Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زرافات قصيرة العنق وقطط سيفية الأنياب جابت أوروبا قبل مليوني عام

باحثون يدرسون حفريات رومانية وجدوا حيوانات تُكتشف للمرة الأولى في المنطقة

لوحة فنية عن القطط السيفية الأنياب (غيتي)

منذ مليوني عام، في أوائل "العصر الحديث الأقرب، البليستوسيني" Pleistocene era، ومع ظهور الأنواع البشرية المبكرة من الإنسان المنتصب (هومو إريكتوس)، كانت الحياة البرية في أوراسيا متنوعة بصورة مذهلة، واشتملت على مجموعة من أنواع حيوانية تعرضت لاحقاً للانقراض.

في الأراضي العشبية التي امتدت عبر بلدان تلك المنطقة، بما في ذلك جمهورية رومانيا الحديثة، كان في الإمكان رصد حيوانات من ضمنها الدببة، وسنوريات سيفية الأنياب، وجنس "هيينا" من الضباع، وحيوانات وحيد القرن والبنغولين (أو آكل النمل الحرشفي)، والزرافات القصيرة العنق، وفهود ما قبل التاريخ من فصيلة البوما، وطائر منسوب إلى النعامة، وحتى قرد بري كبير.

تأتي تلك المعلومات الجديدة حول التنوع البيولوجي في المنطقة بعد عملية إعادة تحليل لأحافير مأخوذة من رواسب أحفورية فريدة موجودة في موقع "غرانسيانو" Grăunceanu في وادي نهر "أولتيت" Olteţ، في وسط رومانيا.

كلير تيرهون، أستاذة مشاركة في قسم "الأنثروبولوجيا" (علم الإنسان) في جامعة "أركنساس" بالولايات المتحدة الأميركية، وصفت مجموعة الحيوانات التي عاشت في المنطقة بـ"الرائعة".

ذكرت في هذا الصدد، "إنه مجتمع حيواني متنوع. وجدنا حيوانات عدة لم يسبق التعرف إليها بوضوح في المنطقة، وكثير منها اختفى من أوروبا تماماً".

وأردفت قائلة، "بالطبع، نعتقد أن تلك النتائج وحدها تسترعي الاهتمام، ولكنها تنطوي أيضاً على انعكاسات مهمة بالنسبة إلى البشر الأوائل الذين انتقلوا إلى القارة (أوراسيا) في ذلك الوقت".

ويأمل الباحثون في أن تقدم البقايا الحجرية أدلة حول كيف ومتى هاجر البشر القدماء من أفريقيا إلى أوراسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتساعد عملية إعادة تركيب افتراضية تحاكي البيئات السابقة على غرار تلك المنطقة، الباحثين في التوصل إلى فهم أفضل لظاهرة تغير المناخ في المستقبل.

ويبعد الموقع الموجود في "غرانسيانو" حوالى 125 ميلاً إلى الغرب من العاصمة الرومانية بوخارست، ويعد أحد أغنى مواقع الرواسب الأحفورية في أوروبا الشرقية.

تذكيراً، اُكتشف كثير من مواقع الحفريات في وادي "أولتيت"، بما في ذلك "غرانسيانو"، في ستينيات القرن العشرين عقب انهيارات أرضية تسبب بها جزئياً اجتثاث الغابات نتيجة ازدياد النشاط الزراعي في المنطقة.

وتولى علماء آثار وعلماء في الإحاثة من "معهد إميل راكوفيتا لعلم الاستغوار" Emil Racoviță Institute of Speleology المتخصص بدراسة الكهوف، في بوخارست التنقيب في المواقع بعد وقت قصير من العثور عليها.

هكذا، استخرجت الأحافير وحُفظت في المعهد، وصدرت بكثرة منشورات بحثية حول المواقع في سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته. بيد أن الاهتمام بتلك الحفريات والمواقع تضاءل على مدار العشرين إلى الثلاثين عاماً الماضية، ويُعزى ذلك جزئياً إلى ضياع كثير من السجلات الخاصة بعمليات التنقيب وحفريات عدة.

ولكن منذ عام 2012، ركز الفريق الدولي، ومن ضمنه الدكتورة تيرهون وباحثون من رومانيا والولايات المتحدة والسويد وفرنسا، على تلك المنطقة الأحفورية المهمة.

واشتمل عملهم، الذي نُشر في مجلة "كواترناري إنترناشونال "Quaternary International، على عملية مكثفة لتحديد هوية الحفريات في المعهد، إضافة إلى معاينة إضافية للموقع.

إضافة إلى الأنواع المذكورة أعلاه، اكتشف الباحثون بقايا أحفورية تُنسب إلى حيوانات مشابهة لحيوانات الموظ الحديثة، وثور البيسون والغزال والحصان والنعامة والخنزير والكثير غيرها. وجدوا أيضاً نوعاً أحفورياً من البنغولين، الذي كان يعتقد أنه عاش في أوروبا خلال أوائل العصر الجليدي، إنما لم يُثبت ذلك بشكل قاطع حتى الآن.

تعتبر حيوانات البنغولين اليوم، التي تبدو هجينة من الحيوانين "أرماديللو" (أو المدرع) وآكل النمل، من بين أكثر الحيوانات التي يجري الاتجار بها في العالم، وليست موجودة إلا في آسيا وأفريقيا.

© The Independent

المزيد من منوعات