Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تحجز خمسة لقاحات كورونا واعدة لكل مواطن فيها

تحتل الصدارة عالمياً عبر التعامل مع مختبرين مختلفين لتأمين 380 مليون جرعة

حذرت "أطباء بلا حدود" من "خطر حرمان بلدان عدة من اللقاح" إذا تكرس السبق للبلدان الثرية (غيتي)

تقدمت المملكة المتحدة بطلبات مسبقة لشراء ما يكفي من لقاحات فيروس كورونا لتأمين خمس جرعات لكل مواطن من مواطنيها، محققة بذلك المعدل الأعلى في العالم.

وبحسب الأبحاث التي أجرتها وكالة "إيرفينيتي" Airfinity المتخصّصة في تحليل البيانات، فقد حجزت الحكومة البريطانية حتى الآن 380 مليون جرعة من لقاحات تجريبية تعود إلى مصنعين مختلفين حول العالم، ما يكفل لكل بريطاني 5.7 جرعة.

على النقيض من ذلك، لا تزال الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، التي تتعامل مع برنامج "كوفاكس" Covax الذي صُمم بهدف ضمان الإنصاف في عمليات شراء اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" وتوزيعها، تجهد كي تتخطى مستوى الجرعة الواحدة للشخص الواحد.

وعلى مستوى الدول الأغنى التي تشمل قائمتها المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، ثمة تزاحم على إبرام صفقات ضخمة لشراء أكثر من ملياري جرعة من لقاحات مرشحة ضد فيروس "كورونا المستجد"، الأمر الذي يُمكن أن يحد من مخزون هذه اللقاحات في الأشهر المقبلة.

"تتقدم المملكة المتحدة عالمياً في عدد الجرعات المسبقة التي حجزتها لمواطنيها، متفوقةً بذلك على كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي الوقت الراهن، هناك العديد من الصفقات قيد المناقشة. يعني ذلك أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا هدف متحرك. وهذه الأرقام تبقى نسبية، حتى لو تغيرت"، وفق تأكيد راسموس هانسن لصحيفة "الاندبندنت".

وكذلك أشار الرئيس التنفيذي لـ"إيرفينيتي" إلى أن "توقعات الإنتاج تشير إلى أن القدرة الإنتاجية وسلسلة التوريد ستستغرقان بعض الوقت كي تتمكنا من تكثيف عملياتهما تلبيةً للحاجة العالمية. والأرجح أن تمر فترة طويلة لا تتوفر فيها لقاحات كافية للجميع. ومن هذا المنطلق، يُمكن القول إن الحصول على هذه الطلبات المسبقة أمر ضروري، لاسيما أنها تشمل دعم التجارب السريرية للقاحات المرشحة، وتقاسم المخاطر التي يُمكن أن تتأتى عنها مع الشركات المصنعة".

وقد راكمت المملكة المتحدة ستة لقاحات مرشحة مختلفة في محفظة لقاحاتها، وتنوي مضاعفة هذا العدد لتعزيز فرصها في الحصول على جرعة تُثبت فعاليتها.

أما الولايات المتحدة، فقد حجزت لغاية الآن أكثر من 1.6 مليار جرعة، ما يوازي 4.88 جرع للفرد، في الوقت الذي أمن الاتحاد الأوروبي 1.49 مليار جرعة، ما يعادل 3.33 جرعة للشخص.

وفي حديثه، لفت السيد هانسن إلى أن "إيرفينيتي" تعرفت إلى وجود حوالى 300 لقاح قيد التطوير حول العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك لفت إلى إن عدداً من الدول الأصغر حجماً والأقل دخلاً بصدد تطوير لقاحاتها الخاصة، وهل ستتمكن هذه اللقاحات من إثبات نجاعتها، على الرغم من عدم توفر التجهيزات اللازمة لإجراء عمليات الأبحاث والتطوير المتصلة بها، في أكثرية هذه الدول؟"

في مسار متصل، لم تلقَ إستراتيجية "قومية اللقاح" التي اعتمدتها دول عدة على غرار المملكة المتحدة، قبولاً أو ترحيباً من قبل الناشطين الصحيين الذين ما انفكوا يدعون إلى اتّباع مقاربة أكثر إنصافاً في شراء لقاحات "كوفيد-19" وتوزيعها.

إذ حذرت "أطباء بلا حدود"، وهي منظمة طبية إنسانية لا تبغي الربح، من "إمكانية حرمان دول عدة من اللقاح" إذا سُمح للدول الأكثر ثراءً بالاستمرار في شراء الجرعات الواعدة.

وعن ذلك الأمر، أدلت روز سكورس، مسؤولة البحوث والسياسات في المنظمة، بحديث إلى "الاندبندنت"، لفتت فيه إلى أن "الدول الغنية، مثل المملكة المتحدة، تخزن اللقاحات المحتملة ضد "كوفيد-19"، فلا يتبقى شيء منها للدول الأخرى. "ونظراً إلى محدودية الإمدادات العالمية لأي لقاح مستقبلي، أقله في البداية، يُتوقع لدول عدة أن تظل من دون إمدادات أو مع إمدادات ضئيلة".

وأردفت، "هناك فئات سكانية رئيسة ينبغي حمايتها ووضعها في قائمة أوائل المستفيدين من لقاح "كوفيد-19". ويتطلب ذلك تعاوناً عالمياً وتكافؤاً في فرص الحصول على جرعات. وتشمل قائمة تلك الفئات مثلاً وليس حصراً، العاملين الصحيين في الخط الأمامي، والأشخاص الأكثر عرضة من سواهم للإصابة بالعدوى. وإذا كانت المملكة المتحدة قد راكمت أكبر عدد من الجرعات اللقاحية المحتملة عالمياً، فإن ذلك يمثل قومية اللقاح في أسوأ صورها".

وفي انتظار نهاية السباق العالمي للقاحات كورونا، يعقد البريطانيون آمالهم على "جامعة أوكسفورد" التي أنتج لقاحها استجابةً مناعية قوية لدى غالبية المتطوعين. وفي الوقت الحاضر، يجري العمل على اختبارات المرحلة الثالثة الواسعة النطاق، مع توقعات بتقديم بيانات تُثبت فعاليته لدى الجهات الرقابية بحلول نهاية العام الجاري.

بناءً على ذلك، حرصت الحكومة البريطانية على ضمان حصولها المبكر على 100 مليون جرعة من اللقاح المذكور، شأن الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة.

وإذا استمرت عملية تطوير اللقاحات على ما هي عليه اليوم، يُرجح خبراء الصحة أن تجري الموافقة على أول لقاحات مرشحة، وكذلك تعميمها، مع حلول نهاية 2020 أو مطلع العام المقبل.

© The Independent

المزيد من صحة