Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارض روسي بارز في العناية الفائقة بعد شكوك "بتسميمه"

الطاقم الطبي يقول إن حالته خطرة والكرملين يتمنى له "الشفاء العاجل" وماكرون يبدي "قلقه الشديد"

نافالني يقف أمام مكتب مؤسسته الخاصة بمناهضة الفساد في أحد الأبراج التجارية في موسكو في ديسمبر الماضي (أ ف ب)

عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس عن "قلقه وحزنه الشديدين" لوضع المعارض الروسي أليكسي نافالني، الموجود في العناية المركزة في مستشفى بسيبيريا، مشدداً على "ضرورة إلقاء الضوء كاملاً" على حالته.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في جنوب شرقي فرنسا "نحن على استعداد لتقديم كل المساعدة الضرورية لأليكسي نافالني، وأقاربه، على المستوى الصحي وعلى صعيد اللجوء والحماية".

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إن عملية التسميم "المشتبه" بها ضد نافالني، مقلقة للغاية، وقد تؤثر على العلاقات الأميركية - الروسية.

ووصف أوبراين المعارض الروسي في حواره مع قناة "فوكس نيوز" قائلاً "إنه رجل شجاع للغاية. إنه سياسي شجاع جداً لأنه وقف أمام بوتين داخل روسيا، نحن نصلي له ولعائلته".

وأضاف أوبراين خلال الحوار أنه "أمر مقلق بشكل غير عادي، وإذا كان الروس يقفون خلف ذلك.. فسنضع هذا في الاعتبار أثناء كيفية تعاملنا مع الروس مستقبلاً".

وقد أقلعت طائرة طبية من ألمانيا، منتصف ليل الخميس، متجهة إلى روسيا بهدف نقل نافالني، الذي دخل في غيبوبة، إلى برلين، بحسب ما أكدته منظمة غير حكومية لوكالة فرانس برس.

وقال رئيس منظمة "سينما من أجل السلام"، جاكا بيزيلج، "أرسلنا منتصف الليل طائرة إسعاف مزودة بتجهيزات طبية، وخبراء يمكن نقل نافالني على متنها"، مبدياً أمله في الحصول على موافقة مختلف السلطات.

الكرملين يتمنى له "الشفاء العاجل"

وكان الكرملين قال إنه علم بالوعكة الصحية التي تعرض لها المنتقد الرئيسي لفلاديمير بوتين نافالني وتمنى له الشفاء العاجل، لكنه قال إنه لا يوجد دليل حتى الآن يدعم الادعاءات بأنه تسمم. وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوسائل إعلام "نحن نقرأ هذه المعلومة، نعلم أنه في حال خطرة، ومثل أي مواطن روسي، نتمنى له الشفاء العاجل".

وأضاف "على حدّ علمنا لا توجد نتائج اختبار حتى الآن، كل التكهنات هي مجرد افتراضات، إذا كان هناك تسمم فسيظهر في نتائج المختبر"، وأشار إلى أنه إذا أكدت الفحوص وجود تسمم "فسيكون هناك تحقيق" مثلما يحدث مع أي مواطن روسي.

العناية المركزة

أُدخل أليكسي نافالني أبرز معارض روسيّ إلى العناية المركّزة في أحد مستشفيات سيبيريا بعدما سُمّمَ بحسب ما أعلنت الناطقة باسمه الخميس.

نافالني محامٍ يبلغ 44 سنة، وناشطٌ مناهض للفساد وأحد أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أُودع مستشفى في مدينة أومسك بعدما فقد وعيه خلال رحلة بين سيبيريا وموسكو، حين نفذّت الطائرة هبوطاً اضطرارياً بسبب تدهور وضعه الصحيّ بشكل مفاجئ.

وقالت الناطقة باسمه كيرا يارميش على "تويتر" إن نافالني أُدخل غيبوبةً ووُصِل على جهاز تنفس اصطناعيّ وتجرى حالياً الاختبارات والفحوص اللازمة. وأضافت "نظن أن أليكسي سُمّم بشيء ما وضع في الشاي. هذا هو الشيء الوحيد الذي شربه هذا الصباح. يقول الأطباء إن السمّ تم امتصاصه بشكل أسرع من خلال السائل الساخن. أليكسي الآن فاقدٌ الوعي".

وأوضحت لإذاعة "إيكو أوف موسكو"، "أنا متأكدة من أنه تسميم متعمّد".

حالته خطرة
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "تاس" بأن نافالني موجودٌ في وحدة العناية المركزة لمرضى التسمّم في مستشفى "أومسك" للطوارئ في سيبيريا. وقال رئيس الأطباء في المستشفى ألكسندر موراكوفسكي لوكالة "تاس"، "إنه في حال خطرة".

كما أوضح أناتولي كالينيتشينكو، نائب مدير مستشفى أومسك، أن "الأطباء يفعلون أكثر ما في وسعهم، إنهم يكافحون حقاً لإنقاذ حياته".

وأشارت يارميش إلى أنه تم استدعاء الشرطة إلى المستشفى. وكتبت الناطقة باسم نافالني على "تويتر"، "نعتقد أن أليكسي تعرّض للتسميم عبر مادة مُزجت في الشاي الذي كان يحتسيه. لأن ذلك كان المشروبَ الوحيد الذي احتساه في الصباح".


مطالبة بفتح تحقيق
وغرّد رئيس الدائرة القانونية لمؤسسة مكافحة الفساد التي يرأسها نافالني، فياتشيسلاف غيمادي "لا شك في أن نافالني تعرّض للتسميم بسبب منصبه ونشاطه السياسي". وأوضح أن محامِي نافالني طالبوا بفتح تحقيق في محاولة اغتيال شخصية عامة.

وتعرّض نافالني في السابق لهجمات جسدية، وهو يُعدّ الأحدث بين مجموعة كبيرة من منتقدي الكرملين الذين تعرّضوا لتسميم واضح.

في عام 2017، أُصيب نافالني بحروق في عينه بعد رشّه بمادة معقمة عند خروجه من مكتبه. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، أصيب نافالني بطفح جلدي وتورم في وجهه فيما كان محتجزاً في مركز للشرطة حيث أمضى عقوبةً قصيرة بسبب دعوته إلى احتجاجات غير قانونية.

ونُقل نافالني حينها إلى المستشفى حيث قال الأطباء إنه أصيب بردّ فعل تحسّسي، لكنه طلب إجراء تحقيق في حالة تسمّم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الأمر نفسه يحصل"
وقالت يارميش لإذاعة "إيكو أوف موسكو"، "سمّم في مركز احتجاز الشرطة. أنا متأكدة من أن الأمر نفسه حدث الآن. إنها أعراضٌ مختلفة، من الواضح استخدام دواء مختلف". وأضافت للإذاعة أنها التقت نافالني للذهاب إلى المطار في مدينة تومسك السيبيرية صباح الخميس وكان يبدو "على ما يرام".

وتابعت "لم يشرب إلا شاياً أسودَ في المطار. مباشرةً بعد إقلاع الطائرة، فقد وعيه". ونشر شاهد عيان صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لنافالني وهو يشرب من كوبٍ ورقيٍ في مقهى أحد المطارات.

كما بثّت قناة "رين تي في" مقطع فيديو تم تصويره من الطائرة يُظهر نافالني وهو يُنقل إلى سيارة إسعاف.

ويسافر نافالني، المحامي الصريح ذو الشخصية الجذابة عبر البلاد للترويج لإستراتيجية تصويت تكتيكية لمعارضة المرشحين المؤيدين لبوتين في أكثر من 30 من الانتخابات الإقليمية في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وغالباً ما يعاني نافالني وأنصاره وأفراد عائلاتهم توقيفات ومداهمات وضغوط من الشرطة في كل أنحاء روسيا. وهو سُجن مرات عدة لتنظيمه احتجاجاتٍ "غير قانونية". وقالت يارميش إنهم كانوا في رحلة عمل إلى تومسك.

وغرّد السفير الأميركيّ السابق في موسكو مايكل ماكفول "نصلّي من أجل أن يكون نافالني على ما يرام".

أبرز حالات "التسمم" في روسيا

وقد حادث "تسمم" نافالني، الى الاذهان حالات تسمم مؤكدة أو مفترضة، جرت في روسيا (وقبلها في الاتحاد السوفياتي) منذ أربعين عاما.

ففي تموز (يوليو) 2019 أصيب نافالني نفسه بطفح جلدي وتورم وجهه أثناء وجوده في السجن بعد قمع السلطات متظاهرين معارضين للكرملين وبعد أن دعا لتظاهرة غير مرخصة.

وفي 2017 تعرض لحروق كيميائية في عينه بعدما ألقى مهاجمون صباغا أخضر يستخدم كمطهر، على وجهه أمام مكتبه.

كما عثر في آذار (مارس) 2018 على الجاسوس الروسي السابق المزدوج وابنته لوليا غائبين عن الوعي في مركز تجاري في سالزبوري جنوب انجلترا، ونقلا إلى المستشفى في حالة حرجة.

واتهمت لندن موسكو بالوقوف وراء عملية التسميم باستخدام مادة من صنع سوفياتي وذلك انتقاما لتعاون الجاسوس مع الاستخبارات البريطانية. ونفت روسيا ذلك. وأدت القضية إلى أزمة دبلوماسية.

وتوفي الجاسوس الروسي السابق المعارض من المنفى، العام 2006 إثر تسمم بمادة البولونيوم-210 وهي مادة مشعة سامة جدا. وخلص تحقيق بريطاني بعد عشر سنوات إلى اتهام روسيين تناولا الشاي معه في فندق.

وفي 2016 خلص تحقيق بريطاني إلى اتهام روسيا في الجريمة، لكن موسكو نفت.

وفي 14 أيلول (سبتمبر) 2018 أدخل بيوتر فيرزيلوف، الناشط المعارض للكرملين والمرتبط بفرقة موسيقى البانك الروسية بوسي رايوت، إلى المستشفى إثر عوارض تسمم على ما يبدو من أدوية. ونقل جوا على وجه السرعة إلى ألمانيا حيث قال الأطباء إنه من "المعقول جداً" أن يكون تعرض للتسميم.

وفي سبتمبر 2004 أصيب مرشح المعارضة الأوكرانية وبطل الثورة البرتقالية فيكتور يوتشنكو بأعراض مرض خطيرة.

وأظهرت نتائج فحوص أجريت في عيادة نمساوية أنه تناول كمية كبيرة من الديوكسين. نجا يوتشنكو من التسمم وفاز بالانتخابات، لكن وجهه بقي متورماً وعليه آثار ندوب. ويتهم مؤيدوه جهاز الاستخبارات الروسي بالضلوع في الواقعة.

المزيد من دوليات