أفاد استطلاع جديد للرأي، بأن شعبية كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزب "المحافظين" قد عانت من تراجع كبير، بعد صيف شهد فوضى في الإجراءات المتعلقة بالقطاع التعليمي وعمليات الإغلاق المحلية.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "إيبسوس موري" أن 29 في المئة فقط من المشاركين كانوا يميلون إلى تأييد رئيس الوزراء البريطاني، الذي تراجعت شعبيته بشكل كبير بمقدار 12 نقطة منذ شهر يوليو (تموز) الأخير، لتصل إلى أدنى درجة يسجلها منذ فوزه الساحق في الانتخابات العامة في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي. وبذلك يصبح بوريس جونسون خلف السير كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض.
في هذه الأثناء، هبطت نسبة التفاؤل لدى الناخبين في بريطانيا في شأن توقعاتهم لمستقبل أفضل للمملكة المتحدة إلى أخفض مستوياتها حتى الآن في 2020، إذ قال أكثر من ربع عدد الأفراد الذين استُطلعت آراؤهم (26 في المئة)، إن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وهي نسبة أقل بـ 4 نقاط عنها في يوليو، في حين رأى قرابة 45 في المئة من المشاركين أن البلاد تسلك اتجاهاً خاطئاً (بتراجع نقطة واحدة).
بين الاستطلاع الجديد أن التشاؤم بلغ ذروته بين الفئات العمرية الأصغر، ولدى أنصار حزب العمال والناخبين الذي صوتوا على بقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي.
وشمل هذا الاستقصاء مايزيد على ألف ناخب، وأجري في الفترة ما بين 21 و24 أغسطس (آب) الحالي، على أثر التراجع المذل (من جانب الحكومة البريطانية) في النتائج الفاشلة في امتحانات الشهادة الثانوية المتقدمة (A-level)، وبعد وقت قصير من الإعلان عن فرض قيود جديدة في مواجهة فيروس كورونا للتصدي لحالات تفشي الوباء في أجزاء من إنجلترا، وكذلك فرض الحجر الصحي على الأشخاص العائدين من عطلاتهم في فرنسا.
ومع ارتفاع نسبة الآراء السلبية بين المشاركين في البحث بنحو 4 نقاط لتصل إلى 46 في المئة، فإن التصنيف الإجمالي لرئيس الوزراء بوريس جونسون تهاوى ليصبح (-17)، ما يجعله متراجعاً بشكل كبير عن زعيم حزب العمال كير ستارمر الذي ارتفع تصنيفه الإجمالي بنحو نقطتين (30 في المئة من المؤيدين له في مقابل 28 في المئة من غير المؤيدين).
وأظهر استطلاع "إيبسوس موري" هذا تقدم حزب العمال البريطاني للمرة الأولى منذ الانتخابات، من حيث الشعبية على حزب المحافظين، الذي تراجعت نسبة الناخبين الذين ينظرون إليه بإيجابية تراجعاً حاداً، بنحو 7 نقاط، لتصل إلى 28 في المئة، في حين ارتفعت الآراء غير المؤيدة للحزب الحاكم بـ 6 نقاط لتصبح في حدود 46 في المئة.
ونظراً لوجود 29 في المئة ممن ينظرون بإيجابية إلى حزب العمال، فإنه يكون قد تقدم للمرة الأولى على حزب المحافظين، في ظل زعامة كير ستارمر. وبلغ تصنيف العمال الإجمالي لجهة تفضيله من جانب الناخبين (-10) مقارنة مع (-18) لحزب المحافظين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن حزب العمال، الذي حقق ارتفاعاً في التصنيف بنحو نقطة واحدة فقط خلال الشهر، بدا أنه يستفيد من تراجع حاد في حكم الجمهور على أداء حكومة بوريس جونسون، بدلاً من أن يبني على الزيادة في حماسة الناخبين البريطانيين لما يقدمه لهم هذا الحزب المعارض الرئيس من طروحات.
في موازاة ذلك، احتفظ وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، الذي يُنظر إليه على نحو متزايد على أنه خليفة محتمل لبوريس جونسون على رأس حزب المحافظين، بتصنيفه الإيجابي الجيد (+20)، على الرغم من انخفاض عدد الناخبين الذين ينظرون بإيجابية إلى أدائه بنحو 6 نقاط، ليصبح المعدل الإجمالي من التأييد له في حدود 42 في المئة منذ يوليو الماضي، في حين أن الآراء السلبية تجاهه بقيت ثابتة عند مستوى 22 في المئة.
أما مات هانكوك وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في بريطانيا الذي يتعرض لوابل من الانتقادات، فسجل تقييمه تراجعاً كبيراً بنحو 13 نقطة في المجمل ليصل إلى (-19)، بعدما كانت نسبة مؤيديه في حدود 23 في المئة، في مقابل 42 في المئة ينظرون بسلبية إلى أدائه.
و كانت نتائج الاستطلاع بالنسبة إلى الزعيم الجديد لحزب "الديمقراطيين الأحرار" السير إد ديفي، بمثابة تنبيه له عن حجم المهمة الملقاة على عاتقه في صراعه لإعادة حزبه إلى موقع التنافس الانتخابي في المملكة المتحدة.
وتبين من خلال استقصاء "إيبسوس موري" أن "الديمقراطيين الأحرار" ما زالوا في حال ركود، إذ وصلت نسبة من لا يؤيدونهم إلى نحو 40 في المئة، في حين بلغت نسبة المؤيدين 13 في المئة فقط. وهذا يعني تراجعاً واضحاً عن نسبة 23 في المئة التي كان الحزب قد سجلها في الانتخابات العامة الأخيرة.
وفي قراءة تحليلية لخلاصات الاستطلاع، أشار كيران بيدلي مدير الأبحاث في مؤسسة "إيبسوس موري" إلى أن "النتائج أظهرت بوضوح أن سمعة رئيس الوزراء وحزب المحافظين قد تلقت بشكل عام ضربة قوية، وذلك بعد أسابيع قليلة من التحديات، بحيث سجلت انخفاضاً ملحوظاً في التأييد العام لكل من بوريس جونسون وحزبه منذ يوليو".
لكن بيدلي لفت إلى أن "الأمر الذي ما زال غير واضح، هو ما إذا كان هذا التحول لدى الناخبين البريطانيين مؤقت، أم هو جزء من منحى طويل الأمد في تحرك الرأي العام ضد الحكومة؟. سيكون من الحكمة ألا يقفز المرء إلى أي استنتاجات في وقت مبكر حيال هذا التطور. علينا أن ننتظر إجراء استطلاع جديد لنية التصويت لدى الناخبين، لمعرفة ما إذا كانت أحداث هذا الشهر قد بدلت فعلاً اتجاه الرأي في المملكة المتحدة".
يُذكر أن 1119 شخصاً بالغاً شاركوا في استطلاع "إيبسوس موري" الذي أجري بين 21 و 24 أغسطس.
© The Independent