وُجّه تحذير رسمي لمسؤولين إداريين في مدرسة عيّنت مناصراً لداعش خطّط لتنفيذ هجمات إرهابية، هو مدرّس يعلّم الأطفال مادة الدراسات الإسلامية.
وحُكِم على عمر حقّ بالسجن مدى الحياة لمحاولته غسل أدمغة "جيش من الأطفال" بهدف شنّ سلسلة من الهجمات في لندن في العام 2018.
وعُيّن "حقّ" أستاذاً في مدرسة سراج العلم الثانوية (Lantern of Knowledge) في لايتون في أبريل (نيسان) 2015 حتّى يناير (كانون الثاني) 2016، حين استقال قبل محاولته المزعومة للالتحاق بداعش في سوريا.
ومُنع حقّ من مغادرة المملكة المتحدة، ووُضع تحت رقابة أجهزة الأمن، التي ما لبثت أن اكتشفت خطته في وقت لاحق.
وعلّم فتية تتراوح أعمارهم بين 11، و16 عاماً في المدرسة المستقلة غير المجانية، حيث اعترف بأنه عرض على الطلّاب فيديو لداعش.
واستمعت المحكمة إلى شهادات مفادها أنّ الأطفال "كابدوا صدمة شديدة" جراء ما فعل، واعتبرت لجنة المنظمات الخيرية أنه ارتكب "إساءة جسيمة" بانتهاكه الثقة، التي مُنحت له بموجب منصبه من أجل استغلال قربه من الأطفال.
وتوصّل تحقيق في مؤسسة Lantern of Knowledge Educational Trust (سراج العلم التربوية)، التي تدير المدرسة أنّ الأوصياء عليها يتحملون مسؤولية سوء الإدارة وسوء التصرّف، وطُلب منهم بالتالي المبادرة إلى تغييرات.
كما قالت لجنة المنظمات الخيرية، إنّهم تركوا الأطفال عرضةً لسوء المعاملة أو الأذى على يد حقّ، وانتهكوا المعايير المفروضة على المدارس المستقلة بالإضافة إلى السياسات الداخلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال تيم هوبكينز، مساعد مدير التحقيقات في الهيئة التنظيمية إن "التصرفات التي أقدم عليها حقّ داخل هذه المؤسسة الخيرية مريعة".
"من المرفوض قطعياً أن يكون لأي مؤسسة خيرية علاقات بالإرهاب، ويقلقنا الأثر الضار الذي قد تلحقه هذه المسألة بثقة الرأي العام بهذه المؤسسة الخيرية، وبنظيرها من المؤسسات". وقالت هيئة الرقابة إن بعض التحسينات قد اعتُمدت ووُجه تحذير رسمي للمؤسسة كذلك.
وقال هوبكنز "نتوقّع من الأوصياء على هذه المؤسسة الخيرية، أن يتعلموا من الأخطاء والقصور، الذي أشرنا إليه في تقريرنا، وأن يلتزموا الخطوات الضرورية من أجل تعزيز إدارة المؤسسة. وسوف نراقب عن كثب مدى التزام الأوصياء هذه الخطوات".
وقد اعتبر تدقيق منفصل أجرته دائرة مراقبة معايير التعليم (أوفستيد) غير مرّة، أنّ المدرسة "لا تلبي المعايير" أو تتطلب تحسيناً منذ العام 2017.
وفي يناير 2019، بعد سجن حقّ، وجد المحققون كتاباً في مكتبة المدرسة، يشجّع على العنف ضد مثليّي الجنس ويزعم أنهم يخالفون"النظام الطبيعي"، ويقول إن عقاب الزنا هو الموت.
على الرغم من أن حقّ لا يملك المؤهلات اللازمة التي تخوّله أن يعلّم الأطفال، سُمح له أن يعمل مدرّساً كذلك في مدرسة ريبل رود في باركينغ، وفي مدرسة إسلامية أخرى في شرق لندن.
وقال أحد القضاة إنه كان يحضّر الأطفال كي ينضمّوا إلى "ميليشيات مصغّرة"، وأجبرهم على إخفاء موضوع تدريبهم عن أهلهم.
كما قال رئيس إدارة مكافحة الإرهاب في جهاز شرطة العاصمة دين هايدون، "قضت خطّته بإنشاء جيش من الأطفال لمساعدته على شنّ عدد من الهجمات الإرهابية في لندن. لقد حاول، ونجح باعتقادنا، في استمالة الأطفال الضعفاء الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً إلى التطرّف ".
وخطّط حقّ لشنّ هجمات إرهابية متزامنة على 30 هدفاً منها، ساعة بيغ بن، وقطار الأنفاق، ومركز ويستفيلد للتسوق، ومطار هيثرو، ومحاكم، ومسلمون شيعة، وصحافيون، ومجموعات من اليمين المتطرّف.
وفيما كانت الشرطة تتنصت على حديث له مع أحد أصدقائه بعد مرور أربعة أيام على هجوم ويستمنستر في العام 2017، قال إنه يريد "شنّ هجمات متفرّقة في كافة المناطق".
"نحن فرقة موت أرسلها الله وأنبياؤه انتقاماً لدم إخوتي المسلمين".
وفي مدرسة ريبل رود، عمل في السرّ على غسل دماغ 16 طفلاً، لا تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة، وأجبرهم على تمثيل عمليات إرهابية.
وعرض حقّ على الأطفال صوراً عنيفة ودمويّة من بينها صورة فتى ميت، وقال لهم إنهم سيلاقون المصير نفسه إن لم ينضموا إليه، ويقطعوا وعداً بأن يصبحوا شهداء.
وبحسب رواية أحد الفتية للشرطة "ما يريده عمر هو تأسيس مجموعة من 300 رجل. هو يدرّبنا الآن كي نصبح، حين ندخل الصف العاشر، أقوياء جسدياً بما يكفي كي نحارب".
"قال عمر للفتيان إنه ينضوي في [تنظيم] الدولة الإسلامية، وإنها أمرته بشنّ هجوم كبير على لندن".
© The Independent