Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يهدد سلامة الغذاء ودول الـ20 تعقد اجتماعا طارئا

رئيس "الغذاء والدواء السعودية": التأثر في سلاسل الإمداد انعكس بشكل مباشر على الرقابة الصحية

أقيم الاجتماع عبر دائرة إلكترونية ضمت مجموعة من الدول والمنظمات الدولية (هيئة الغذاء والدواء السعودية)

يبدو أن فيروس كورونا الذي تجاوزت يده الجانب الصحي إلى بقية نواحي الحياة لم يقل كلمته الأخيرة بعد، فبشكل مفاجئ دعت السعودية التي تؤدي مهمة رئاسة مجموعة الـ20 في هذه الدورة رؤساء الجهات الرقابية على سلامة الغذاء في دول المجموعة وخارجها، إلى اجتماع طارئ لمناقشة تأثر سلامة الغذاء وصلاحيته الصحية نتيجة الآثار المترتبة من فيروس "كوفيد-19".

واستعرض الاجتماع الذي افتتحه الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء السعودية، هشام الجضعي، فرص المواءمة بين تسهيل إجراءات استيراد المواد لحماية استمرارية سلاسل الإمداد في ظل النقص الذي عانته الأسواق تحت وطأة الجائحة، من دون التأثير في جودة وسلامة المنتج الموزع أو المستورد في الوقت ذاته.

دوافع الاجتماع الطارئ

وعلى الرغم من أن الرياض عقدت اجتماعاً لبحث الجانب الغذائي بداية ظهور الجائحة في يناير (كانون الثاني) بمعية دول المجموعة الدولية، وأقرت مجموعة مخرجات استمرت في تطبيقها منذ ذلك الوقت، على أن تتم مراجعتها في مارس (آذار) 2021، فإن الهيئة السعودية المختصة في الغذاء دعت لاجتماع طارئ مبكر عن الموعد المحدد مسبقاً لمراجعة الإجراءات.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء السعودية هشام الجضعي لـ"اندبندنت عربية" إنه من خلال متابعتهم لسير العملية المتعلقة بإمدادات الغذاء، فإنهم لاحظوا مشكلة من نوع مختلف قد تؤثر في سلامة الأغذية "استبقنا الاجتماع المقرر في 2021 لأننا وجدنا أن تأثر سلاسل الإمداد بات يؤثر بشكل مباشر في الرقابة التي يفترض أن تخضع لها جودة المنتجات"، مضيفاً "وجدت مواد ذات الجودة أقل وأخرى غير صحية تعرضت لمبيدات ومواد سامة طريقها إلى الأسواق، نتيجة الضغط الذي تتعرض له سلاسل الإمداد وعمليات إنتاج الأغذية والحاجة إلى منتجات إضافية، لذلك كان يجب أن تقف جهات الرقابة على الغذاء أمام هذا الاختراق للمواد المخالفة للمعايير في بعض الدول التي تقع تحت ضغط عالٍ في شح وصول الإمدادات، وعدم التهاون تحت هذه الضغط".

 

ويضيف الجضعي سبباً آخر لمرورها غير الضغط الذي تتعرض له سلاسل الإمداد إذ "تلعب أسباب مختلفة دوراً في مرور هذه المواد المخالفة، من أهمها تأثر كوادر الجهات الرقابية بسبب تقليل العاملين في مراكز الرقابة تطبيقاً لبروتوكولات صحية معينة، أو الإصابات التي تعرض إليها بعضهم، ما جعل قدرة هذه المؤسسات على لعب دورها المعتاد أقل"، الأمر الذي تطلب اجتماعاً للبحث عن حلول لا يتعارض فيها تسهيل ضخ المنتجات مع التمسك بالمعايير الرقابية.

انتقال الفيروس عبر الأغذية؟

وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل على إمكان حدوث إصابة بوباء كورونا المستجد من خلال الأغذية أو عملية تغليفها، فإن الاجتماع طرح هذه النقطة من قبيل تأكيد المؤكد، والتشديد على أهمية رفع الوعي العام حول العلاقة بين الأغذية وانتقال الفيروس.

وعلّق رئيس الهيئة السعودية بالقول إنه "لا دليل علمياً على إمكان انتقال الفيروس عن طريق الأغذية، بل إن كثيراً من الدراسات والأبحاث الرصينة أكدت استحالة ذلك، إلا أنه كان من الضروري طرح الموضوع، واستعراض جميع الأدلة العلمية، وتبادل المعلومات حيالها، والدعوة إلى رفع الوعي العام لمواجهة مثل هذه المعلومات". وبحسب المعطى العلمي، فإن الفيروس التاجي بحاجة إلى حيوان حي أو مضيف بشري للتكاثر والبقاء، وهو ما لا يتأتى في الأغذية.

 

ودعا الاجتماع إلى ضرورة العمل المشترك وتشارك المنتج البحثي فيما يتعلق بسلامة الغذاء، إضافة إلى تطوير آليات استخدام الذكاء الاصطناعي لسد الثغرة الرقابية.

وحضر الاجتماع الذي رأسته الرياض، قيادات جهات الرقابة على الغذاء في أستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا وفرنسا وسنغافورة والصين والكويت والولايات المتحدة واليابان، وشاركت منظمات دولية عدة مثل منظمة الدستور الغذائي، ومنظمة الأغذية الزراعية، وتجمّع السلطات الدولية لسلامة الغذاء، ومنظمة الصحة العالمية.
 

المزيد من صحة