنانية بيروت. كما ستعرض ماورير مجموعة من مقاطع الفيديو الأرشيفية لفعالية إحياء يوم الأرض في الناصرة وسخنين.

ويشير داغر إلى عرض فيلم "النفط الأبيض" للمخرجة البريطانية جودي برايس، وهو يناقش فكرة تسليع الأرض ويحتوي على مجموعة من الروايات عن المحاجر في فلسطين.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط